الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

باعة جائلون ينشرون عرباتهم في أحياء المغرب

باعة جائلون ينشرون عرباتهم في أحياء المغرب
8 سبتمبر 2010 22:03
مع اقتراب عيد الفطر تعاني المدن الرئيسية في المغرب من فوضى هذه التجارة الموسمية التي تزدهر في رمضان بشكل خاص، حيث أربك أصحاب العربات اليدوية والمجرورة بواسطة دابة حركة التنقل والسير وتسببوا في تلوث بعض الأحياء وحولوها من أحياء هادئة إلى أسواق صاخبة. ومع اقتراب عيد الفطر أيضا بدأ نشاطهم يتوسع وأصبحوا يعرضون ملابس الأطفال والملابس التقليدية والعصرية للرجال والنساء، والمنسوجات ولعب الأطفال والأحذية والعصائر والحلويات. كثّف أصحاب العربات اليدوية الذين يبيعون سلعاً مختلفة من خضر وملابس وأجهزة مطبخ ومشروبات نشاطهم مستغلين أجواء العيد وتغاضي السلطات عنهم من أجل حل أزمة السير والازدحام الناجم عن تنقل المواطنين لشراء حاجياتهم في الأسواق ووسط المدينة، فكان انتشار هذه العربات حلًا لتقريب البضائع من الناس وتخفيف حدة الازدحام في الأسواق وحركة السير. واستغل الباعة الجائلون الشهر الكريم الذي يرتفع فيه الاستهلاك لتوسيع نشاطهم فانتقلوا من أرصفة الأسواق إلى الفضاءات العامة والشوارع الرئيسية والأحياء السكينة حيث عرضوا بضاعتهم أمام أبواب المساجد والمطاعم والمقاهي والمحال التجارية، وجذبت أسعارهم المنخفضة الزبائن اليهم، لاسيما أنهم يعرضون المواد الأكثر استهلاكا في العيد. لعبة القط والفأر عرفت أرصفة الشوارع رواجا كبيرا بفضل نشاط هؤلاء التجار الموسميين والباعة المتجولين، وفي غياب الرقابة الصارمة وانتشار الفوضى وسوء التنظيم، يعرض الباعة سلعا مختلفة من على عرباتهم المتنقلة بأسعار منخفضة عن ثمنها في المتاجر، ويجيدون “لعبة القط والفأر” للهرب من الشرطة والاختفاء إلى حين انتهاء مأموريتها ثم العودة من جديد للبيع وتعويض الخسائر. ويخوض تجار العربات المتنقلة صراعا ليس فقط مع رجال الأمن الذين يطالبونهم بالتنقل من شارع إلى آخر والابتعاد عن الأماكن المزدحمة، بل أيضا مع أصحاب المتاجر وسكان الأحياء التي يتنقلون فيها ببضاعتهم، كما يقول رشيد الحليمي (صاحب عربة خضر وفواكه)، ويضيف “سكان الحي الذي نعمل فيه يتهموننا بإزعاجهم وبيع بضاعة فاسدة والتسبب في تلوث الحي أما التجار فيعتبروننا سببا رئيسيا فيما يتكبدونه من خسائر في ظل ضعف الإقبال على تجارتهم، أما نحن فكل همنا هو تحقيق هامش ربح بسيط وتقريب البضاعة من الناس وبيعها بأسعار مخفضة تناسب القدرات الشرائية للمواطنين”. ويشير الحليمي إلى أن البطالة والظروف المعيشية السيئة هي التي دفعته إلى ممارسة التجارة من على عربة متنقلة، ويقول “تجارة الأرصفة معفية من الضرائب ومن مصاريف الكراء والماء والكهرباء، ويمكن للبائع أن يغير تجارته بكل سهولة ويستفيد من الإقبال الموسمي وانخفاض أسعار البضائع لدى الموردين”، ويؤكد أن أغلب الباعة الجائلين لا يستقرون على تجارة واحدة فهم تجار لكل سلعة تحظى بالإقبال والزبائن. إزعاج وتلوث رغم أن أسعار الباعة الجائلين مخفضة فإن سكان الأحياء الشعبية التي تنتشر بها عربات الباعة الجائلين، يرفضون وجودهم ويتهمونهم بنشر الفوضى والجريمة والقمامة وتهديد استقرار الأحياء وعرقلة السير وحرمان السكان من بعض الخدمات. تقول خديجة بنحمون، التي تقطن في حي يعقوب المنصور بالرباط الذي تنشط فيه تجارة العربات المتنقلة، إن هذه العربات تعيق السير وتنشر التلوث وتحرم سكان الحي من الاستفادة من شاحنات التنظيف وسيارات الأجرة والإسعاف التي لا تستطيع دخول الحي بسبب كثرة العربات وتجمع المتسوقين. وتضيف “أصحاب العربات يحتلون الممرات والأرصفة والحدائق في الحي ويحولونها عنوة إلى أسواق شعبية عشوائية، تعرض فيها البضائع في ظروف غير صحية، حيث يتم عرض لحوم الذبيحة السرية فوق عربة متنقلة تحت أشعة الشمس طيلة اليوم والحشرات من حولها إضافة إلى الغبار ودخان السيارات، وحين ينتهي البائع من بيع تجارته يرمي بقايا السمك والدجاج مما يتسبب في تراكم الأزبال وانتشار الحشرات والقوارض. كما أن هذه التجارة تزعج السكان بسبب أصوات الباعة وأغانيهم الصاخبة وتسيء للحي لأنها تروج للبضاعة الفاسدة والمسروقة، وتشكل خطرا على السكان بسبب أعمال العنف والشغب والنشل والسرقة والمتاجرة في الممنوعات”. يرفضون المتاجر يمتهن العاطلون الذين لم يكملوا تعليمهم تجارة العربات المتنقلة، إضافة إلى الأرامل والمطلقات والمسنين، كما يوجد من بين الباعة الجائلين حاملو شهادات جامعية ومهنية لم يجدوا الفرصة للعمل، وبحسب دراسة أعدتها وزارة التخطيط فإن عدد الباعة الجائلين في الدار البيضاء لوحدها يبلغ 128 ألف شخص وهو ما يعادل 10 % من مجموع سكان المدينة، وأوضحت الدراسة، أن 95 % من هؤلاء الباعة لا يمارسون نشاطا آخر، وأن 80 % منهم من الذكور. وفي محاولة منها لاحتواء ظاهرة تجارة العربات المتنقلة قامت السلطات بعملية تنظيم الباعة المتجولين، لممارسة أنشطتهم التجارية في ظروف مريحة، وذلك من خلال إنجاز أسواق نموذجية ومنح الباعة الجائلين متاجر داخل هذه الأسواق، إلا أن الباعة رفضوا هذه الدكاكين لأن مواقعها غير استراتيجية وتحد من نشاطهم وأرباحهم.
المصدر: الجزائر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©