السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الحكومة اللبنانية تشكل اليوم لجنة «البيان الوزاري»

الحكومة اللبنانية تشكل اليوم لجنة «البيان الوزاري»
15 يونيو 2011 00:21
يستعد رئيس الحكومة اللبنانية الجديدة نجيب ميقاتي اليوم لمهمة دقيقة تتمثل في إعداد البيان الوزاري لحكومته، غداة الإعلان عن تشكيل حكومة. وتتركز الأنظار على الشكل الذي سيخرج به البيان الوزاري، والذي سيحدد موقف لبنان من قضية المحكمة الدولية المكلفة بقضية اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، والتي كانت وراء إسقاط حكومة سعد الحريري قبل خمسة أشهر. ومن المفترض ان تنال هذه الحكومة الثقة في مجلس النواب ، حيث يتمتع “حزب الله” وحلفاؤه بأغلبية بسيطة. وتعقد الحكومة اللبنانية الجديدة اليوم الاربعاء اول جلسة لها برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في القصر الجمهوري بحضور رئيسها نجيب ميقاتي وغياب الوزير المستقيل طلال ارسلان وذلك بعد أخذ الصورة التذكارية. وتخصص الجلسة لتشكيل اللجنة الوزارية التي ستتولى صياغة البيان الوزاري الذي ستنال على أساسه الحكومة الثقة البرلمانية، على أن تعقد اجتماعات متتالية برئاسة الرئيس ميقاتي بغية الإسراع بإنجاز البيان في أقرب وقت ممكن، لتتمكن الحكومة من العمل والشروع في معالجة الملفات الساخنة والعالقة دون حل منذ عهود الحكومات السابقة. وكان الرئيس ميقاتي قد توجه الى السعودية صباح امس لأداء مناسك العمرة، وقالت مصادره لـ”الاتحاد” بأنه قد يلتقي العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز وبعض القيادات السعودية على هامش الزيارة، ويبحث معهم في مرحلة ما بعد قيام حكومته في لبنان. بالمقابل، تعرضت الحكومة اللبنانية الجديدة لهجوم عنيف من قبل فريق المعارضة الذي لوح على لسان عضو كتلة “المستقبل” النائب احمد فتفت بإنشاء “حكومة ظل” مضادة، واصفاً حكومة ميقاتي بـ”حكومة مواجهة”. وأكد عدم إعطاء الثقة للحكومة الجديدة. فيما شكك رئيس حزب “الكتائب” أمين الجميل في قدرة الحكومة على حل الأزمات في لبنان وقال: “إن الحكومة أحادية مقيدة بشروط واضحة على صعيد النهج والأهداف وستدخلنا في متاهات”. واتهم النائب وليد الجراح “المستقبل” الحكومة الجديدة بأنها “أتت لتؤدي خدمة لسوريا يدفع اللبنانيون ثمنها”. وقال: “إنها حكومة يسيطر عليها “حزب الله” ومناخها العام مواجهة مع المجتمع الدولي”. وأكد الأمين العام لقوى “14 مارس” المعارضة في لبنان فارس سعيد الثلاثاء أن “لبنان أصبح رهينة بيد “حزب الله” والنظام السوري” بعد تشكيل حكومة يتولى فيها “حزب الله” وحلفاؤه غالبية الوزارات. وقال سعيد إن الحكومة التي أعلنت برئاسة نجيب ميقاتي “تابعة للنظام السوري الذي يواجه أزمة، ولحزب الله الذي ينتظر بين اليوم الآخر صدور القرار الظني” في قضية اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري في عام 2005. وأضاف سعيد “لقد خسر النظام السوري منذ اندلاع الاحتجاجات في 15 مارس كل صداقاته في العالم العربي وتركيا، وهو يريد حكومة صديقة في لبنان تعينه على مواجهة الانتفاضة السورية من جهة ومواجهة ضغوط المجتمع الدولي من جهة أخرى”. وتابع “في الوقت الذي يتجه فيه العالم العربي نحو الديموقراطية، يغرق لبنان مجدداً بين قبضة النظام السوري وسلاح حزب الله من جهة أخرى”. إلى ذلك اعلن رئيس البرلمان نبيه بري