الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

طارت الطيارة

14 نوفمبر 2016 22:38
قرر زوجان من السويد أن المدارس في بلدهما تحد من تجارب وتعليم الأولاد «يعتبر التعليم في السويد حسب التصنيف الدولي من أفضل نماذج التعليم في العالم» وسحب الزوجان ابنيهما وينستون بو 6 سنوات، وهنري 4 أعوام وشرعت العائلة بأكملها في جولة تعليمية حول العالم. واستطاعت العائلة زيارة ما يقارب 26 دولة وتضمنت تجارب الحياة على شواطئ بالي والجزر التي حولها لمدة 3 أشهر، وقامت باستكشاف أهرامات مصر وحضارة الفراعنة، ولديها فرصة لزيارة اليابان والصين والتعلم من حضارتها وأيضاً إيطاليا وفرنسا والتعلم من ثقافاتها، حيث لم ترغب العائلة بإلزام أطفالها بالتعليم التقليدي، والذي يعتبر مقيداً لتجارب الأطفال، لذلك صممت على توفير تعليم شامل وعالمي لأبنائها، وستستمر العائلة في الترحال والتجوال في أميركا الجنوبية والتعرف إلى حضارة الإنكا وغيرها إلى أن يقرر الأطفال بأنفسهم أنهم يريدون الاستقرار وارتياد مدرسة تقليدية. ولمن يحب التفلسف ووضع الأعذار نقول إن العائلة تنفق على رحلاتها من مدخولها من بيع الأقمشة والسجاد خلال السفر، وتتولى الأم مهام تعليم الأطفال الأساسيات كالقراءة والكتابة ويسمح لهم التجوال بتعلم التاريخ والجغرافيا والسياسة وحضارات الشعوب وثقافاتها عن كثب بعيداً عن مقاعد الدراسة. لن أقترح أن نعمل مثلهم ولكن كم منا يضع عند اتخاذ قرار سفره كإحدى أولوياته تعليم أبنائه عن حضارة وثقافة الدولة التي يسافر لها؟ وكم منا ذهب أو يذهب للمتاحف والمعارض في تلك الدول؟ كم منا يتولى تعليم أبنائه بنفسه ولا يعتمد على المدرسة أو المدرسين الخصوصيين؟ هذا لا يعني ألا نسافر للترويح عن النفس وكسر الروتين وإعادة شحن بطارياتنا بالطاقة، ولكن في السفر مع أطفالنا يصبح بعض التعلم والتعليم مفيداً لهم ولنا ونكتشف فيهم أموراً قد نرغب في تنميتها من أجل إفادتهم في المستقبل. اليوم وبعد عدة سنوات من السفر مع الأبناء أصبح السفر بالنسبة لي معهم «متعة» للتعرف إليهم من زاوية لا تعرفها وأنت معهم في المنزل وتكتشف فيهم وفي نفسك أموراً جديدة ترغب في تطويرها أو تعديلها ليس خلال السفر، ولكن بعد العودة أيضاً لأن التعليم العائلي والاستثمار في أبنائكم يحتاج أكثر من تذكرة وحقيبة سفر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©