الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العطل ورمضان والعيد والمدارس مصاريف متزامنة

العطل ورمضان والعيد والمدارس مصاريف متزامنة
8 سبتمبر 2010 22:13
مَنَّ الله على الأمة الإسلامية بعدة مناسبات، تخلخل روتين الحياة وتسقي الناس كؤوس الفرح والسعادة، جاء رمضان وينصرف في هدوء وتنساب أيام الشهر الكريم إلى أواخرها معلنة فرحة العيد التي يتأهب لها الجميع كبيراً وصغيراً، ولأن للعيد مستلزمات وتقاليد وعادات فإن الجميع تمتد اهتماماته لشراء ملابس العيد للأطفال وللنساء والرجال، حيث يغوص الجميع في تفكير دائم بتقديم أحسن ما يوجد في المحال لإسعاد أسرته وأهله، رغم ضيق يد بعض الناس حيث تزامنت أيام الشهر الفضيل ومستلزمات العطل والسفر ومناسبة العيد والدخول المدرسي، فازدحمت الشوارع والمحال والحقيبة المالية، إلى درجة اضطر بعضهم إلى تأجيل بعض القروض أو إضافة أخرى للقيام بما يلزم حيال هذه المناسبات. حركة الشوارع تتوقف معلنة حالة استنفار يدوم أكثر من أسبوع قبل العيد، حيث تزحف السيارات الشخصية وسيارات الأجرة وتختنق القنوات المرورية، حركة دؤوبة من صباحات قبل العيد لتصل ذروتها وتمتد إلى ما بعد العيد، كما تعرف المحال التجارية والمنتوجات الاستهلاكية حالة تأهب استقبالًا لرغبات الزبائن. في هذا السياق تقول فاطمة محمد التي صادفناها في أحد محال ملابس الأطفال: هذه السنة سبق الشهر الكريم العطل السنوية، وهكذا تقررت ميزانية السفر وعطل الأولاد ليستمتعوا قليلاً بأيام الراحة ولإخراجهم من الروتين اليومي الذي ينغمسون فيه طوال السنة الدراسية من جهة، ولتجديد طاقاتهم من جهة أخرى، وقبل أن تنتهي العطل حل علينا الشهر المبارك، شهر الخير والبركات، شهر الصيام حيث الناس تتأهب له وتعد له العدة من مؤن ومواد استهلاكية بشكل مضاعف بقدر أكثر من الأيام العادية، وتحل اليوم أيام العيد، وها نحن بالأسواق قبل أن يحل بأيام، وذلك لتجهيز ما يلزم من حلويات وملابس للأطفال، وتضيف فاطمة في نفس السياق: فأنا مثلًا عندي أربعة أولاد أعمارهم متقاربة، يلزمهم الكثير من الجهد لإرضائهم فيما يخص ملابس العيد، لهذا لا أخرجهم معي إلى السوق وأفضل أن أشتري ما يلزمهم وعند الرجوع للبيت أقوم بقياسها لهم، وقد أضطر للرجوع من جديد لمحال الملابس لتغييرها، وتضيف فاطمة هذه السنة يتزامن العيد مع الدخول المدرسي، هكذا نعمل جاهدين لقياس ملابس العيد وملابس المدارس المقررة حسب كل مدرسة. تأجيل تمتد اهتمامات الأهالي لشراء كل ما يخص هذه المناسبة الكريمة من مستلزمات تتمثل في أواني للبيت وحلويات وملابس العيد، فهناك من يرغب في تفصيل وخياطة الملابس التقليدية، وهناك من يكتفي بالجاهز دفعاً للتعب رغم أن مواصفاته أقل جودة، وهناك من يسد باب متطلبات العيد بما تيسر له دون مغالاة ولا إسراف، هكذا تعرف الليالي الأخيرة من الشهر الفضيل بعد الإفطار وقبله ازدحام شوارع، كما تعرف هذه السنة تزاحم كثير من المناسبات مما أثقل كاهل بعض الناس، وفي هذا الإطار يقول محمد فضل سعيد: أعمد كل سنة إلى اقتناء ملابس العيد لأولادي بأسابيع قبل العيد، دفعاً للضغوط التي تعرفها أيام العيد، لكن هذه السنة تزامن العيد مع كثير من المناسبات، منها العطلة السنوية وعطلة المدارس مما دفعنا لإنفاق الكثير من المال من أجل السفر وقضاء عطلة لابأس بها، قضينا نصف الشهر الكريم خارج البلد والنصف الأخير