الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مصادر: الرياض وواشنطن بحثتا تبادل احتياطيات نفطية قبل لقاء «أوبك»

مصادر: الرياض وواشنطن بحثتا تبادل احتياطيات نفطية قبل لقاء «أوبك»
15 يونيو 2011 21:12
بحثت السعودية والولايات المتحدة سراً خطة للسيطرة على أسعار النفط، التي فاقت 120 دولاراً للبرميل، كانت ستحدث تداعيات حول العالم. وأفادت مصادر مطلعة بأن مسؤولين أميركيين وسعوديين اجتمعوا خلال الأسابيع القليلة التي سبقت اجتماع “أوبك” الفاشل في يونيو الجاري لبحث ترتيب غير مسبوق كان سيفاجئ السوق، وهو مبادلة الخام عالي الجودة من احتياطي الطوارئ الأميركي بالخام الثقيل منخفض الجودة من السعودية. وتضمنت الفكرة شحن كميات من الخام الخفيف منخفض الكبريت من المخزون الاستراتيجي الأميركي إلى المصافي الأوروبية، التي كانت في حاجة إليه، بعد أن قطعت الحرب في ليبيا صادرات الخامات الممتازة المفضلة في إنتاج البنزين والديزل. وفي المقابل، كانت السعودية ستبيع خامها الثقيل عالي الكبريت للولايات المتحدة بحسم لملء المخزونات الأميركية مجدداً. وكان هذا اقتراحاً مذهلاً من شأنه أن يظهر استعداد واشنطن لاستخدام الاحتياطي الاستراتيجي لأغراض استثنائية، واستعداد الرياض للتعاون بشكل مبتكر مع المستهلكين للحد من ارتفاع الأسعار. لكن أربعة مصادر مطلعة على المحادثات أكدت أن الأمر لم يتجاوز مرحلة التخطيط. واختلفت المصادر بشأن أي البلدين اقترح الخطة. وقال مصدران إن الخطة انهارت لأن السعودية لم ترغب في دعم العملاء الأوروبيين أو الأميركيين بحسم أسعار خامها إلى أقل من أسعار السوق. وتسلط فكرة المبادلة الضوء على التعاون الوثيق في الآونة الأخيرة بين السعودية والولايات المتحدة في الشؤون النفطية في ظل إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، كما تظهر كم كان الموقف خطيرا قبيل اجتماع “أوبك” في الثامن من يونيو الجاري في فيينا. ومع تجاوز أسعار البنزين أربعة دولارات للجالون في أنحاء كثيرة في الولايات المتحدة، كان أوباما يرى شعبيته تتراجع في استطلاعات الرأي في الوقت الذي كان البيت الأبيض يبدأ فيه التركيز على انتخابات 2012. وكان السعوديون قلقين بشأن عافية الاقتصاد العالمي مع ارتفاع أسعار النفط فوق 100 دولار للبرميل. واعتقدت المملكة أن ارتفاع الأسعار، وإن كان جيداً لإيراداتها في الأجل القصير، إلا أنه سيقلص الطلب على الوقود في الأجل الطويل. وقالت مصادر لـ”رويترز” إن واشنطن ضغطت على السعودية لزيادة إنتاج النفط مرتين على الأقل قبيل اجتماع “أوبك”، الذي انتهى بالفشل. وقال مسؤول عربي إنه بعد اندلاع الحرب في ليبيا وتراجع إنتاجها النفطي استجاب السعوديون للطلب الأصلي لكنهم شعروا بالاستياء حين لم تقبل المصافي الأوروبية على شراء الخام الذي كان مزيجاً خاصاً من نوعية خفيفة. وذكر المسؤول “نريد أن يأخذ أحد خامنا. لا نريد تخزينه فحسب”. ووصفت مصادر بالصناعة اجتماعاً صعباً في الرياض عقده وفد أميركي قبل نحو شهر مع وزير البترول السعودي علي النعيمي. وقال المسؤول العربي “قيل لهم (إذا وجدتم لنا مصافي أخرى لها طلب فإننا سنلبيه)”. وأوضح مصدر قريب من الحكومة السعودية أن مسؤولين أميركيين من وزارتي الطاقة والخزانة زاروا الرياض أيضاً لإقناع المملكة بزيادة إنتاج النفط، لكن لم يتضح متى كان اللقاء. وقال مصدر لـ”رويترز” إن أحد المسؤولين الذين حضروا اللقاء هو جوناثان الكايند، مسؤول السياسة والشؤون الدولية في وزارة الطاقة. وفي غضون أيام سافر الكايند إلى باريس لحضور اجتماع مقرر لمجلس محافظي وكالة الطاقة الدولية، التي تمثل 28 دولة صناعية مستهلكة للنفط. وبعد الاجتماع أصدر مجلس المحافظين بياناً حاداً بصورة غير معتادة يحث أوبك على زيادة الإنتاج، ويعلن أن الوكالة ستدرس استخدام “كل الأدوات” التي في جعبتها، في إشارة واضحة إلى مخزونات الطوارئ. ورفضت وزارة الخارجية الأميركية ووزارة الطاقة التعليق على ما إذا كانت الاجتماعات عقدت بالفعل، كما رفضتا الإدلاء بتفاصيل أخرى، بينما أقر البيت الأبيض بانعقاد محادثات عادية مع المنتجين من دون الخوض في تفاصيل هذه المحادثات. وأنشئت وكالة الطاقة الدولية في 1974 لحماية مستهلكي النفط بعد الحظر العربي. وتجري الوكالة حواراً مفتوحاً وودياً مع “أوبك” منذ حرب الخليج في 1990-1991، وهي إحدى مرتين فقط أجازت فيهما الإفراج عن الاحتياطيات الاستراتيجية. لكن بيانها في 20 مايو، أشار إلى فتور في العلاقة بين أكبر مستهلكين ومنتجين للنفط في العالم، وقد قوبل برد فعل عنيف من البعض في “أوبك”. وقال عبد الله البدري، الأمين العام لـ”أوبك”، لقمة “رويترز” العالمية للطاقة والمناخ أمس الأول، “الاحتياطيات الاستراتيجية يجب أن تبقى لأغراضها لا أن تستخدم كسلاح ضد (أوبك)”، مضيفاً “نحن لا نتدخل أبدا في وكالة الطاقة الدولية ولا نريدهم أن يتدخلوا في شؤوننا. ينبغي أن يقوموا بذلك بطريقة مهنية. لا ينبغي أن نتحدث إلى بعضنا بعضاً عبر الإعلام”. ويبدو أن واشنطن أخذت هذا التصريح بعين الاعتبار والتزمت الصمت بشأن دورها، خلافاً لإدارات سابقة. وفي أبريل الماضي، وجه أوباما، الذي حمل المضاربين مراراً مسؤولية ارتفاع الأسعار، دعوة علنية نادرة لمنتجي النفط في العالم لزيادة الإنتاج. وقال في مقابلة تلفزيونية في ديترويت “نخوض محادثات عديدة مع منتجين رئيسيين للنفط مثل السعودية”. وتأجج التوتر داخل “أوبك” الأسبوع الماضي في فيينا حين رفض سبعة أعضاء خطة تقودها السعودية لزيادة الإنتاج. وفي حين قال وزراء إن الفشل سببه اختلاف الرؤى بشأن توقعات السوق في النصف الثاني من العام الحالي، اتهمت إيران “دولاً مستهلكة” لم تحددها بالتأثير على الاجتماع.
المصدر: واشنطن، لندن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©