سرمد الطويل (بغداد)
تستعد القوات العراقية لاقتحام مدينة الموصل من جهتيها الشمالية والجنوبية بعد اقتحامها من الشرق، وذلك في مساعٍ لتضييق الخناق على التنظيم المتطرف في أهم معاقله.
ومن الجهة الغربية، أعلنت ميليشيات الحشد عن انطلاق المرحلة الثالثة لاستعادة مناطق غرب الموصل لاسيما تلعفر.
في المقابل، أفادت مصادر عسكرية بأن تنظيم داعش أجبر سكان الأحياء الشرقية في مدينة الموصل على مغادرة منازلهم والتوجه نحو مركز المدينة، لاستخدامهم دروعاً بشرية على الأرجح.
وقالت المصادر، إن داعش أمهل سكان حيي التحرير والمحاربين يوماً واحداً للخروج من منازلهم، مهدداً المخالفين بالاعتقال. وتعهدت القوات العراقية التي تقاتل على المحور الشمالي بالسيطرة على حي الحدباء، وهو الأول ضمن حدود المدينة. من جانبها، أعلنت قيادة العمليات الخاصة الثانية في قوات جهاز مكافحة الإرهاب السيطرة بالكامل على حيي كركوكلي والأربجية ونصف مساحة حي البكر شرق الموصل. ويواجه الجهاز خطر العبوات الناسفة التي زرعها «داعش» على الطرق خلال تطهيره لبقية الأحياء التي استعادها في المنطقة الشرقية.
من جانبها، تستعد الشرطة الاتحادية للتوغل في الموصل من الجهة الجنوبية، بعد استعادة كامل المحور الجنوبي للموصل والسيطرة على 94 قرية من تنظيم «داعش». وحققت القوات العراقية إنجازاً بعد استعادة بلدة نمرود الأثرية على بعد نحو 30 كيلومتراً جنوبي مدينة الموصل.
وأعلن قائد الشرطة الاتحادية العراقية رائد شاكر جودت عن استعداد القوات? ?العراقية ?للتوغل ?في ?الموصل ?من ?الجهة ?الجنوبية ?وصولاً ?لأطراف ?المدينة. وأضاف ?جودت ?أن ?وحدات ?الشرطة ?الاتحادية? ?حررت ?كامل ?مساحة ?المحور ?الجنوبي ?في ?محافظة ?نينوى ?ومركزها ?مدينة ?الموصل،? ?مؤكداً ?أن ?هذه ?الوحدات ?استعادت ?السيطرة ?على ?أربعة ?وتسعين ?قرية ?من ?تنظيم ?داعش? ?الإرهابي ?وقتلت ?تسعمئة ?واثنين ?وثلاثين ?إرهابياً ?منذ ?انطلاق ?عمليات ?«قادمون? ?يا ?نينوى» ?وفق ?تعبيره، ?فيما ?أشار ?إلى ?أن ?القوات ?العراقية ?تستعد ?حالياً ?لاقتحام? ?مدينة ?الموصل.
وذكر بيان للشرطة الاتحادية أن جودت اجتمع بعد إعلان تحرير المحور? ?الخاص ?بالشرطة ?الاتحادية ?بالكامل ?مع ?حشد ?عشائر ?جنوب ?الموصل، ?للتنسيق ?في? ?مهام ?مسك ?المناطق ?المحررة ?وملاحقة ?عناصر ?داعش ?المتخفين ?بين ?الأهالي.
وهاجم انتحاريون من تنظيم «داعش» الإرهابي يقودون سيارات ملغمة الأجزاء? ?التي ?يسيطر ?عليها ?جهاز ?مكافحة ?الإرهاب ?في ?حي ?القادسية ?شرقي ?الموصل?. وأوضح مصدر امني أن التنظيم المتطرف هاجم? ?الحي ?بعدد ?من ?السيارات ?الملغمة ?رافقها ?سقوط ?عدد ?من ?قنابر ?الهاون، ?مشيراً ?إلى? ?أن ?جهاز ?مكافحة ?الإرهاب ?قام ?بإخلاء ?عدد ?من ?أهالي ?حي ?القادسية ?باتجاه ?مناطق? ?أخرى ?تسيطر ?عليها ?القوات ?الأمنية ?حفاظا ?على ?سلامتهم? ?.