منه داخل البلد. كما أن الوقت حان لقياس ملابس المدارس وتقديم مستحقات الدفعات الأولى في هذه المدارس، بالإضافة لذلك ولأن السفر كان قبل شهر فإن راتبي أخذته مسبقاً، هكذا أعيش هذه الأيام دون راتب، لذا اضطررت لتقديم طلب إلى البنك لتأجيل مستحقات جزء من القرض المقرر دفعه كل شهر، وذلك للقيام بواجبي أمام أسرتي. أما عن شراء ملابس العيد فإنه يقول: اكتفيت هذه السنة بالقليل جداً فيما يخص ملابس الصغار، أما أنا ووالدتهم فأجلنا ذلك إلى العيد القادم بإذن الله. توتر أعصاب أينما ولى المرء وجهه خلال هذه الأيام يجد الازدحام في طريقه، وتبقى الاختناقات المرورية وازدحام الشوارع من أصعب ما تعرفه الشوارع في أبوظبي لهذا يقول صبري صابر سائق تاكسي: تعودنا على هذا الازدحام، ورغم أن الظاهر يقول إن أصحاب سيارات الأجرة يستفيدون كثيراً في هذه الأيام، بالفعل ذلك صحيح من جانب العمل لغاية ساعات الصباح الأولى من يوم العيد، لكن يبقى ضغط العمل والاختناقات المرورية، سبباً لتوتر الأعصاب بالإضافة إلى أن السيارة تقف مدة غير قصيرة في كل إشارة، ومرات لا نصل المكان المقصود إلا بعد ساعات، وهذا يؤخر وصول الكثير من الزبائن إلى الوجهات التي يقصدونها، كما أنه مرات نجلس في إشارة واحدة أكثر من 5 مرات، وهذا يزيد من توتر الركاب، إذ أذكر مرة أن سيدة وبناتها كن يقصدن أحد المحال بمنطقة النادي السياحي، وهن قادمات من منطقة المرور، فاستغرقت الرحلة أكثر من ساعة ونصف الساعة، وكان المبلغ كبيراً مما أثار غضب الزبونة. حلم الباركينج في حين يتحدث جمال مسعود عن أزمة الباركينج في ليلة العيد، ويقول: لا أرغب أبداً في مرافقة زوجتي إلى السوق، لهذا نشتري كل شيء قبل أيام العيد، ومع ذلك تظل هناك نواقص تجعلني وسط الازدحام، ولأن زوجتي تحمل رخصة السياقة وتقود سيارتها، ولكنها تخاف من الازدحام ومن صف السيارة في الأماكن صعبة الوقوف فإنني أضطر لمرافقتها بعض الأحيان، لكن عدم وجود مكان لإيقاف السيارة يجعلني أكثر توتر، بحيث نلف الشوارع ونطوفها بحثاً عن باركينج أكثر من ساعة، وعندما يسعدنا الحظ ونجد مكاناً لإيقاف السيارة، وندخل المحل للتسوق قد لا نجد ما يعجبنا وما يروق لنا فنحاول تغيير المكان، مما يضطرنا لأخذ السيارة من جديد ونبحث عن محل آخر وباركينج آخر وهذه في حد ذاتها أزمة بالنسبة لي، وإذا صادف ووجدنا مانحتاج فإننا نجلس ننتظر في الطابور أكثر من نصف ساعة لأداء حق المشتريات، كما أن مرورنا على أكثر من محل سواء للملبوسات أو الأواني أو المواد الاستهلاكية يجعلنا في حالة استنفار دائم ملزمين به. تقشف تحسباً للاختناقات المرورية، وازدحام الأسواق وتعذر وجود سيارات الأجرة فإن خولة أم عبدالله خرجت للتسوق كل صباح على امتداد شهر رمضان الكريم، لكنها تقول: تفادياً لكل ما يحصل اليوم من اختناقات وازدحام كنت أخرج للتسوق صباحاً، لكن كنت أصطدم في غالب الأحيان بعدم فتح المحال، حيث إن أغلبها لا تفتح أبوابها إلا ليلاً، ورغم أني أعتبر نفسي بدأت باكراً في اقتناء كل ما يلزمني من احتياجات، خاصة ملابس أولادي إلا أنني مازلت أبحث اليوم عما ينقصني من احتياجات إذ هناك دائماً نواقص، وفرحة العيد تكتمل بالسهر لتجهيز الحلويات وترتيب البيوت وتجهيز الملابس لاستقبال يوم جديد وهو يوم الفرح للجميع، ولا تضجرني هذه الازدحامات، بل أعتبرها طبيعية وحالة استثنائية لا تحدث دائماً إلا في هذه