الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السمنة «كابوس» يهدد صحة وسلامة الصغار

السمنة «كابوس» يهدد صحة وسلامة الصغار
13 يونيو 2012
حظيت حملة «صحة أطفالنا.. مسؤوليتنا» - التي أطلقها الاتحاد النسائي العام برعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيس المجلس الأعلى للطفولة والأمومة - بأصداء واسعة وردود أفعال وإشادات إيجابية تثمن أهمية إطلاق الحملة، بالتعاون مع وزارة الصحة ووزارة التربية والتعليم ومجلس أبوظبي للتعليم. واختتمت منتصف الأسبوع الماضي، فعاليات برنامج مكافحة السمنة عند الأطفال، والذي تم تنفيذه مع بداية نوفمبر 2011، أن المبادرة جاءت بهدف رفع الوعي الصحي لدى الأمهات والأطفال وتعزيز ونشر السلوكيات الصحية للتغذية السليمة، والصحة الإنجابية ولضمان بيئة صحية آمنة تتيح للأطفال والأمهات ممارسة حياتهم بصورة سليمة وخالية من الأمراض، وأن الحملة التي أطلقت على نطاق واسع في المجتمع وشملت المدارس بكل مراحلها استهدفت رفع مستوى الوعي المجتمعي تجاه القضايا الصحية السائدة على الساحة العالمية والإقليمية والمحلية، وكيفية التعامل الأمثل معها بدءاً من مرحلة الوقاية وكيفية التعامل مع الكثير من الأمراض التي باتت تهدد حياة الناس، ومن ثم رفد الوعي الصحي إزاء العادات الاجتماعية المتعلقة بالنظام الغذائي اليومي وضغوط الحياة، والممارسات الغذائية الضارة وعلاقة التقدم التكنولوجي بصحة الأطفال والأسرة، وكيفية تطوير مهارات وأساليب التعامل مع هذه الظواهر والجوانب والمزيد من الاهتمام بالأسرة وصحة الأمهات باعتبار أن الأسرة هي الخلية والنواة الاجتماعية الأولى إلى جانب المدرسة، ودورهما في احتضان ورعاية الأبناء ليكونوا العمود الفقري للنشء والأجيال المقبلة. تشير تقارير منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف»، إلى أن سمنة الأطفال والمراهقين أصبحت من مشاكل الصحة العامة في دولة الإمارات العربية المتحدة خصوصاً بعد ما أشار له المسح الصحي العالمي لعام 2010 بأن 40% من الأطفال بين سن 12- 15 يعانون من زيادة الوزن والسمنة. وبحسب التقرير العالمي للمنظمة سنة 2005 فإن المعدل العالمي للوفيات وصل إلى 2?6 مليون حالة وفاة ناجمة عن مرض السمنة وزيادة الوزن، وأن هناك أكثر من 400 مليون أوزانهم وصلت إلى حد الخطورة. وأن هذه الأرقام تدعو للقلق؛ لأن السمنة ترتبط بمشاكل صحية أخرى كمرض القلب والشرايين والسكري من النوع الثاني. الجدير بالذكر أن دولة الإمارات العربية المتحدة تعد ثاني أعلى نسبة إصابة في السكري في العالم وبناء على ذلك، واستناداً إلى ميثاق حقوق الطفل الذي صادقت عليه دولة الإمارات العربية المتحدة، في أن حق الطفل بالتمتع بأعلى مستوى صحي، فقد قامت منظمة اليونيسيف بالتعاون مع وزارة الصحة عام 2009 بتطبيق حملة توعية وطنية بعنوان وزن الحقيقة الكاملة لمدة ثلاثة أشهر تهدف إلى تعزيز خطط تغذية صحية للعائلات في الإمارات العربية المتحدة لتفادي التعقيدات الصحية الناتجة عن العادات السيئة في تناول الطعام وما إلى ذلك من التأثير النفسي على الطفل والشعور بالخجل والإحراج والانطواء، وذلك من خلال إيصال مشكلة السمنة عند الأطفال إلى طليعة الاهتمام المجتمعي من خلال التأثير على الحوار السياسي وخطط العمل الجماعي والسلوك الفردي لأصحاب المصلحة والقطاعات المختلفة مثل قطاع التعليم، والقطاع الطبي، قطاع الشرطة، والقطاعات الخاصة، والمؤسسات الحكومية في تعزيز خطط تغذية صحية للعائلات في الإمارات