الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

باريس: تقدم الأسد وحلفائه إلى حلب يجهض «جنيف-2»

باريس: تقدم الأسد وحلفائه إلى حلب يجهض «جنيف-2»
13 يونيو 2013 14:36
عواصم (وكالات) - دعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الأسرة الدولية أمس، إلى وقف تقدم قوات النظام السوري المدعومة من إيران و«حزب الله» اللبناني نحو حلب تمهيداً لهجوم كبير على هذه المدينة التي يسيطر مقاتلو المعارضة على أجزاء كبيرة فيها، محذراً من أنه من المرجح أن تقاطع المعارضة السورية محادثات السلام المقترحة مع حكومة الرئيس بشار الأسد في إطار «جنيف -2»، ما لم توقف قوات الأخير تقدمها نحو حلب. من جهته، اعتبر نظيره الروسي سيرجي لافروف أن «تساهل الغرب مع طلبات المعارضة السورية بتسليحها، يعمل على إحباط جهود عقد مؤتمر جنيف» الرامي لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية المتفاقمة منذ نحو 27 شهراً. بالتوازي، أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس، أنه سيبحث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأزمة السورية في لندن الأحد المقبل، على هامش قمة مجموعة الثماني، التي ستعقد في ايرلندا الشمالية يومي 17 و18 يونيو الحالي، مؤكداً أهمية الضغط على كل الأطراف السورية للتوصل إلى مؤتمر السلام المقترح. وجاء إعلان كاميرون قبل ساعات من لقاء بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره البريطاني وليام هيج في واشنطن أمس، بشأن الأزمة السورية والجهود المبذولة لعقد «جنيف-2» المقترح بمبادرة أميركية روسية والتي لم تنجح بعد في الاتفاق على لائحة المشاركين في المؤتمر. ومن المقرر أن يعقد اجتماع في إسطنبول بعد غد السبت بين ممثلين عن الدول المؤيدة للمعارضة السورية ورئيس أركان الجيش السوري الحر سليم إدريس بشأن تسليح المعارضة، حسب ما أفادت مصادر غربية. وقال فابيوس رداً على أسئلة الشبكة التلفزيونية الفرنسية الثانية «يجب أن نتمكن من وقف تقدم القوات الموالية للأسد باتجاه حلب. إنه الهدف المقبل «لحزب الله» والإيرانيين في آن». وتابع «يجب تحقيق إعادة توازن بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة لأنه في الأسابيع الأخيرة حققت قوات الأسد وخصوصاً «حزب الله» والإيرانيين تقدماً هائلا بواسطة الأسلحة الروسية». وكرر مرة أخرى أن «الأسد استخدم الأسلحة الكيماوية بشكل مشين». وأضاف «يجب أن نوقفه لأنه إن لم تحصل إعادة توازن للقوى ميدانياً، لن يكون هناك مؤتمر سلام بجنيف لأن المعارضة لن توافق على الحضور في حين ينبغي تحقيق حل سياسي». وسيطرت القوات النظامية السورية منذ أسبوع مع «حزب الله» على كامل منطقة القصير الاستراتيجية بريف حمص الواقعة على الطريق إلى حلب، بعدما شكلت لأكثر من عام معقلاً أساسياً لمقاتلي المعارضة. وتحتشد قوات الأسد حالياً حول حلب استعداداً لشن هجوم لاستعادة حلب والاستفادة من المكاسب الميدانية التي أمالت الكفة في الصراع لصالح الأسد قبل «جنيف-2». وقال فابيوس «خلف المسألة السورية هناك المسالة الإيرانية. وإن لم نكن قادرين على منع طهران من الهيمنة في سوريا، كيف يمكن أن تكون لنا مصداقية حين نطالبها بعدم حيازة السلاح الذري؟ كل شيء مترابط إذاً». وشدد فابيوس على ضرورة أن «يتمكن المقاتلون السوريون من الدفاع عن أنفسهم، ومن امتلاك أسلحة». وأضاف «علينا أن نحترم القواعد التنظيمية الأوروبية التي تقول إنه اعتباراً من الأول من أغسطس المقبل، سيكون من الممكن إرسال أسلحة قوية. لم نقرر شيئاً بعد في الوقت الحاضر». ولفت الوزير الفرنسي إلى أن «الأميركيين يراجعون مواقفهم»، موضحاً أنه تباحث هاتفياً مع نظيره الأميركي أمس الأول. وقال «هناك في واشنطن مواقف مختلفة. كان الأميركيون يودون البقاء جانباً لكن النزاع لم يعد محلياً، إنه نزاع إقليمي، بل دولي». من جهة أخرى، يعقد اجتماع في إسطنبول بعد غد السبت يضم ممثلين عن الدول الداعمة للمعارضة السورية ورئيس أركان الجيش الحر بشأن تسليح المعارضة، حسب ما أفادت مصادر غربية. وقال أحد هذه المصادر إن إدريس يعتبر «محاوراً جديراً بالثقة» بالنسبة للغربيين وهو بحاجة إلى «الذخائر والسلاح» لتعزيز قوته وكسب ثقة المقاتلين على الأرض. ويتابع المصدر نفسه: إنه مع أن لا أحد يستطيع أن يؤكد تماماً أن السلاح لن يقع «بالأيدي الخطأ»، فإنه بات لدى الدول الغربية خريطة لانتشار قوى المعارضة على الأرض، وهي اختبرت التعاطي مع هذه القوى عندما أرسلت إليها مساعدات إنسانية. إلى ذلك، نقلت قناة «روسيا اليوم» عن لافروف القول في ختام مباحثاته مع نظيره البرازيلي أنطونيو باتريوتا في ريو دي جانيرو أمس، أن موقف المعارضة السورية يتلخص في أنها لن تحضر المؤتمر إلا بعد استعادة التوازن العسكري على الأرض. وأضاف «لكن إذا أخذنا هذا المعيار بعين الاعتبار، فلن يعقد هذا المؤتمر (جنيف-2) أبداً». وأضاف «أعتقد أن التساهل مع طلبات المعارضة بتسليحها حتى تسيطر على أي مناطق إضافية يعني العمل على منع عقد المؤتمر». وأشار لافروف إلى أن موسكو تلح على دعوة جميع جيران سوريا والدول المؤثرة في المنطقة مثل إيران ومصر لحضور المؤتمر، قائلا «نعتبر أن تمثيل الدول العربية دون مشاركة مصر سيكون ناقصاً. للأسف، يعارض شركاؤنا مثل هذا التمثيل المتكامل لدول المنطقة في المؤتمر لاسيما دعوة إيران». وتابع «التحجج بأن إيران لا تسهم بنهج بناء بشأن الأزمة، غير مقنع، والمقصود به أن إيران لا تسهم في تغيير النظام».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©