الأيام المباركة، لكنها هذه السنة تصادف الدخول المدرسي مما جعل الاحتياجات تفيض عما نتوافر عليه من مخزون مالي، وهذا جعلنا نتغاضى عن كثير من الاحتياجات واعتبرناها كمالية، واضطررنا للتقشف، حيث نقصنا من مصروف العود والبخور إلى النصف، وكنت مثلاً أشتري للصغار ثلاث قطع لكل وحد في الأعياد السابقة فإنني قلصتها إلى لباس واحد. لا مفر من ازدحام العيد إذا كان الرجال يتذمرون من ازدحام ليلة العيد، فإن للنساء رأياً آخر، بحيث تقول ليالي سعيد: تسعدني هذه الأجواء بحيث أرى من الضروري الخروج للتسوق ولو لم ينقصني شيء، إذ أشعر بتغيير في الأجواء والفرحة في كل مكان باستقبال العيد، ويحدث مرات ألا أدخل بيتي إلا ساعات متأخرة من الليل أو في الساعات الأولى من صباح العيد، وعادة أتسوق كل ما يلزمني قبل في منتصف الشهر الكريم، لكن تظل دائماً أشياء ناقصة، وهكذا أخرج هذه الليلة حتى استمتع بحيوية هذه الأجواء وأرى الفرحة في عيون كل الناس. وتتحدث ليالي سعيد عن أجواء شوارع أبوظبي في العيد، وتقول: لرمضان في أبوظبي نكهة خاصة وجو رائع، كما في باقي البلدان العربية، أما ليلة العيد فلها طابع آخر بحيث لا يمكن لأغلب النساء تفويت هذه الفرصة بعدم الخروج من منازلهم، رغم أن الرجال يكرهون التسوق، وهكذا فالمرأة تخرج إما مع صديقاتها أو مع زوجها، ونظراً لضيق الوقت هذه الليلة ولازدحام المدينة فإني اضطر للخروج في الساعات الأولى بعد الإفطار ومع ذلك أعلق في ازدحام السير، وطوابير الزبائن، ولأن الوقت لم يسعفني لاقتناء كل ما يلزم قبل العيد فإنني غالباً ما أضطر للخروج في هذه الليلة إذ أمر على أكثر من محل لجمع ما يلزمني من كل المحال المترامية على جغرافية المدينة، من حلويات وملابس وعطور وبخور، وكل احتياجات العيد. تسوق قبل رمضان تتصادف هذه السنة أربع مناسبات مستلزماتها كبيرة ومصاريفها أكبر خاصة عند بعض الفئات من المجتمع، حيث تذكر حصة النعيمي: ربة بيت: تفادياً لازدحام العيد أضطر للتسوق قبل رمضان، وأينما حللت أشتري ما يلزم بناتي، ولكن هذه السنة تتزامن أربع مناسبات مرة واحدة ضاعف من المصروفات وخلخل الميزانية، وتضيف حصة: كون بنتاي تدرسان في الجامعة فإنني فصلت لهن عباءات للعيد وأربع عباءات للواحدة للاستعمال اليومي للجامعة، كما أنهما يلزماني بشراء ماركات معينة من الحقائب، بها ما يصل ثمنها إلى 5000 درهم، بالإضافة للساعات، وليست هذه المصاريف فحسب فهناك أخرى لتغطية ما يلزم البيت ليوم العيد من حلويات وأطقم أواني خاصة وأننا نستضيف ونزور الأهل والأصدقاء ويجب أن يكون المنزل في أحسن حلة. تفادياً لكل الازدحمات التي تعرفها الشوارع ليلة العيد وعلى إثرها يفقد الأزواج أعصابهم، فإنني خرجت للتسوق قبل منتصف الشهر الكريم، هكذا قمت بتفصيل ملابسي عند الخياط وكذلك ملابس زوجي وأولادي، بينما اشتريت للبنات من محال معروفة وعلى أذواقهن، وأحضر كل ذلك قبل العيد حتى تبقى هناك مساحة من الوقت للتغيير أو إضافة أشياء أخرى وما يلزمنا في هذه الليلة المباركة إلا التحني وتسريح شعر البنات، وهكذا فهذه الليلة سنسهر إلى غاية الصبح ومن ثم الذهاب لصلاة العيد ثم القيام بزيارة الأهل والأحباب، وهذا اليوم له فرحة كبيرة، ولولا هذه الازدحامات وهذه الحركة الدؤوبة لكان يوماً كباقي الأيام الأخرى ولكن ميزته هو أنه يوم عيد.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©