ضربت هزة ارتدادية عمودية بقوة 1ر5 درجة على مقياس ريختر أمس مدينة كرايستشيرش النيوزيلندية، التي ضربها زلزال قوي يوم السبت الماضي، ما تسبب في المزيد من الأضرار بالمباني وقطع إمدادات الطاقة. وفر سكان المدينة من منازلهم إلى الشوارع، بمن فيهم المسؤولون في مقر إدارة الطوارئ التابعة للدفاع المدني.
وقالت تقارير إن هذه الهزة الارتدادية كانت أكثر هزة شعر بها الناس من بين أكثر من 100 هزة ارتدادية لتوابع الزلزال الذي بلغت قوته 1ر7 درجة على مقياس ريختر وضرب نيوزيلندا يوم السبت الماضي، ليصبح الزلزال الأكثر تدميراً الذي يضرب مدينة نيوزيلندية منذ قرابة 90 عاماً.
وقررت السلطات النيوزيلندية أمس مد حالة الطوارئ في مدينة كريستشيرش، لأسبوع آخر عقب الهزة الأخيرة. ويمكن للسلطات في ظل حالة الطوارئ غلق المنشآت التي تعرضت لأضرار وإعلان مواقع محظور دخولها في المناطق الخطيرة. وطلب من النزلاء في فنادق المدينة أن يغادروا غرفهم بعد تصدعات ظهرت في الجدران وجرى إخلاء مقر الطوارئ لجهاز الدفاع المدني في قاعة عرض للأعمال الفنية توجد بها حوائط زجاجية ضخمة.
وصرحت المتحدثة باسم مجلس بلدية المدينة ديان كينان لموقع “ستاف” الإخباري الإلكتروني أن “الهزة كانت قوية للغاية.. لقد كانت هزة كبيرة وشديدة في الحقيقة”. وأضافت أن “الهزة كانت عمودية ولم تكن أفقية مثل الهزة الأولى.. لو كنت في سيارة فإن الطريق يرتفع وينخفض”.
وأرسلت الحكومة النيوزيلندية 34 مستشاراً نفسياً إضافياً إلى كريستشيرش أمس في ظل الزيادة الكبيرة في الأضرار المادية والمعنوية للزلزال المدمر الذي شهدته المدينة مطلع الأسبوع، بقوة 1ر7 درجة.
وقال وزير الدفاع المدني جون كارتر أمام البرلمان إن 284 هزة تابعة وقعت، بينها 6 هزات زادت قوتها على 3ر5 درجة على مقياس ريختر، بعد الزلزال الرئيسي الذي شهدته المدينة قبيل فجر يوم السبت الماضي، وقال عمدة المدينة بوب باركر “إن السكان حقا على حافة الهاوية الآن. نشعر بخوف واهتزاز كبيرين”. واضاف لإذاعة نيوزيلندا “لقد فقدنا صوابنا جميعا”.
وقال العلماء الذين أصابتهم الدهشة إن “الهزة كانت على ما يبدو على خط صدع مختلف عن زلزال يوم السبت، وكان تأثيرها كبيراً لأن مركزها قريب للغاية من سطح الأرض”. وأعرب كارتر في البرلمان عن القلق المتزايد إزاء الأضرار المعنوية التي أصابت السكان، ولا سيما الأطفال.
وقال وزير الخزانة جون وايتهيد إن إجمالي الخسائر الناجمة عن الزلزال قد يصل إلى 4 مليارات دولار نيوزيلندي (9ر2 مليار دولار) أي نحو ضعف الخسائر المقدرة مبدئيا تقريبا. وأكد كارتر أن الحكومة حريصة على أن تعود الأمور إلى طبيعتها في أسرع وقت ممكن في كريستشيرش البوابة الرئيسية لمنطقة جبال الألب الجنوبية والبحيرات لمئات الآلاف من السائحين الأجانب. وقال” إن جزءا من المشكلة التي نواجهها هو أن منزلا أعلناه أمس مكانا آمناً، لا يوجد في مكانه اليوم بسبب هزة تابعة”. ودمرت الزلازل نحو 100 ألف منزل من إجمالي 160 ألفا في المدينة.
عدد اليوم