تأجيل الجلسة التشريعية التي كانت مقررة اليوم وعلى جدول أعمالها التمديد لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة ونوابه الأربعة الى موعد يحدد لاحقاً، كما أعلنت لجنة المال والموازنة البرلمانية إرجاء جلستها التي كانت مقررة اليوم الى موعد آخر. من جهته كشف السفير السوري في لبنان علي عبدالكريم علي بعد لقائه الرئيس اللبناني السابق العماد اميل لحود أمس أن تشكيل الحكومة اللبنانية كان تلبية لحاجة لبنانية، ولكن الحاجة اللبنانية مرتبطة بالعلاقات الأخوية، واذا كان لبنان محصناً وقوياً هذا يشكل مصلحة لسوريا. ورفع وزير الدفاع الجديد فايز غصن في مستهل تصريحاته أمس شعار “تكاتف الجيش والمقاومة والشعب” لمواجهة مخاطر كثيرة وقال: “إن ما يجري حولنا يحتم علينا الوحدة ورص الصف”. مؤكداً أن الجيش اللبناني سيبقى صمام أمان هذا الوطن وامنه واستقراره، مشيداً بهذا الجيش “المقدام وصاحب الضمير والوجدان في السهر لحفظ أمن لبنان”. وأعطى وزير الداخلية والبلديات مروان شربل بدوره الأولوية في مهامه للشق الأمني والعسكري، واعتبر انه حتى ضبط القانون يمكن إعادة الثقة لمؤسسة قوى الأمن الداخلي، كاشفاً عن “أن أولى المهام التي ينوي القيام بها هي السعي الى إقرار قانون انتخابي جديد”. وتعهد وزير الاتصالات نقولا صحناوي في أول تصريح له بدراسة ملفات الاتصالات مع سلفه الوزير شربل نحاس واستكمال النهج الذي بدأه وأرساه نحاس وسلفه جبران باسيل من أجل خير المواطن، واعداً اللبنانيين بالعمل لخفض أسعار المكالمات لتخفيف الأعباء عن اللبنانيين. واعتبر وزير الدولة بانوس مانجيان أن الحكومة هي حكومة عمل وليس حكومة مواجهة لا مع المجتمع الدولي ولا مع فريق لبناني آخر. لافتاً الى أن المشاكل الاجتماعية والمالية هي أولوية في عمل الحكومة الجديدة. وفي أول موقف دولي لافت سارع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الى تهنئة لبنان بتشكيل الحكومة واعتبر ذلك بمثابة خطوة مهمة، مشدداً على “ضرورة أن تفي بالالتزامات الدولية” واشار مكتبه الصحفي الى أن كي مون أعرب عن “أمله في أن يتمكن لبنان من مواجهة التحديات الاقتصادية والسياسية والأمنية الماثلة أمامه”، مشدداً على “أهمية قيام القادة اللبنانيين بالحفاظ على روح الحوار الوطني والتعاون”. وأعرب بان عن “تطلعه الى الانتهاء في أقرب وقت ممكن من برنامج الحكومة الجديدة”، متوقعاً أن “تؤكد الحكومة الجديدة من جديد التزامها بالتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 1701 وجميع الالتزامات الدولية بما في ذلك المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي تحقق في اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري عام 2005”. واحتل تشكيل الحكومة اللبنانية بعد خمسة أشهر من المراوحة السياسية والمفاوضات الشاقة عناوين الصحف الصادرة في بيروت أمس وسط استياء من التشكيلة أو فتور في الترحيب بها. وكتبت صحيفة “النهار” المقربة من “قوى 14 مارس” وأبرز أركانها رئيس الحكومة السابق سعد الحريري “ما يوازي تأليف الحكومة أهمية بعد خمسة أشهر من المراوحة هو ما حصل بين ليل الأحد وصباح الاثنين وأعطى الضوء الأخضر لإنجاز سريع لهذه المهمة أياً تكن الكلفة”. فيما اعتبرت صحيفة “المستقبل” أن “حزب الله” أعطى ميقاتي وزير دولة وأخذ منه الدولة.
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©