السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

عبدالرحيم سالم وطلال معلا يرصدان معالم البؤس وتشوهات الإنسان

عبدالرحيم سالم وطلال معلا يرصدان معالم البؤس وتشوهات الإنسان
9 سبتمبر 2010 00:29
في معرض مشترك للفنانين الإماراتي عبد الرحيم سالم والسوري طلال معلا، يجد المشاهد نفسه أمام وجوه مشوهة وأجساد هلامية وملامح شبه غائبة، في ما يعتبر دلالة على رؤية لما يجري للإنسان من تحولات ربما تبلغ حدود «المسخ» (الميتامورفيزيس) كما هي في كتابات أوفيد. الكائنات التي نجدها في هذا المعرض المشترك المقام حاليا في «مجلس غاليري» بدبي القديمة ويستمر حتى آخر الشهر الجاري، كائنات مرعبة من جهة، لكنها تثير الشفقة من جهة ثانية، فليست الوجوه هنا سوى انعكاس للداخل وللمشاعر العميقة التي تؤشر عليها، سواء على مستوى التكوينات الحادة التي يلجأ إليها كل من الفنانين وكل بأسلوبه، أو على صعيد الألوان التي يوظفها كل منهما بطريقته. الفنان عبدالرحيم سالم يستمر في عالمه ومشروعه الفني القائم على الاستلهام الحديث للموروث وعناصره، ويستمر في استخدام الأسود والأبيض (الأحبار) للتعبير عن رؤيته لبيئته، وخصوصا لعالم النساء والملابس، العباءة والنقاب. ويأتي ذلك عبر تكوينات تختلف صورة المرأة فيها باختلاف الخطوط والحركة التي يعمل عليها الفنان. لكن عبدالرحيم سالم بالرغم من ذلك يخرج في بعض أعمال هذا المعرض عن هذه الثيمة الراسخة في أعماله، ليصور المرأة في صور مختلفة، ضبابية حينا وهلامية حينا آخر. ففي عدد من لوحاته نجد المرأة غارقة في لوحة هي عبارة عن عاصفة لونية، بينما المرأة تشكل مركز اللون الأزرق الممزوج بالأخضر والأبيض، وهي امرأة غالبا ما تكون بلا ملامح، فهي حزينة ومتألمة، لكن فيها بعض معالم الأنوثة وإثارتها. وتبرز التجربة اللونية للفنان عبدالرحيم سالم بوصفها عنصرا أساسيا في اللوحة، بحيث يمكن غض النظر عما تنطوي عليه من محاولة لاستحضار المرأة، والاكتفاء بلوحة تلوينية تجريدية ذات قدرات تعبيرية، فالتكوينات اللونية هنا تستغني حتى عن الموضوع، وتقدم ذاتها كتجربة قائمة بذاتها، بعيدا عن صور المرأة الضائعة وسط الألوان ووسط ضباب العالم وصحرائه ربما. أما أعمال الفنان طلال معلا هي أيضا استمرار في تجربته اللونية الموضوعية المختلفة، وهي ذات موضوع موجه نحو الإنسان بطريقة وأسلوب مختلفين، ففي الرؤوس والوجوه والأجساد التي يقدمها طلال ثمة مأساة إنسانية هي أساس اللوحة، مأساة تتمثل في ملامح الشخوص التي نشاهدها، في العيون المغمضة والأفواه المزمومة والأنوف القادمة من التاريخ الإنساني المتشابه في كل الأزمنة والأمكنة. يقدم معلا مجموعة من الشخوص بوجوهها الشائهة وملامحها غير الطبيعية، وبقدر من القتامة في اللون والتكوين، بحيث تثير مشاعر البؤس والشقاء، فحتى العروس بطرحتها البيضاء تبدو في ملامحها شديدة التعاسة، وكذلك الأمر في لوحة تضم رجلا وامرأتين يبدون على قدر من البؤس، وهو عالم تحيل إليه الأعمال التسعة التي يعرضها معلا. عن تجربته هذه يقول معلا لـ»الاتحاد» إنها استمرار لموضوع يعمل عليه منذ سنوات، ويحاول التخلص منه لكنه لا يستطيع، بسبب إلحاح الموضوع وعناصره، حيث ظروف العالم وظروف الفن والأزمات ومشاعر الناس كلها تدعو للتعمق في هذا الجانب، ويتم ذلك عبر الانعكاس الفيزيولوجي للكائنات التي يجسدها. وبخصوص ما لحظناه من ضخامة في التكوينات التي يقدمها معلا في أعماله قال إنها نوع من ملء المساحة كاملة بهذه الأشكال، حيث تخلو اللوحة من أية عناصر أو خلفيات، ما يجعل أمر تضخيمها ضرورة فنية. وكذلك تجدر الإشارة إلى أن إفراد المساحة كلها لهذه الوجوه المتشابهة يعود إلى رغبة في الابتعاد عن تحديد هوية الشخص ومنحه هوية إنسانية عامة.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©