السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كتاب الصيف.. يتوهج

كتاب الصيف.. يتوهج
15 يونيو 2011 19:27
الصيف كتاب مفتوح، والكتاب صيف يتوهج.. لا توجد إجابة محددة عن سؤال: لماذا يلتقي الصيف والكتاب بحميمية عالية، بشوق تقليدي، تجتمع في يومه المشتعل بحنين السهول والهضاب المنسرحة مع الأفق، الرواية، والمسرحية، والقصيدة الحالمة. هل يمتلك الصيف حرية أكثر، يمتلك فضاء لا حدود له، في المشاعر، في الحكايا، في التوصيف الشعري الرقيق، إذ مع نسمة باردة تبقت من أيام الشتاء المنصرمة وتحت ظل الزيزفون وفوق عشب مخضر، تتراقص الجمل والكلمات في كتاب الأحلام وروايات العشاق. من هنا تخيلنا سؤالاً، ماذا يقرأ المبدعون في كل صيف وماذا يعدون لهذه الأيام من كتب ومن أحلام يريدون أن يعيشوها؟ لماذا اختاروا عناوين بعينها؟ هل ذهبت اختياراتهم نحو الكتب الخفيفة المتخففة من أثقال الأفكار، أم أنهم اختاروا أن يبحروا في متون الفكر في تجلياته المعقدة؟ وهل تصلح اختياراتهم طبقاً يدعون جمهور القراء العاديين إليه؟ هذه الأسئلة حملناها إلى عدد من المثقفين الإماراتيين والمقيمين في الإمارات، وجاءت إجاباتهم على النحو التالي: فرصة فريدة الشاعر والإعلامي خالد الظنحاني يقول: فصل الصيف من الفصول التي يقل فيها النشاط الثقافي والاجتماعي على حد سواء، وذلك لامتداد فترة الإجازات (المدرسية والوظيفية) على طول هذا الفصل. كما أن توهج حرارة الصيف وارتفاعها درجتها إلى أقصاها، تجعل المرء يلوذ بنفسه عن هذا الحر الشديد ويتقيه من خلال “السكون المنزلي”، الذي هو بمثابة الصومعة التي يلجأ إليها المثقف أو الأديب للتأمل والتفكر والتزود بمختلف المعارف الإنسانية، وبالتالي يجدد روحه الإبداعية ويوسع من معارفه وثقافته لتكون له وقودا في المستقبل لمواصلة كتاباته الإبداعية. وبناء على ما تقدم فإن فصل الصيف بالنسبة لي فرصة فريدة وكبيرة للقراءة، تجعلني أركن إلى تلك الكتب التي اشتريتها في فترة ما من مختلف معارض الكتب، أو تلك المؤلفات التي أهداني إياها بعض الكتاب والأصدقاء، ولم يتسع الوقت لقراءتها. لأن المرء يكون في أغلب أيام السنة مشغولا بالكثير من الفعاليات والأنشطة، الوظيفية أو الاجتماعية أو الثقافية. أما بخصوص ما أقرأه اليوم، فهناك العديد من الكتب التي أقرأها في هذه الآونة، أو التي انتهيت من قراءتها في التو.. كرواية “ليتوما في جبال الأنديز” لـ ماريو بارغاس يوسا، ورواية “قايين” لـ جوزيه ساراماغو، وكتاب “الداينتكس” لـ ل.رون هابرد المتخصص بعلم الطاقة البشرية، وأخيرا المجموعة القصصية “منتعلاً الملح.. وكفاه رماد” لـ ناصر الظاهري. وعن الكتاب الذي أعتبر أنه من وجهة نظري ذو فائدة وقيمة كبيرتين لأي قارئ أو مثقف أو إنسان عموما، هو كتاب “حضارتهم وخلاصنا” للسياسي البارز والزعيم الروحي للهند “المهاتما غاندي”، برغم وجود بعض التعاليم التي لا تتفق مع مبادئنا الإسلامية، إلا أنه يدعو من خلاله إلى السلام والحرية والعدالة والتسامح و نبذ العنف. بلا مواسم الفنان التشكيلي عبد الرحيم سالم يعتبر أن للصيف وجوها عدة، بعضها سلبي كما هو الحال بخصوص الطقس القاتل، والركود الذي يصيب الكثيرين. ويذهب إلى أن لا دور للمواسم في حياة الفنان وعمله فيقول: الفنان المنتج لا يتأثر لا بصيف ولا بشتاء، فهو يعمل تحت كل الظروف، ومن