العربية المتحدة. دلالات طبية يقول الدكتورة نهال رؤوف، اختصاصية التغذية: «إن الدراسات والأبحاث العلمية في مجال التغذية تؤكد أن للرضاعة الطبيعية منذ الولادة لها التأثير الإيجابى على صحة ولياقة الطفل في مرحلة الطفولة وحتى أن يبلغ الكبر، فحليب الأم المرضعة يعد الغذاء أساسي والضروري للطفل منذ المرحلة الأولى للولادة، حيث يحتوي على المواد البروتينية والوحدات الحرارية والمعادن والفيتامينات المتوازنة ويشكل الغذاء المثالي ويكسب الجسم المناعة والنمو الطبيعي الضروريان لنمو الطفل جسمياً وعقلياً، وللرضاعة الطبيعية تأثيرات على جميع النواحي المتعلقة بالصحة العامة واللياقة البدنية للطفل وللأم، فأما بالنسبة للأم التي ترضع الطفل من الثدي فتكون أقل عرضة للإصابة بمرض سرطان الثدي وأكثر تعلقا بالطفل من الناحية النفسية والاجتماعية. والتغذية المتوازنة التغذية الصحية المتوازنة في المراحل الأولى من العمر هي الأساس للصحة واللياقة في المستقبل للإنسان، وتؤكد الدراسات والأبحاث العلمية بأن سوء التغذية سواء في مراحل تكوين الجنين أو في مراحل الطفولة يؤدي إلى أمراض كثيرة في مراحل عمر الإنسان مستقبلاً. والتغذية الصحية المتوازنة تمنح جسم الطفل النشاط والصحة واللياقة والسعادة والعافية، بينما التغذية السيئة كالأغذية المحفوظة والمثلجة وغير الطازجة وسريعة التحضير والأغذية التي تحتوي على السعرات الحرارية العالية وعلى القيمة الغذائية المنخفضة تسلب جسم الطفل الصحة وتمنحه الأمراض الكثيرة، أو الضعف البدني والعقلي وعدم القدرة على أداء الأعمال اليومية سواء في المدرسة أو المنزل أو أثناء أداء المجهود البدني أو الرياضي وتنخفض أداء الأجهزة الحيوية في الجسم من الناحية الفسيولوجية والبيولوجية مما يصعب على الطفل الاستمرار في الحياة لفترة طويلة. والاهتمام أو العناية بتغذية الطفل وتعويده على مزاولة الرياضة اليومية يجب أن تكون من مسئوليات من يقوم بتربية الطفل سواء الوالدين في المنزل أو الهيئة التدريسية في المدرسة أو القادة والمسئولين في المجتمع حتى تصبح التغذية الصحية المتوازنة والرياضة اليومية من العادات الصحية الحسنة في حيات الطفل وعلى مدى استمرار حياته. السكر والسمنة الدكتور قيس أبوطه، استشاري ورئيس قسم السكري والغدد الصماء بمستشفى الشيخ خليفة الطبية، زميل الجمعية البريطانية للأمراض الباطنية، يشير إلى علاقة السمنة وطعام مريض السكري، ويقول: «إن السمنة تعتبر من أهم أسباب مرضى السكري، وإن 90 في المئة تقريباً من هؤلاء المرضى تكون أوزانهم أكثر من المعدل الطبيعي. وقبل الخوض في موضوع السمنة وعلاجها، فإننا نحتاج إلى أن نعرف ما هي الأوزان الطبيعية أو المفضلة لكل شخص وهذا يعتمد على العمر والطول، وبالتالي يستطيع أن يعرف إذا كان وزنه زائداً أو مثالياً. وأن نعرف كم يحتاج كل منا من الطاقة يومياً، أي كم يحتاج من السعرات الحرارية؛ لأن التوازن بين كمية السعرات الحرارية التي نتناولها في طعامنا والكمية التي يحرقها جسمنا له الأثر الأكبر في زيادة الوزن أو نقصانه». ويوضح الدكتور أبوطه خطورة السمنة، ويقول: «أصبحت تكاليف السمنة أكبر عبء على ميزانية الدول بسبب ما تسببه السمنة من أمراض ومخاطر وعلاج لمضاعفات السمنة. ففي الولايات المتحدة، فإن السمنة تمتص من ميزانية الدولة 125 بليون دولار في السنة، فضلاً عن أن معدلات السمنة في ازدياد مستمر سنة بعد سنة وخاصة في منطقة الخليج العربي ليس عند الكبار، لكن المشكلة الأخطر هي زيادة أعداد الأطفال