الجزائر- 'وام': افتتحت معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي وزيرة الاقتصاد ومعالي عبدالحميد طمار وزير المساهمات وتنمية الاستثمار الجزائري أمس فعاليات ملتقى رجال الأعمال في البلدين الذي يقام على هامش اجتماعات الدورة الرابعة للجنة المشتركة الإماراتية الجزائرية المشتركة·
وقالت معاليها في الملتقى الذي حضره وزراء جزائريون ونحو 150 رجل أعمال من الإمارات والجزائر إن 'دولة الإمارات تبنت منذ البداية سياسة الاقتصاد الحر ودعمت القطاع الخاص بمختلف أنشطته الإنتاجية والخدمية ومنحته التسهيلات اللازمة في الوقت الذي أصدرت التشريعات الاقتصادية التي تعزز دور القطاع الخاص في الحياة الاقتصادية· لذلك كان إصرارنا على فتح آفاق واسعة للعلاقات الاقتصادية بيننا والارتقاء بها إلى مستوى الشراكة الكاملة لان هناك مجالا كبيرا وواسعا لإقامة مشاريع مشتركة·
وأكدت على أهمية تطوير العلاقات الثنائية بين الإمارات والجزائر إلى شراكة إستراتيجية وقالت ' إن العلاقات المتميزة بين بلدينا التي حرص صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة وأخوه فخامة الرئيس عبد العزيز بو تفليقة رئيس الجمهورية الجزائرية على توطيدها مدعوة إلى أن تنتقل إلى شراكة استراتيجية كاملة تعزز من الروابط الأخوية بين البلدين لما فيه خير شعبيهما·
وأضافت: اننا ننظر من خلال ذلك الى توسيع افاق التعاون بيننا لنرتقي الى اقامة شراكة اقتصادية كاملة بيننا عن طريق التعاون والتنسيق بين اصحاب المصالح ورجال الاعمال من الطرفين من خلال اقامة مشاريع مشتركة والاستفادة من التسهيلات التى تقدمها الدولة للمستثمرين ' مشيرة إلى سلسلة من التشريعات الاقتصادية الداعمة والاجراءات المبسطة التي إتخذتها الدولة لتسيير عمل القطاع الخاص بانسيابية دون عقبات في الوقت الذي وفرت بيئة استثمارية جاذبة جعلها مركز استقطاب عالمي للشركات الكبرى والمؤسسات العالمية المختلفة·
وأوضحت أن هذه الشراكة الاقتصادية المنشودة تستند على ان هناك قطاعات واسعة فى دولة الامارات تشهد تطورا سريعا كالتجارة الالكترونية وتقنية المعلومات ونقل التكنولوجيا الحديثة اضافة الى الفرص الاستثمارية الواعدة فى القطاعات الاقتصادية التقليدية كالصناعة والزراعة والمواصلات والبناء والتشييد·
وقدمت معاليها عرضا حول الفرص الاستثمارية المتاحة في الإمارات وقالت إن إبرزها تتوزع على المشاريع التى تعتمد على الطاقة كعامل رئيسي وذلك لتوفرها بشكل يفي بحاجة كافة المشاريع ذات العلاقة وبكلفة منخفضة والصناعات االبتروكيماوية والغاز حيث ان الدولة تملك اكبر مخزون احتياطي منهما مشيرة إلى أن التجارب دلت على نجاح مثل تلك المشاريع التي يعد أبرزها مشروع بروج المشترك بين شركة نفط ابوظبي الوطنية 'ادنوك' وشركة بورياليس الدانماركية الذي يهدف الى بناء مجمع في منطقة الرويس فى امارة ابوظبي لانتاج 600 الف طن من الاثيلين و225 الف طن من البولي اثلين بكلفة مليار دولار ومشروع دولفين لنقل الغاز لدول المنطقة بكلفة عشرة مليارات دولار، وأضافت معاليها أن الفرص الاستثمارية تتوافر في بقية القطاعات·
ودعت معالي الشيخة لبنى القاسمي الشركات الإماراتية ورجال الأعمال بالإطلاع على الفرص الاستثمارية المتاحة فى الجزائر لإقامة مشاريع مشتركة مع نظرائهم من رجال الأعمال الجزائريين لتكون شراكة تعم من خلالها الخير على البلدين·
وأشارت معاليها إلى أهمية عقد الندوة المشتركة بين رجال الأعمال الإماراتيين والجزائريين من أجل التباحث فى تعزيز العمل المشترك وبحث الفرص الاستثمارية المتاحة بين البلدين اللذين يرتبطان باتفاقية التعاون الاقتصادى والعلمي والفني منذ عام 1986 والتى تؤكد على تطوير التعاون الاقتصادي بينهما كما ان هناك لجنة مشتركة بين البلدين منذ العام 1984 تم الاتفاق على توسيع التبادل التجاري بين البلدين وانشاء مركز تجاري جزائري دائم في دولة الامارات والمشاركة المتبادلة فى المعارض التى تقام فى كلا البلدين وكذلك امكانية اقامة مشاريع مشتركة·وحول علاقات التبادل التجاري بين البلدين أكدت معاليها على التطور المستمر لهذه العلاقات حيث بلغ حجم التبادل التجارى بين البلدين فى عام 2005 حوالى 764 مليون دولار شكلت تجارة اعادة التصدير الى الجزائر منها حوالى 99بالمائة·
ودعت معاليها السوق الجزائرية الى الاستفادة من المنتجات الاماراتية التى اصبح العديد منها يضاهي نظيراتها الاجنبية كالالمنيوم والمنتجات البتروكيماوية والاسمدة ' اليوريا ' وصناعات مختلفة اخرى معربة عن أملها ان تشهد الاسواق الاماراتية سلعا جزائرية عن طريق التعريف بها من خلال اقامة المعارض النوعية المتخصصة في البلدين·
بدوره أكد خليفة المويجعي نائب رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة بالدولة رئيس غرفة تجارة وصناعة عجمان على عمق العلاقات التاريخية بين البلدين مشيرا إلى أن هذا الملتقى يأتي ترجمة واضحة لتميز العلاقات بين البلدين· وشدد على أهمية تعزيز التبادل التجاري بين البلدين وتطويره إلى مستوى الطموحات·
وأشاد معالي وزير المساهمات وتنمية الاستثمار الجزائري باقتصاد دولة الإمارات وعناصر القوة التي تمتلكها، وقال 'إن الإمارات نجحت في تكوين اقتصاد إبداعي في مدة قصيرة وأصبحت الآن مركزا عالميا متميزا'· وقال إن الجزائر تحاول السير في النهج الاقتصادي ذاته الذي اتبعته الإمارات لكن يبدو أن الأمر ليس بسيطا·
' وأشار إلى الإنجازات الكبيرة التي حققتها الجزائر اقتصاديا خلال السنوات الماضية خاصة في مجال استقرار سعر الصرف والتحكم بالتضخم وتكوين احتياطي ضخم يبلغ 60 مليار دولار·
وعقب الافتتاح بدأ رجال الأعمال في البلدين في مناقشة وبحث فرص الاستثمار القائمة في البلدين وإمكانية إقامة شركات مشتركة في الإمارات والجزائر تصب في مصلحة رجال الأعمال واقتصاد البلدين·
عدد اليوم
