الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ثواب الإصلاح بين الناس

8 سبتمبر 2010 22:06
بيّن الله تعالى ثواب الإصلاح بين الناس عندما قال: “لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا” (النساء : 114)، وتبين الآية السبيل الذي يجب أن يسلكه الناس في تناجيهم وهو تأمين حاجات الناس والأمر بالخير والإحسان والإصلاح بين الناس، ومن يفعل هذه الأعمال لوجه الله وطلبا لرضائه فإن الله سيؤتيه الثواب العظيم والأجر الجزيل. فالمسلم هو الذي يتسلح بالخير والتقى والفلاح، إمام في دنياه يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويقوم المعوج وينير السبيل ويغير في كنف اللين والأسلوب الحكيم والهداية الرشيدة والموعظة الحسنة. ولأن المصالحة عليها مدار كبير في بنيان المجتمع اهتم بها النبي صلى الله عليه وسلم في أول أمره وهو يبني المجتمع فدعا إلى حسن العلاقة بين المسلمين عمل الرسول صلى الله عليه وسلم منذ بعثته على إرساء دعائم الوحدة حيث شد أواصر المجتمع وآخى بين فئاته ومكوناته المجتمعية. فكانت المصالحة التي عقدها النبي صلى الله عليه وسلم بين أصحابه خطوة موفقة فقد وثقت العلاقة بين المسلمين بينهم برباط متين من الحب والتضامن وزكى القرآن الكريم هذه الرابطة وأثنى عليها بما هو جدير بها لتظل مثلا أعلى ينظم حياة المسلمين في المستقبل ويحفزهم على ما يجب عليهم نحوى أنفسهم ودينهم ومجتمعهم من تضامن وتعاون . ولم يكتف الرسول صلى الله عليه وسلم بالدعوة إلى التآخي بين صحابته اثنين اثنين بل وسع دائرة الأخوة لتشمل المسلمين جميعا وعمل على أن ينمي الشعور بالألفة والمودة بينهم عن طريق الإيمان الذي ينبغي أن يكون أساس العلاقة بين المسلمين فقد قال صلى الله عليه وسلم: الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يَخْذُلُهُ وَلاَ يَحْقِرُهُ التَّقْوَى هَا هُنَا». يُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ. ولهــــذا كان أول عمل قام به صلى الله عليه وسلـم لما هاجـر من مكة إلى المدينة أن آخى بين الأوس والخــزرج وأزال ما بينهـــم من إحن وضغائن وآخى بين الأنصار والمهاجرين مرســيا بذلك دعائم الأخوة وشادا أواصر المجتمع الإسلامي الوليد، واهتمامه صلى الله عليه وسلم بالمصالحة لم يقف عند هذا الحد بل كان منصبا على كل الفئات الاجتماعية المتعايشة مع المسلمين في المدينة. فشمل اليهود والنصارى ووضع صحيفته محددا بمقتضاها مسؤوليات كل من اليهود والمسلمين تجاه المدينة من رعاية ودفاع وتوفير لحظوظ الأمن والاستقرار. مؤكدا بذلك عنصر المواطنة كقاسم مشترك بين جميع متساكني المدينة وبذلك أصبحوا جميعا بمقتضى هذا الميثاق الوطني أعضاء في أسرة واحدة رباطها الإسلام وقوامها الإيمان وشعارها الحب والوئام.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©