الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فرات قدوري.. يعزف على أوتار القلوب بالشارقة

فرات قدوري.. يعزف على أوتار القلوب بالشارقة
13 يونيو 2013 20:34
هلا عراقي (الشارقة) - وتر موسيقي نابض وإيقاع رافدي أصيل.. فنان يضرب على أوتار الإحساس قبل أن يضرب أوتار القانون، تهرب من بين أصابعه الألحان متسابقة إلى الآلة لتطربنا بموسيقى تختلج الأنفاس نستنشقها ويرفض الشهيق أن يزفرها لأن نغماته كفيلة بأن تصمت الأصوات من حولها لتخيم وحدها على المكان فتشعر وكأن تلك النغمات ترقص على السلم الموسيقي يقودها نبض إحساسه.. إنه فرات قدوري، مدير مركز فرات قدوري للموسيقى بالشارقة، والذي تجلت موهبته الفنية منذ الصغر عندما كان طفلا في السادسة فنشأ بين أحضان الفن وترعرع ودرج بين أروقة الموسيقى لعائلة موسيقية معروفة، فوالده الفنان حسين قدوري الباحث والموسيقي وعميد معهد الدراسات الموسيقية والمتخصص في مجال لعب وأغاني الأطفال الشعبية، وأخوه قصي قدوري محترف العزف على آلة الجلو. مزيج حضاري وعن اختياره الإمارات ليؤسس بها معهد فرات قدوري للموسيقى، قال الإمارات لها مزيج حضاري خاص جمع بين ثقافات مختلفة وتركيبة سكانية متباينة، لذا احتلت مكانة مميزة على الخريطة العالمية سواء للعربي أو الغربي، باحتوائها على ذلك الخليط العالمي في بوتقة واحدة، هذا ما يمنح الألحان سرعة الوصول لثقافات مختلفة وحضارات متنوعة. أما حول العلاج بالموسيقى، والذي دخل في المنظومة العلاجية في جميع الدول الأوروبية، فيرى أن الطفل وهو جنين في بطن أمه يتأثر بالموسيقى وتساهم في تكوين شخصيته وذوقه العام وجوانبه الانفعالية فيما بعد وتصلح الموسيقى لعلاج العديد من الفئات، منها الأطفال والمراهقون وكبار السن، فالموسيقى تساعد في تحسين القدرة على الإبداع والتخيل وعلى الاستقلالية، لذا من الضروري الاهتمام بالموسيقى منذ الصغر وتنمية الحس الموسيقى لدى الأطفال وأهمية رعاية الموهبة وصقلها منذ الطفولة، وإفساح المجال للطفل باختيار الآلة التي يريد والموسيقى التي يحب. غذاء الروح تنقل فرات قدوري منذ الصغر بين مناهل موسيقية عدة بداية بمدرسة الموسيقى والباليه، ثم تخرج في معهد الدراسات الموسيقية، ودرس في أكاديمية الفنون الجميلة، وكان للفنان الراحل منير بشير دور كبير في تكوينه الموسيقي والسفر على متن قارب الألحان. الموسيقى بالنسبة له ليست غذاء الروح بل هي الروح التي يحيا بها، فمن خلالها تصفو أعماقه ليتغنى في سماء الإبداع، مثل طير يحلق عاليا في فضاء الموسيقى العالمية عند انتقاله إلى أوروبا، وأضفى على ألحانه تركيبة موسيقية تطرب الشرقي والغربي معا، ولد هذا التمازج من عشقه للقانون وموسيقى الروك والجاز معا، مما جعله يبحث كيف يوظفهما معا، ونجح بذلك وقدم للعالم موسيقى شرقية بروح عصرية متطورة. فالقانون أصبح أكثر جمالاً بين يديه عندما أخرجه من عباءته التقليدية وغلفه بروح العصر من دون المساس بأصالته، وتجلت هنا إبداعاته عندما قدمه للعالم بطريقة مغايرة فقد منح أوتاره بريقا مميزا يحيا بموسيقاه التي جمعت أجمل ما في الشرق وأروع ما لدى الغرب، واحتضنهما في لحن عالمي واحد. يشير فرات إلى أن كل ما يحيط به هو مشروع لحن، مثل منظر طبيعي خلاب أو دمعة منسابة على خد طفل أو جملة جميلة ونظرة لطيفة أو موقف معين، وكل ما يسرح به نظري يتسرب إلى مخيلتي وسرعان ما يتشكل على هيئة لوحة فنية في الذهن تتساقط مشاهدها نغمات على الآلة لتتبلور إلى لحن فيما بعد، فالخيال والروح والإحساس القاعدة الأساسية للموسيقي الماهر لكي يؤثر بالمتلقي. ويؤكد أن حالته النفسية تنعكس كثيرا على ألحانه فتارة، نجده موقدا شموع الحزن بنغماته، ومطلقا زغاريد الفرح بألحان أخرى، ذلك لأنه يتعامل مع الألحان بلغة الحس والروح، وقد أبدع فرات في ذلك لأنه عرف مداخل الأحاسيس ومخارج الألحان فعزف على أوتار قلوبنا. ويرى قدوري أن الموسيقى تستوطنه فوهبها جل اهتمامه فمنحته أجمل ما لديها، لذلك تشغله الموسيقى في كل لحظة من لحظاته وترافقه الألحان حتى في أحلامه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©