سيدني (الاتحاد)
أصبحت القارة الآسيوية الداعم المالي والجماهيري الأكبر للكرة الأوروبية، صحيح أن أندية الدوري الإنجليزي، والإسباني، والإيطالي، والألماني، وغيرها أصبحت جزءا مما يسمى بالعولمة الكروية، حيث تسيطر الكرة الأوروبية على العالم جماهيرياً وتسويقياً، ولكن القارة الصفراء ترتبط بقصة عشق خاصة مع أندية القارة العجوز.
يكفي دليلاً على الغرام الآسيوي بالكرة الأوروبية، أن القارة الآسيوية دفعت ما قيمته ملياراً و470 مليون دولار للحصول على حقوق مشاهدة مباريات الدوري الإنجليزي، بين عامي 2013 و2016، وهو ما يفوق بقية القارات، حيث لم يصل مجموع ما دفعته أوروبا نفسها «خارج إنجلترا» 900 مليون دولار، كما أن بقية قارات العالم مجتمعة وهي أفريقيا وأميركا الشمالية والجنوبية، وكذلك منطقة الشرق الأوسط تكبدت «مجتمعة» مبلغاً أقل من القارة الآسيوية.
ولعل الدوري الإنجليزي تحديداً له خصوصية، وشعبية جارفة في آسيا، لأسباب تتعلق بالزيارات المتعددة للأندية الإنجليزية لدول آسيا في جولات تسويقية وترويجية قبل بداية الموسم في أوروبا، كما أن مواعيد بث الدوري الإنجليزي تتناسب تماماً مع التوقيت الآسيوي، حيث تقام غالبية المباريات في منتصف النهار بتوقيت جرينتش، وهو ما يناسب توقيت الملايين من عشاق الدوري الإنجليزي في آسيا، على العكس من الليجا مثلاً الذي تقام مبارياته في ساعة متأخرة من الليل.
شعبية الكبار
يظل السؤال المهم، ما هي الأندية الأوروبية الأكثر شعبية في آسيا؟ صحيفة «لوفيجارو» الفرنسية أجابت على هذا السؤال، عبر تقرير نشرته منتصف الشهر الماضي، حيث اتضح أن اليونايتد يتمتع بالمرتبة الأولى من حيث الشعبية في القارة الصفراء، في ظل ارتباطه بشركات راعية، ومبادرته منذ سنوات بعيدة بزيارة دول آسيا.
ويأت الريال بتاريخه الكبير وشعبيته الكاسحة حول العالم، ثانياً من حيث ارتباط الجماهير الآسيوية به، يليه باريس سان جيرمان في ظل الدعاية التي تقوم بها الجهات المالكة له، ثم برشلونة رابعاً، وأرسنال خامساً وهو من الأندية التي تحرص على الذهاب إلى آسيا في جولات سنوية، ثم الميلان وهو النادي الإيطالي الوحيد في قائمة توب 10 أكثر أندية أوروبا شعبية في آسيا.
ويأت بعد الميلان كل من فالنسيا وأتلتيكو مدريد، ثم مان سيتي الذي تتصاعد شعبيته حول العالم منذ تطور النتائج وتحقيق البطولات في ظل انتقال ملكيته إلى أبوظبي عام 2008، ويأت بايرن ليفركوزين الألماني، الذي دخل قائمة «التوب 10»، ولم يكن لبايرن ميونيخ حضور فيها، وهي واحدة من مفاجآت الميول الآسيوية في تشجيع الأندية الأوروبية.
مال آسيوي
بعيداً عن ارتباط الملايين من عشاق الكرة في آسيا بالأندية الأوروبية بصورة تفوق كثيراً اهتمامهم بالأندية الآسيوية، وكذلك دفع الدول الآسيوية المليارات لمشاهدة دوريات القارة العجوز، فإن هناك استثمارات آسيوية مباشرة بالمليارات في أندية القارة العجوز، على رأسها باريس سان جيرمان المملوك لقطر، وإنتر ميلان الذي يملكه إيريك توهير الإندونيسي، ومان سيتي المملوك لأبوظبي.
ولكن الحالة التي تستحق التوقف تتعلق بأندية الدوري الإسباني، حيث يتكفل المال الآسيوي برعاية 8 أندية من بين 20 نادياً، ويملك ناديان هما فالنسيا وملقة، ومن أشهر الأندية التي تتمتع برعاية آسيوية برشلونة من جانب الخطوط القطرية، وريال مدريد الذي ترعاه طيران الإمارات وآيبيك، كما وقع أتلتيكو عقداً مع شركة هاواوي الصينية، وهو ما فعله إشبيلية بالدعاية للسياحة في ماليزيا، وترعى أندية فياريال وريال سوسييداد وغيرها شركات صينية.
عدد اليوم
