الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أجهزة الرقابة الغذائية

8 سبتمبر 2010 22:04
كيف تكون أجهزتنا الرقابية المختصة بسلامة الغذاء فعالة؟ سؤال قد يتبادر إلى أذهان الكثير بين الناس المهتمين بتطوير هذا القطاع المهم في حياتنا لاسيما وأننا تعودنا على الترحيب بكل بضاعة غذائية دون النظر في سلامتها أو نتائجها الصحية وذلك لأسباب عديدة تتصل بعدم توفر بدائل وخيارات غير استهلاك ما تحتمله الميزانية لا أكثر، والبعض الآخر ربما يتصل بالثقة في الأجهزة المعنية بالرقابة على الغذاء ولهذه قصص كثيرة لطالما أفردت لها صحفنا مساحات كبيرة، كلها تتفق على أن سلامة الأغذية أصبحت مصدر دخل لأناس وجدوا هذا الباب مفتوحاً بلا رقيب فضحوا بأمانتهم مقابل دراهم معدودات. وفي المقابل هناك صور مشرفة في مجتمعنا أصبحت واضحة كالشمس من أجهزة رقابية جعلت المستهلك خطاً أحمر لا يتعداه أي شخص كان من دون النظر إلى اسمه ووزنه وطول شواربه. قد يتساءل البعض: كيف وصلت هذه الأجهزة إلى هذا المستوى؟ والإجابة بسيطة وسهلة وألخصها بالتالي: أولاً: دعم القيادة لتلك الأجهزة من خلال وضع القوانين التي لا يستثنى منها أحد وتوفير الدعمين المادي والمعنوي باستقلالية تامة عن الأطراف التي من الممكن أن تؤثر عليها في اتخاذ القرار. ثانياً: بناء المؤسسة من الناحية التقنية والبشرية على أفضل الممارسات العالمية في هذا المجال دون إغلاق الأفق والعقول المبدعة. ثالثاً: الشراكة مع وسائل الإعلام والجمهور للوصول بأسرع وقت إلى مواضع الألم وعلاجه بكل شفافية ونزاهة. رابعاً: دعم المخلصين من أصحاب القيم النبيلة والتي تتميز بالأمانة والصدق والإخلاص للوطن وإعطائهم فرصة القيادة في هذا المضمار. خامساً: التطوير المستمر ووضع استراتيجيات تتميز بمرونة التقبل للمتغيرات المحلية والعالمية. سادساً: التواصل الثنائي بين الشركاء واعتبار المؤسسات الغذائية شريكاً استراتيجيا في النجاح وبإدراك هذه المؤسسات أنها ستستفيد بالتزامها سلامة المستهلك وأن مبدأ الثواب مقدم على العقاب ستكون أكثر التزاماً وصعوداً للعالمية. هذه الأسباب التي أحببت أن أوجزها في هذه السطور قد تساعد الصادقين لتجاوز المعوقات والوصول إلى التميز في مجال السلامة الغذائية ولماذا لا نكون قيادة للتغيير نحو التميز. العالم اليوم أصبح سوقاً مفتوحة يدخل فيها الجميع بضائع متعددة ومتنوعة الجودة وسوق الغذاء هو من أهم وأكثر هذه الأسواق دخلاً لأنه حاجة أساسية للإنسان في أي مكان في العالم. وأمام الطمع المستمر لبعض رؤوس الأموال في العالم تقف الأمانة مربوطة الأيادي فيدخل إلى الأسواق كم هائل من الأغذية قد تتسبب في كوارث لتك المجتمعات البعيدة عن الرقابة. إن الأجهزة الرقابية للأغذية في العالم لا تقل أهمية عن أي جهاز أمني. ويجب أن تعطى الأولوية والدعم حتى تتمكن من المحافظة على الأمن الداخلي للشعوب والأمم، والتعاون بين الأجهزة والجمهور هو مفتاح النجاح والوصول إلى غذاء سليم ومجتمع آمن. ويد بيد نحافظ على أمننا الغذائي في وطننا المشترك.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©