الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحفيدات يستعدن تقاليد جداتهن

الحفيدات يستعدن تقاليد جداتهن
9 سبتمبر 2010 23:42
تعتبر “العيدية” طقساً ملازماً للعيد، ومن العادات القديمة السائدة، إذ يحصل الأطفال في الأعياد على “عيدية العيد” التي يقدمها لهم الأهل والأقارب والجيران. فإما تكون على شكل أموال نقدية أو هدايا عينية كالألعاب والحلوى. وغالباً يشترون بالعيدية ما يطيب لهم من الدمى والمأكولات، أو يهرعون إلى الألعاب والمراجيح لركوبها، مرددين الأهازيج الشعبية التي تتسم بالعذوبة وتمنحهم البهجة والمسرة عبر أبيات شعرية بسيطة يرددونها. فقد كان الأطفال قديماً خلال احتفالهم في أيام العيد أو في اليوم الذي يسبقه ينطلقون بفرح يرددون أهازيج متنوعة.. لذا يتواصل الحرص على إحيائها في عصرنا الحالي -رغم وفرة أساليب الترفيه وتعدد وسائل احتفال الأطفال بعيد الفطر السعيد- ليعاودوا ترديد أهازيج الجدات والأمهات، ومنها: باقي اليوم وباكر.. ونلحقك يا فاطر. وفيما يخص استعداد الأطفال للاحتفال بمناسبة عيد الفطر السعيد، تقول قماشة خميس- مشرفة أنشطة المركز النسائي في نادي التراث “ثمة طقوس مشابهة لطقس “القرقعان” يمارسه الأطفال في العيد، حيث يستعدون مع الأهل للاحتفال بهذه المناسبة بشراء المكسرات والحلويات، وتقوم الأمهات بخياطة أكياس من القماش يجمع الأطفال فيها ما يوزعه الأهالي عليهم من المأكولات ونقود العيديات؛ مرددين أهازيج متعددة، منها “اعطونا حق الله.. يرضى عليكم الله.. قدام بيتكم دله.. عسى الفقر ما يدله”. فيما تقول شمسة الظاهري- أم سيف: “في عيد الفطر كما في القرقعان واحتفالات عيد الأضحى يقوم الأطفال بتعليق الأكياس على رقابهم، حيث تغرف الأمهات بايديهن أو بإناء من المكسرات والحلويات وتصب في أكياس الأطفال. ويستمر تجوالهم على البيوت حتى موعد الغداء ليكونوا بذلك قد جالوا على كل الأقارب والجيران ونالوا عيدياتهم وهداياهم، إذ يستاء بعض الأقارب أو الجيران، إذا أهملهم الأطفال في يوم العيد ولم يقوموا بزيارتهم لأخذ نصيبهم من العيدية”! تؤكد ذلك الطفلتان عفراء وشهد، اللتان ارتدتا ثياب العيد الجديدة واعتمرتا طاستين والحلي الذهبية استعداداً للمعايدة وتلقي العيدية من الأهل. ولا تقتصر أجواء احتفال الأطفال بعيد الفطر السعيد على تلك الجولة التي يحصدون ثمارها مأكولات وهدايا وعيديات، بل تنسحب على بيوتهم حيث بانتظارهم عطايا الأجداد والآباء والأمهات، وكذلك يستقبلون بعضهم بعضاً ويقومون بواجب الضيافة من تقديم القهوة والحلوى لبعضهم بعضاً. تقول شيخة ممسكة بفانوس تلقته هدية: “ذهبت لمعايدة الأهل والأقارب فتلقيت وشقيقاتي وقريباتي عيديات وهدايا، فغنينا لهم “أهزوجة” تقول كلماتها “عادت عليكم صيام.. كل سنة وكل عام”. أما شمّة فقالت: “حين تسلمت عيديتي شكرتهم وشرعت بالدعاء لأهل البيت: الله يخلي راعي البيت.. الله يخلي، آمين آمين”. إلى ذلك، تنتشر مجموعة كتب تضم في طياتها تلك الأهازيج المتداولة.. تمّ حفظ وتدوين كل أنواعها حرصاً من “نادي تراث الإمارات” على نشر فن الأهازيج.. يشير الشاعر ابن يعروف- استشاري تراث البيئة البرية في نادي التراث إلى أن النادي “عمل ولا يزال على إعادة إحياء الأهازيج الشعبية في المناسبات، كما الحال في احتفالات عيد الفطر السعيد حيث نعمل على تعليمها للصغار وتدريبهم على الأهازيج الشعبية، سواء التي ترددها الأمهات لأطفالهن في الحياة اليومية، أو التي يرددها الصغار في المناسبات لتصير ضمن الموروث الشعبي في الخليج العربي، لدوامها وعدم زوالها”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©