المصابون بزيادة الوزن، حيث بلغ 10 في المئة من مجموع الأطفال، ولكن منظمة الأمم المتحدة تقول إن نسبة السمنة عند الأطفال في سن الدراسة في الخليج العربي بلغت أكثر من 12 في المئة من بداية عام 2010. وهُناك أمراضاً كثيرة تأتي نتيجة السمنة، وعلى رأسها مرض السكري، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع نسبة الكولوسترول. وهذه بدورها تؤدي إلى أمراض الشرايين التاجية والقلب وتصلب الشرايين وما يتبعه من مضاعفات وخاصة جلطة المخ. وكذلك زيادة التهابات المرارة وحصوات المرارة، التهابات المفاصل، والآن فإن الاهتمام بدأ يزداد مع مشكلة توقف التنفس لفترات طويلة عند النوم. وكذلك زيادة احتمالات الإصابة بالسرطان وخاصة سرطان القولون. وأخيراً تأثير السمنة على العقم». برنامج عمل لقد اكتشف علماء السمنة والسكري والقلب خلال السنوات القليلة الماضية حقيقة علمية غاية في الأهمية، وهي أن الشحوم الموجودة داخل البطن أي حول الخصر لها تأثيراً سلبياً خطيراً على صحتك وخاصة على عوامل الخطورة على القلب والشرايين والسكري والكولوسترول. إن هذه الشحوم حول الأعضاء الداخلية في البطن وبين خلاياها تختلف كلياً عن بقية الشحوم في الجسم خاصة تلك الموجودة تحت الجلد؛ ولذلك فإن قياس الخصر يعتبر طريقة أساسية لمعرفة كمية الشحوم المضرة بالصحة. فالسر في ضبط الوزن مدى الحياة - بحسب الدكتور أبوطه - هو تعلم العادات الغذائية السليمة، وزيادة النشاط البدني المنتظم، فعند تناول مواد غذائية قليلة الدسم وتقلل كمية السعرات الحرارية اليومية، ستحافظ على معدل وزنك دائماً، وستذهب عنك إحباطات زيادة الوزن مرة أخرى. فالرياضة سوف تحرق لك كمية لا يستهان بها من الشحوم. أن القاعدة الذهبية السليمة في خفض الوزن هي في تناول كمية من الأطعمة تحتوي على سعرات أقل بكثير مما يحتاج إليه الجسم في اليوم الواحد. لقد اكتشف علماء السمنة والسكري والقلب خلال السنوات القليلة الماضية حقيقة علمية غاية في الأهمية، وهي أن الشحوم الموجودة داخل البطن أي حول الخصر لها تأثيراً سلبياً خطيراً على صحتك خاصة على عوامل الخطورة على القلب والشرايين والسكري والكولوسترول. إن هذه الشحوم حول الأعضاء الداخلية في البطن وبين خلاياها تختلف كلياً عن بقية الشحوم في الجسم خاصة تلك الموجودة تحت الجلد؛ ولذلك فإن قياس الخصر يعتبر طريقة أساسية لمعرفة كمية الشحوم المضرة للصحة. أهمية خفض الوزن عن أهمية خفض الوزن لمرضى السكري، يقول الدكتور أبوطه: «ينصح مرضى السكري خصوصاً الذين لا يعتمدون على الأنسولين الفئة الثانية (type2) من خفض أوزنهم؟ إذا كنت من مرضى السكري (النمط 2)، فإن الجسم ينتج الأنسولين، لكنه ليس فعّالاً كما يجب لأن خلايا الجسم السمين تقاوم مفعول الأنسولين، وهذا يسمى مقاومة الأنسولين. لكن بتخفيف الوزن بالحمية والرياضة فإن مستقبلات الأنسولين في خلايا الجسم تصبح قادرة أكثر على أن تستهلك الجلوكوز (السكر) في الدم، مما يقلل نسبة السكر في الدم ويمدك بالطاقة أكثر. وتناول الأقراص التي تخفض نسبة السكر في الدم عن طريق الفم تكون مفيدة لبعض المرضى ولبعض الوقت، لكن بعد سنوات عدة تصبح هذه الحبوب غير فعّالة تماماً وعندها يصبح الأنسولين ضرورياً. فتخفيف الوزن ولو بنسبة بسيطة يستطيع أن يقلل جرعات العقاقير والأنسولين، فلو استطاع المريض أن تخفض وزنك كيلوجراماً أو اثنين، فإنه بالتأكيد ينخفض مستوى السكر في الدم وكذلك جرعة الأنسولين».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©