على صعيد آخر أكد المتحدث باسم الحشد الشعبي احمد الأسدي أن الإرهابي المدعو أبو بكر البغدادي يتواجد بين تلعفر والبعاج. وقال ?في ?مؤتمر ?صحفي، ?إن «?مطار ?تلعفر ?هدف ?مهم ?واستراتيجي ?وهو ?سيكون ?نقطة ?الانطلاق ?نحو ?مركز ?تلعفر ?غرب ?الموصل?«?. وأضاف أن «?المساحة ?المستهدفة ?لمحور ?الحشد ?الشعبي ?تبلغ ?14 ?ألف ?كم ?، ?وتشمل ?الحضر ?والبعاج ?ومحيطهما ?باتجاه ?تلعفر».
وباتت قوات الحشد الشعبي تحتشد على مشارف قضاء تلعفر وناحية المحلبية. وقال ?مصدر ?امني ?أن ?قوات ?الحشد ?بدأت ?تتحشد ?على ?مشارف ?قضاء ?تلعفر ?تمهيداً ?لاقتحام? ?القضاء.
وأضاف «القوات بدأت تتوافد وتنتشر أيضاً على مشارف ناحية المحلبية? ?لاقتحامها ?بالكامل ?أيضا»، ?مبيناً ?أن ?قوات ?الحشد ?انتهت ?من ?تحرير ?قرية ?الركراك? ?ضمن ?ناحية ?المحلبية ?غرب ?الموصل ?بعد ?اقتحامها ?فجر امس ?وقتل ?العشرات ?من? ?عناصر «?داعش» ?داخلها.
من جانبها، دعت المفوضية العليا لحقوق الإنسان القوات الأمنية إلى الحفاظ على أرواح المواطنين وتوفير ممرات آمنة لإخراجهم من مناطق الاشتباك. وذكر ?بيان ?للمفوضية? ?أن ?المفوضية ?تدعو ?القوات ?الأمنية ?بصنوفها? ?والطيران ?العراقي ?وطيران ?التحالف ?الدولي ?إلى ?ضرورة ?الحفاظ ?على ?أرواح? ?المواطنين، ?وتوفير ?ممرات ?آمنة ?لإخراجهم ?من ?مناطق ?الاشتباك، ?كون ?عصابات ?داعش? ?تتخذ ?منهم ?دروعا ?بشرية. وقالت مصادر عسكرية عراقية، إن سبعة جنود قتلوا ودُمّرت دبابتان للجيش العراقي بمحيط ناحية النمرود التي أعلن الجيش السيطرة عليها بالكامل. وذكرت المصادر أن مقاتلي تنظيم داعش استهدفوا القوات العراقية المتقدمة في ناحية النمرود بصاروخين موجهين، مما أدى إلى مقتل سبعة جنود وتدمير دبابتين.
وكانت مصادر أفادت بأن عشرين على الأقل من القوات العراقية قتلوا وأصيب نحو ثلاثين في هجمات بثلاث سيارات ملغمة لتنظيم داعش في محيط ناحية نمرود.
من جهته، قال الفريق الركن عبد الأمير رشيد يارلله، قائد عمليات «قادمون يا نينوى»، إن قواته استعادت السيطرة على منطقتين في المحور الجنوبي الشرقي وتوغلت في أحياء الانتصار وجديدة المفتي والشيماء والسلام ويونس السبعاوي، إضافة إلى استعادة قرية النعمانية.
وقال قائد الشرطة الفريق رائد شاكر جودت: «إن قطعات الشرطة الاتحادية حررت كامل مساحة المحور الجنوبي في نينوى والبالغة 1846 كيلومتراً مربعاً»، واستعادت السيطرة على 94 قرية منذ انطلاق عمليات «قادمون يا نينوى»، مشيراً إلى أنها تستعد للشروع في مرحلة اقتحام مدينة الموصل.
من جهته، قال الضابط في قيادة عمليات نينوى التابعة للجيش العراقي العقيد أحمد الجبوري: إن قوات التدخل السريع التابعة للشرطة صدت هجوما لتنظيم داعش باتجاه منطقة كوكجلي التي استعادتها القوات العراقية مطلع الشهر الجاري.
وقال: إن القوات الحكومية تسعى عقب سيطرتها على منطقة الشلالات لإحكام سيطرتها على مزيد من القرى شمال الموصل التي يواصل سكانها النزوح هرباً من الحرب الدائرة في مناطقهم.
بدورها، قالت وزارة الدفاع العراقية: إن مروحيات عراقية وجهت ضربات جوية أسفرت عن مقتل عدد من مقاتلي تنظيم داعش وتدمير عدد من آلياتهم في مناطق تقع شمال منطقة حمام العليل (جنوب الموصل).
عدد اليوم
