الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مؤتمر تاريخي للحزب الحاكم في كوريا الشمالية

9 سبتمبر 2010 00:28
رغم ما ينطوي عليه الاجتماع الذي يجري حالياً في كوريا الشمالية وتداعياته على مستقبل الحكم في البلاد، لم ترشح أية معلومات وافية عما يعتبر أكبر تجمع سياسي تشهده البلاد منذ أكثر من ثلاثة عقود. كل ما يتوفر هي الشائعات التي تفيد بأن الاجتماع يُقام في العاصمة بيونج يانج خلال الأسبوع الجاري، وكانت الوثيقة الرسمية الوحيدة التي أصدرها مسؤولون في حزب العمال أن موعد الاجتماع الكبير سيجري مطلع شهر سبتمبر الحالي، ما دفع المراقبين إلى الاستنتاج بأن فعاليات المؤتمر الحزبي الضخم قد تنطلق يوم الإثنين. أما بالنسبة لضيف الشرف كما جرت العادة في مثل هذه اللقاءات، والتي تشير التسريبات غير المتحقق منها إلى احتمال إسناد هذا الدور للنجل الأصغر للزعيم كيم يونج إيل المعروف باسم "كيم يونج أون"، فإن القليل من الناس حتى في كوريا الشمالية يعرفون الشيء الكثير عنه، بسبب عدم تداول صوره، فضلا عن عدم مشاركته لحد الآن في الحياة العامة. ويرى العديد من المراقبين أن النجل الأصغر للرئيس الحالي هو من سيستلم زمام السلطة في كوريا الشمالية بعد تنحي والده، وعلى مدى الأسابيع التي سبقت التجمع الحزبي أطلق النظام حملة دعائية كبيرة تشمل ترديد الأناشيد والقصائد التي تمدح "كيم الأصغر"، لكن فجأة وبدون توضيح أوقفت هذه الاحتفالات يوم الأحد الماضي، كما توقفت وسائل الإعلام الخاضعة للدولة عن بث تقارير حول الاجتماع، فارضة تعتيماً مطلقاً على الفعاليات، وتاركة الموعد المحدد للاجتماع وأجندته موضع تخمينات من قبل المراقبين. والحقيقة أن الغموض الذي تصر كوريا الشمالية على انتهاجه، لا يختلف عن تقاليدها السرية التي حولتها إلى مملكة منعزلة عن العالم ومستعصية على أعين الفضوليين من الخارج. لكن مع ذلك تتوقع مصادر استخبارية من كوريا الجنوبية خروج المؤتمر الحزبي في بيونج يانج بنتائج مهمة، لاسيما وأنه الاجتماع الأول من نوعه لحزب العمال منذ عام 1980 عندما عُين كيم يونج إيل خلفاً لأبيه كيم إيل سونج الذي توفي بنوبة قلبية في عام 1994. ويذكر أن كيم يونج إيل البالغ من العمر 68 عاماً يعاني من شلل جزئي منذ تعرضه لجلطة دماغية في 2008، ويتوقع المحللون أن يسمي ابنه الأصغر لتولي منصب مهم في الحزب تمهيداً لعملية نقل السلطة دون مشاكل ودون مفاجآت صحية تطيح به قبل تأمين مستقبل البلاد. وفي يوم الأحد الماضي نقلت وكالة الأنباء الصينية صوراً تظهر تجمع عدة آلاف من الكوريين الشماليين في الساحة الرئيسية وسط العاصمة بيونج يانج للتدرب فيما يبدو على الاحتفالات التي ستصاحب انطلاق فعاليات المؤتمر الحزبي. وأفادت الوكالة بأن التدريبات أوقفت بسبب الأمطار التي هطلت على العاصمة، على أن تُستأنف في وقت لاحق. ويعتقد خبراء الشأن الكوري أن كيم يونج أون الذي ولد بين العام 1983 وأوائل العام 1984 ربما سيتم تقديمه رسمياً خلال فعاليات المؤتمر إلى الشعب الكوري. وعن هذا الاحتفال يقول "أندري لانكوف"، أستاذ التاريخ بجامعة "كوكمين" بسيؤول، "إنه حدث غير عادي، إذ لم يحدث شيء يماثله لعقود طويلة". لكن رغم التوقعات باحتمال تولي كيم يونج أون السلطة من والده، ينقسم المراقبون حول السرعة التي سيتم بها ذلك، بين من يرى أنه سيعين أولا في مناصب حزبية حرصاً على التدرج قبل تولي الرئاسة، وهي الطريقة التي مر بها والده، حيث سيشرف أولا على تعيين مسؤولي الحزب، ثم سيتولى بعدها قيادة الجيش الكوري الشمالي الذي يصل قوامه 2.1 مليون جندي، ثم أخيراً سيصبح أميناً عاماً لحزب العمال. فيما يرى آخرون أن الوتيرة ستكون أبطأ من ذلك نظراً لصغر سنه. وينقسم المراقبون أيضاً حول الدور المحتمل الذي سيضطلع به كيم يونج إيل في حال تسلم نجله زمام السلطة، فهل سيتقاعد ويتفرغ للعلاج الطبي، أم سيبقى الشخصية العامة الأولى في البلاد، والراجح أنه حتى بعد تولي الابن السلطة سيبقى الأب مجرد شخصية صورية لسنوات عديدة بسبب سنه الصغير وافتقاده الخبرة، مع منحه صلاحية التوقيع على الأوراق التي يصوغها الأشخاص ذاتهم الذين يصوغونها اليوم. لذا يُستبعد حدوث تغيير جوهري في السياسات العامة للبلاد. هذا ويُشار إلى أن كيم يونج إيل عاد لتوه من زيارة سرية قام بها إلى الصين والتقى خلالها بالرئيس "هو جينتاو" لطلب المزيد من المساعدات الاقتصادية لكوريا الشمالية والنظر في إمكانية العودة مجدداً إلى المباحثات السداسية بشأن البرنامج النووي للبلاد. ويعتقد المراقبون أيضاً أن الزيارة تأتي في إطار تعزيز العلاقات مع الصين، لاسيما في هذه المرحلة الدقيقة التي تستعد فيها كوريا الشمالية لعملية انتقال السلطة، ويستبعد المحللون تغيراً في المواقف الكورية الشمالية من القضايا الدولية حتى في حال تغير هرم السلطة. وعلى غرار باقي الأحداث المهمة التي شهدتها كوريا الشمالية، سيعقد حزب العمال اجتماعاته وراء الأبواب المغلقة مع احتمال استمرار الجلسات لعدة أيام قد تصل إلى ثلاثة أسابيع. جون جليونا - سيؤول ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم. سي. تي. إنترناشيونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©