هنا فهو لا يخضع للمناسبات والمواسم، فالقراءة بالنسبة للفنان زاد أساسي يساعده في تعميق رؤيته للعالم من حوله، والتعرف على عوالم جديدة يمكن أن تظهر في أعماله الفنية بصورة من الصور. وفي ما يخصني فغالبية قراءاتي هي في التاريخ والسياسة، والقليل من القراءات الأدبية، وبالطبع فثمة تركيز على الثقافة الفنية من حيث قراءة تاريخ الفن والحركات الفنية وفلسفة الجمال وسواها. أما الكتاب الذي بدأت بقراءته وعلى وشك أن أنهيه فهو رواية عبده خال “ترمي بشرر”، وهي رواية جميلة وساحرة في بساطتها ووضوح عوالمها. حقائق الكاتب من جانبه يقول الباحث الأكاديمي العراقي الدكتور اياد عبدالمجيد: “في هذه الأيام تقع تحت يدي رواية الكاتب الإماراتي علي أبو الريش “ك. ص. ثلاثية الحب والماء والتراب” وأنا ابحر في مكوناتها المعرفية والفنية وأعتقد أن فصل الصيف بالنسبة لي فسحة للراحة وبذلك اقترب من الرواية كونها تمتلك مناخاً قريباً إلى الذهنية الهادئة والبحث في فضاء الوعي واللاوعي من حيث التجريب وتجسيد الأحداث ومن حيث تركيب الشخوص لأن الكاتب يمتلك حقائق مختلفة لابد من أن نقترب منها”. ويضيف: “ولكن هناك أوقات لابد للباحث من أن يستغلها لاغناء تخصصه الأكاديمي وبالنسبة لي اقرأ في كتب الكفاءات اللغوية ومهارات الاتصال اللغوي”. وقال: “وإذا أرت أن أقترح نصوصاً إبداعية فاشير إلى شعرية المتنبي وأبو العلا المعري وأبو تمام ومن المتحدثين السياب وأدونيس ونازك الملائكة كما أشير في الرواية وأتمنى إعادة قراءة ريمارك الألماني وبخاصة روايته “للحب وقت وللموت وقت”. المواسم سيّان الدكتور الشاعر شهاب غانم يقول: منذ أن تقاعدت من الوظيفة لم يعد للموسم الصيفي تأثير على القراءة والكتابة لدي، فالمواسم كلها سيان وأنا أقرأ يوميا وأكتب في كثير من الأيام. ما أقرأ حاليا عدة كتب أتنقل بينها وهي: رواية باللغة الإنجليزية لشقيقي الدكتور قيس غانم صدرت بكندا بعنوان “آخر رحلة جوية من صنعاء” وهي رواية سياسية تنبأت إلى حد ما بالأحداث السياسية الراهنة في اليمن. الكتاب الثاني هو ديوان شعر أهداني إياه الشاعر الإماراتي حبيب الصايغ بعنوان “رسم بياني لأسراب الزرافات” في أمسية أقيمت له بندوة الثقافة والعلوم بدبي”. والكتاب الثالث للشاعر اللبناني عبده وازن بعنوان “شعراء من العالم” أهداني إياه في الكويت منذ أسابيع حيث شاركنا في ندوة العربي الأخيرة وقدمنا بحثين في نفس الجلسة. والكتاب الرابع بعنوان “منفى اللغة” للصديق الأديب المترجم شاكر نوري. والخامس ديوان شعر للمفكر العالمي الياباني دايساكو إكيدا بعنوان “القتال من أجل السلام” في ترجمة إنجليزية. وأيضا كتابه الحضارة العالمية: حوار بوذي إسلامي. وأنا أرشح للقراء كتاب “في يديك تغيير العالم” وهو كتاب إنساني وفلسفي لدايساكو إكيدا الذي يحمل 300 شهادة دكتوراه فخرية وجائزة الأمم المتحدة للسلام وهو مؤلف أكثر من مئة كتاب ويرأس جمعية عضويتها تزيد على 12 مليون شخص وقد كنت ضيف الشرف في حفل تدشين الكتاب في الدوحة في قطر منذ أيام. سؤال محير يقول المخرج المسرحي الإماراتي علاء النعيمي: “إنه سؤال محيّر وسوف أجيب جواباً محيراً، كوني أقرأ في كل صيف كتب التاريخ ولو تسألني لماذا لقلت لك لا أعرف”. ويضيف: “ومن الغرابة أنك سألتني وأنا قد أنهيت الآن وعن قريب قراءة كتاب عن الدولة العباسية