الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

جيش جنوب السودان يستعد لاستعادة ملكال

جيش جنوب السودان يستعد لاستعادة ملكال
20 يناير 2014 00:43
جوبا (وكالات) - تحدثت التقارير أمس عن استعداد جيش جنوب السودان لاستعادة مدينة ملكال عاصمة ولاية أعالي النيل، وذلك بعد ساعات فقط من نجاحه في فرض سيطرته على مدينة بور. وقال الناطق باسم جيش جنوب السودان فيليب أغير أمس « ما زال جيش جنوب السودان الذي استعاد السبت مدينة بور الاستراتيجية، يواجه المتمردين بقيادة نائب الرئيس السابق رياك مشار، خصوصا في ملكال عاصمة ولاية أعالي النيل». واكد المتحدث أن الاتصال بملكال ما زال صعبا على الأرض، لكن قيادة الجيش هناك أعلنت أول أمس، في آخر اتصال مع جوبا، أنها تعد هجوما لاستعادة القسم الجنوبي من المدينة من ايدي المتمردين. وقال أغير «انهم يستعدون لآخر عملية تطهير للمدينة». وتدور أشد المعارك في جنوب السودان منذ منتصف ديسمبر خصوصا في ملكال عاصمة ولاية أعالي النيل (شمال شرق) وبور عاصمة ولاية جونقلي (شرق) وبنتيو عاصمة ولاية الوحدة (شمال). وأكد أغير أن «الهدوء» ساد بنتيو أمس. وأسفرت المعارك الدائرة في جنوب السودان، الدولة التي استقلت حديثا في يوليو 2011، منذ 15 ديسمبر عن نزوح 450 ألف شخص بحسب الأمم المتحدة بينما تحدثت بعض المصادر عن سقوط آلاف القتلى. ويتهم سلفا كير خصمه رياك مشار وحلفاءه بتدبير محاولة انقلاب ضده لكن مشار ينفي ويتهم بدوره كير بانه يسعى الى تصفية منافسيه. وفي خضم المعارك وقعت مجازر بين قبيلتي الدينكا التي ينتمي إليها كير والنوير التي يتحدر منها مشار أسفرت عن سقوط آلاف القتلى ونزوح نحو نصف مليون شخص. وتجري حاليا مباحثات في أديس أبابا تحت رعاية دول شرق أفريقيا في محاولة حمل الطرفين على التوقيع على اتفاق وقف اطلاق النار. وبعد أسبوعين من التفاوض بدون نتيجة في العاصمة الإثيوبية أعربت الرئاسة السبت عن تفاؤلها بالتوصل الى اتفاق حول وقف اطلاق النار في غضون 48 ساعة. واعلن الناطق باسم حركة التمرد حسين ما نيوت أمس في أديس أبابا أن «لا شيء متوقعا اليوم (أمس) وان الوفد الحكومي ما زال في جوبا بغرض التشاور». رغم ذلك يرى محللون أنه يبدو أن النزاع المسلح الذي يجتاح جنوب السودان منذ اكثر من شهر آخذ في الاتساع كل يوم، ما يثير المخاوف من انه قد يكون فات أوان وقف الحرب بمجرد توقيع اتفاق لوقف اطلاق النار. وفي هذا الإطار، قالت مساعدة وزير الخارجية الاميركية ليندا توماس-غرينفيلد «كل يوم يمر على النزاع يفاقم مخاطر قيام حرب أهلية شاملة». وأضافت «أن التوترات الاتنية تتزايد» و«من كانوا يقفون على هامش النزاع ينجذبون اليه». ويري مراقبون أن الأزمة السياسية، التي كانت مصدر النزاع مع اتهام كير لمشار بمحاولة الانقلاب عليه الأمر الذي ينفيه الأخير متهما الأول بالسعي الى التخلص من منافسيه، تصاحبها مجازر اتنية حيث تتهم كل من قبائل الدينكا (كير) وقبائل النوير (مشار) بارتكاب فظاعات. ويرى كثيرون ان المواجهات أصبحت أشبه بحرب أهلية يتواجه فيها الجيش مع تحالف يضم عسكريين متمردين ومليشيات اتنية، في معارك ضارية للسيطرة على مدن استراتيجية، فيما يخشى آخرون من أنه حتى ان تم توقيع اتفاق لوقف اطلاق نار، يبدو وشيكا بحسب جوبا، فان النزاع بين قبائل الدينكا وقبائل النوير بلغ نقطة اللاعودة. وقال ديفيد دينغ واليزابيث دينغ وهما من وجوه المجتمع المدني الجنوب سوداني «إن المصافحات والبسمات ومجرد اتفاق سياسي بين الجانبين، لن تعيد جنوب السودان الى درب الحقيقة والسلم الدائم والديمقراطية ودولة القانون» مضيفين «يتعين اجبار الطرفين على الخضوع مع داعميهم لتحقيق مستقل بشان الجرائم المرتكبة». من جانبه قال برنسيتون ليمان المبعوث الخاص السابق للولايات المتحدة الى السودان وجنوب السودان، إن مباحثات السلام لا يمكن ان تكتفي بـ «مجرد العودة الى الأمر الواقع السابق» للنزاع. وأضاف في مقال «من اجل سلام دائم يجب على المفاوضين والوسطاء أن يصلوا الى ما هو أبعد من النخب السياسية الوطنية». على صعيد أخر وفي مذكرة سرية، حذرت كينيا التي نشرت مثل أوغندا قوات في جنوب السودان، رسمياً، لإجلاء مواطنيهما، من مخاطر «تدويل» النزاع. وأشارت معلومات أيضاً إلى وجود متمردين سودانيين ينشطون عادة في دارفور (السودان)، في المناطق الحدودية النفطية. وعلى الميدان، يبدو الوضع أشبه بالفترة التي سبقت توقيع اتفاق السلام بين الحكومة السودانية والمتمردين الجنوبيين في 2005 الذي فتح المجال أمام استقلال جنوب السودان، حيث كانت حكومة الخرطوم تسيطر على المدن، لكن الجماعات المتمردة العديدة كانت تعلن سيطرتها على مناطق ريفية كاملة. وقال سيمون تون المدرس الشاب الذي فر من مدينة بور مع امرأته الحامل قبل استعادة القوات الحكومية المدينة «نحن نحلم بالسلام، لكن ها نحن نجد أنفسنا مجدداً في (أتون) الحرب».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©