بعنوان: “تاريخ الدولة العباسية منذ التأسيس وحتى الانهيار”. ويقول النعيمي: “لا أعرف لماذا أبتعد عن قراءة الرواية في الصيف بينما يفضلها الكثيرون، أما أنا فأفلسف هذه القضية بأن الشتاء في بلدنا يعطي دفئاً يتطابق إلى حد كبير مع دفء عوالم الرواية ولهذا قد أنهيت في شتاء هذا العام رواية لـ”غابرييل غارسيا ماركيز” وأخرى من الأدب الصيني بعنوان “القرد”. وينوه النعيمي إلى أنه لابد أن يتصفح أي كتاب عن المسرح لكونه كما يقول: “عذابه الأول والأخير ولهذا فإن النصوص المسرحية أقرأها في الصيف أما الكتب المتخصصة في المسرح والمدارس والأساليب المسرحية فإنني اقرأها قبل اشتغالي أي عمل مسرحي، حيث تجدني منهمكاً فيها لأنها تعطيني خيوطاً وأفكاراً وتساعدني على فك مغاليق أي عمل واكتشاف هيكلية أي عرض مسرحي”. التخصص والاطلاع من جهته يقول عبدالله بن حيدر رئيس مجلس إدارة مسرح بني ياس: “قد تستغرب من طروحاتي حول هذا الموضوع، لأنك لا يمكن أن تتصور أنني في هذا الصيف سوف أستغله لقراءة كتب في الأعمال التجارية لرغبتي في معرفة طبيعة السوق لأنني أخوض تجربة تجارية، ليست بعيدة عن الثقافة والإبداع والطباعة والنشر والترويج للإعلام والثقافة، ولهذا تجدني قد بدأت أتابع كل ما يستجد من كتب في الإعلام والطباعة والنشر”. وقال: “أجد أن من الضروري جداً أن يتوجه الناس إلى التخصص والاطلاع على كل ما يكتب في حقولهم المعرفية، بالإضافة إلى متابعة كل جديد في التطور الثقافي الإماراتي والبحث عن الكتب التي تتناول الموروث المحلي، بالإضافة إلى أهمية ما يكتب في التكنولوجيا التي أصبحت جزءاً من ثقافة الإمارات”. طقس القراءة وفي هذا الموضوع يقول الشاعر والروائي الفلسطيني أنور الخطيب: “طقس القراءة عملية متواصلة في شهور السنة، وربما يكون لها في الصيف نكهة أخرى نظراًِ للإجازات والتنقل من مكان إلى آخر، وهذا التنقل قراءة أخرى خاصة ومتميزة لمن يجيدون قراءة الأمكنة”. ويضيف الخطيب: “بالنسبة لي سأخصص وقتاً مهما لقراءة الروايات التي فازت بجائزة البوكر العربية، وهي روايات مهمة كونها تشكل خلاصة المجهود السردي العربي في العامين الأخيرين، ولهذا فإنني أرشحها أيضا للقراء، إضافة إلى ذلك، فقد لفت انتباهي في الفترة الأخيرة باحث عربي مهم وهو الباحث والمفكر فاضل الربيعي، الذي قدم أكثر من دراسة تاريخية أنثروبولوجية عن فلسطين، مستنداً إلى التوراة التي ترجمها من نصها الأصلي وهي اللغة العبرية وهو في ذلك، يساهم في تصحيح تاريخ فلسطين، وأرشح هذا الكاتب أيضا للقراء فهو متميز ومتفرد في طرحه وجهده، وسأكمل قراءات شعرية مثل الأعمال الكاملة للشاعر الكبير علي كنعان، المتميز بفكره وعطائه، كما أرشح رواية “يوم خذلتني الفراشات” للروائي زياد محافظة، رواية تستحق القراءة من قبل السياسيين والمثقفين، لما تحتويه من رسم دقيق للمشهد المجتمعي والسياسي إضافة إلى تقنيتها الجميلة وبنائها الروائي ورسم شخصياتها الدقيق. وأخيرا وبما أن شهر رمضان سيكون في الصيف، فإنني أقرأ القرآن بتأن وبدقة وبتمعن ودراسة، متأملاً بإعجازه وبلغته وبقصصه وعبره وبنائه وإيقاعه الفريد، ولا حاجة لي أن أرشحه، فهو كتاب مرشح على طول أيام السنة للأدباء والمثقفين وكل من يجيد القراءة”. الجو المأساوي ومن جهته يقول الممثل المسرحي الإماراتي فهد التميمي: “في الصيف تتولد متعة القراءة ويستغل الوقت الطويل في نهارات هذا الصيف الحار لكي أتوجه شخصياً لتصفح ما لم أقرأه من قبل، وعليه فقد رشحت لقراءتي في هذا الصيف كتاب “بريخت.. المسرحيات الكبار” وكتاب آخر بعنوان “قصائد أحمد شوقي”. وحول أسباب توجهه إلى هذين الموضوعين قال التميمي: “أما الكتاب الأول فهو يمثل جزءاً من تجربتي في المسرح ومحاولة الاستفادة منه كونه يتكلم عن الماضي الحاضر، فمعروف عن بريخت أنه يتكلم عن المآسي الإنسانية أما بخصوص كتاب أحمد شوقي: “فإنه يخرجني من هذا الجو المأساوي الذي نعيش فيه خلال الدراما المسرحية إلى أجواء شاعرية خلاقة تتمتع بحس عال للموسيقى الشعرية التي يبثها شوقي في قصائده وهي تهدئ من روعة الزمن”. وعن الأعمال التي يطمح لقراءتها مستقبلاً قال التميمي: “أطمح إلى قراءة الكتب الوثائقية التي تمثل أحوال العالم العربي من أحداث وتغيرات من الماضي إلى الحاضر”. ويضيف فهد التميمي: “ان كل صيف لا يمكن أن يخلو من قراءة لرواية سواء أكانت قديمة أو حديثة لأنني أعتبرها جزءاً من بنية المسرح الذي يعتمد على الرواية والقصة الدرامية والحكاية المسرحية، وعليه فإنني في هذا الصيف من المحتمل وقد وضعته ضمن مشروعي الشخصي أن أقرأ روايات “اسماعيل فهد اسماعيل” الروائي الكويتي لأنني أجد فيها قرباً ذهنياً ومسرحياً أحاول الاستفادة منه في أعمالنا اللاحقة”. السير ذاتي ويتداخل الباحث الأكاديمي المصري الدكتور فرج علام ويقول: “دائماً ما أقرأ كل ما يقع تحت يدي، لكن هناك اهتماماً خاصاً بكل ما يتعلق بتخصصي بشكل خاص في النقد والأدب، فهناك عدد من الكتب في المجال الأدبي والسير ذاتي لي اهتمام خاص به، حيث أحرص على قراءة كل ما يقع تحت يدي فيما يتعلق به، لذا أرى أن السيرة الذاتية تمثل حيوات لأشخاص استطاعوا أن يكونوا نماذج بشرية ناجحة تتحدى ظروفها سواء في أسرتها أو في محيطها ولهذا اخترت صيف هذا “أنا” للعقاد و”سيرة حياتي” للدكتور عبدالرحمن بدوي و”قصة حياتي” لأحمد لطفي السيد و”سرد الذات” للدكتور سلطان بن محمد القاسمي”. وقال: “كذلك أتابع كتب النقد الأدبي فهناك عدد من الكتب قرأت بعضها وأنوي الاطلاع على بعضها ومنها كتاب “الزمن في اللغة العربية” لمحمد الملاخ و”نظرية الأجناس الأدبية في التراث النثري” للدكتور عبدالعزيز شبيل، و”القراءة وتوليد الدلالة.. تغيير عاداتنا في قراءة النص الأدبي” للدكتور حميد الحمداني”. علي بن تميم: من معضلات الفكر الحديث إلى ترجمان الأوجاع تتجه قراءات الدكتور علي بن تميم، الأكاديمي الإماراتي المعروف ومدير مشروع (كلمة) للترجمة التابع لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث، منحى تشبه اهتماماته وتخصصه. وهو يقول إن قراءاته في الصيف لا تختلف من حيث الجوهر عن قراءاته خلال فصول السنة الأخرى، ولكن نظراً لأن الصيف هو فصل الإجازة فهو أيضا فصل القراءات المؤجلة التي تحتاج إلى ما يشبه التفرغ وإلى وقت طويل. ويقول بن تميم إن الكتاب الأول الذي سوف يعكف على قراءته هو كتاب “الغصن الذهبي” للإنتروبولوجي الشهير السير جيمس فريزر. وهو كتاب ضخم صدر في بدايات القرن الماضي في 11 مجلداً. ونظراً لأهميته عمد المؤلف إلى تقديم نسخة مختصرة عنه تقع في حوالي ألف صفحة، ثم مع تزايد الطلب عليه قام باختصار المختصر، وهي التي ترجم منها جبرا إبراهيم جبرا مختارات تتعلق بأساطير الشرق بعنوان “الغصن الذهبي مصورا”. ويستعرض الكتاب المعتقدات الدينية وتطورها منذ أقدم العصور، ويربطها بتطور الفكر البشري ويصنفها إلى ثلاث مراحل: السحر والدين والعلم، ويسلط الضوء على كل مرحلة ويدرسها بالتفصيل ثم يعرضها مدعومة بأمثلة من مختلف القبائل والشعوب البدائية. كذلك يخصص المؤلف جزءاً من كتابه لدراسة العلاقة بين السحر والدين عند البدائيين، موضحاً وجود نقاطاً مشتركة بينهما، لاسيما في محاولة تفسير الظواهر الطبيعية والسيطرة عليها. ويقول بن تميم: إن هذا الكتاب قد أحدث نقلة نوعية في القصيدة الحديثة وتأثر به معظم الشعراء، وخصوصا السياب. أما الكتاب الثاني الذي يقترحه بن تميم فهو “تعلم الحياة/ رسالة الفلسفة بتصرف الأجيال الشابة”، لوزير التربية الفرنسي الأسبق لوك فيري ولوك فيري لمن لم يسمع باسمه هو أحد أبرز الفلاسفة الذين ظهروا في الساحة بعد موت جيل الكبار من أمثال: التوسير، وميشيل فوكو، وجيل ديلوز، وسواهم. وهو يتميز بالعقلانية النقدية على طريقة كانط، وكذلك بوضوح الأسلوب والفكر. وبغض النظر عن أن المؤلف هو مفكر يميني وله موقف يميني من الفلسفة، إلا أنه يقدم المراحل الكبرى لتطور الفلسفة وارتباطها بمفردات الحياة مثل مفاهيم الخلاص والعلاقة بالماضي والحاضر والمستقبل، وذلك بأسلوب مبسط يساعد القراء على الفهم. أما الكتاب الثالث الذي يقترحه بن تميم فهو “مواطن الحداثة/ مقالات في صحوة التابع” من تحرير ديبيتش شاكراباتي. وهذا الكتاب يصوّر المصاعب التي يواجهها مثقفو العالم في مواجهة الحداثة في بلدانهم. فنحن في عصر التحولات سواء في العالم أو في العالم العربي. وقد بات المتحول ثابتاً والثابت متحولاً، ما يفرض قراءة من منظور مختلف للوجود والحياة، ومواجهة المعضلة الرئيسية وهي: كيف تتحول الحداثة إلى حالة من حالات الاستعمار. وكيف يفكر العالم في ذاته في محيطه. علما أن الكتاب يأخذ التجربة الهندية نموذجاً. أما من الإصدارات الحديثة لمشروع (كلمة) فيقترح الدكتور علي بن تميم العناوين التالية: ـ “القدّ: السمكة التي غيرت وجه العالم” لمارك كييف لانسكي. ويكشف هذا الكتاب تلك العلاقة الفريدة بين ذلك النوع من الأسماك والتاريخ الإنساني، منذ بدء عمليات الصيد، فقد أسهم البحث عن القد في استكشاف أميركا الشمالية، وكان لتلك السمكة أثرٌ عميق في التطور الاقتصادي الذي شهدته نيوإنجلند وشمالي كندا منذ بداياته، أمّا اليوم فقد أضحى الصيد الجائر تهديداً متفاقماً للقُد. ـ “التوابل: التاريخ الكوني” لفريد كازارات. ويسعى المؤلف إلى كشف حقائق عديدة عن التوابل، والروايات والأساطير المتعلقة بها، ابتداءً من حكاية الطيور العملاقة التي تبني أعشاشها من أعواد القرفة، مروراً بطرق التجارة في العالم القديم، وانتهاء بالصراع بين الإنجليز والبرتغاليين والهولنديين عليها. ـ “ترجمان الأوجاع” وهو مجموعة قصصية لجونبا لاهيري وهي أميركية من أصل هندي. وتتألف المجموعة من تسع قصص قصيرة، كتبتها المؤلفة أثناء دراستها في جامعة “بوسطن”، لتصف تفاصيل حياة مجموعة من الهنود المغتربين في الولايات المتحدة الأميركية وبعضاً من ملامح الحياة فى الهند، وتتجاوز كلماتها حدود الروايات المقروءة، لتصبح مشاهد مرئية تصف أدق التفاصيل بعبارات هادئة ومتناغمة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©