الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حكاية الأطفال مع العيد.. فرحة لا تنتهي

حكاية الأطفال مع العيد.. فرحة لا تنتهي
9 سبتمبر 2010 23:42
ربما تكون أيام العيد التي تأتي كل عام عند الكبار، هي فترة مشحونة بالكثير من المشاعر ومن المسؤوليات تجاه الأسرة، واستعداد لتجديد العهود وصلة الرحم، وتسبق أيام العيد مرحلة موزعة ساعات أيامها بين العبادة وبين إنجاز متطلبات العيد، ووسط كل تلك الأيام وبين لحظاتها يراقب الأطفال ما يدور حولهم في عالم الكبار ويصوغون من تصرفات الأهل أحلامهم البريئة، ومن الأطفال من صام رمضان هذا العام لأول مرة، ومنهم من يعتقد أن العيد مكان مقدس وطاهر ونقي، ينتظر الجميع الذهاب له للتمتع بألوان الفرح. خلال أيام العيد يصبح الصغار في حالة تحفز، لأن كلا منهم له حلمه الخاص، وللبعض خيال واسع ولبعضهم ترقب شديد تجاه ما سيقدمه الكبار في أيام العيد التي تعبر سريعاً نحو الماضي، ومن خلال هذا التحقيق استدرجنا الصغار للتعرف على ما يعنيه العيد بالنسبة لهم، وعلى أحلامهم وبرامجهم البريئة التي برمجتها عقولهم البريئة بألوان الطفولة، وخلال حديثنا معهم قال بدر سعيد سالم إنه قبل العيد كان سعيدا بالذهاب للسوق مع الرجال لمشاهدة الجديد من أقمشة، وقد جرب خلال رمضان الماضي الصوم، ولكنه عند الظهيرة كان يشعر بضعف شديد ويتمنى لو يفطر بماهو متوافر كي يسكت جوعه، ولكنه لا يترك الذهاب إلى المسجد مع أخوته وأصدقائه. يكمل بدر أن هذه الأيام من العيد كان يعتقدها في الماضي رجلا طيبا ولديه الحلوى والألعاب فينتظر الناس قدومه، ولكنه عرف بعد ذلك أن العيد هو مثل أيام رمضان ولكنها أيام يفرح فيها الناس لأنهم خلال رمضان كانوا في تعب وامتناع عن الطعام، وأكثر ما يحبه بدر في أيام العيد هو المرور على كل من يعرفهم سواء الأهل أو الجيران، ليسلم عليهم ولا بأس إن لم يحصل على العيدية. مكافأة أما محمد سعيد بن غليطة فقال إن العيد هو مكافأة لمن كان يتعبد جيداً في رمضان، وأنه مع أصحابة وأخوته سواء كان هناك شهر للعبادة أو في الأيام العادية لا يترك الذهاب مشياً إلى المسجد إلا أن كان في المدرسة، وهو خلال هذه الأيام التي يكون فيها الناس سعداء بالعيد يفرح بالخروج، سواء للزيارة أو للتجول في مراكز تسوق جديدة للتعرف على أماكن اللعب والترفيه، حيث ينفق من العيدية وعادة ما تكون كبيرة من الأهل، وأيضا يجد العيد فرصة للقاء الأهل وأبنائهم، خاصة أولئك الذين يسكنون بعيدا عن منطقتهم. يخبرنا محمد بن غليطة أنه صام رمضان وقد كان يشق عليه في كثير من الأيام الامتناع عن الطعام, خاصة بعد صلاة العصر حين تنبعث روائح الطعام الشهي والحلويات من مطابخ المنطقة وهو ذاهب للصلاة, ولذلك يجد اليوم نفسه أكثر سعادة لأن العيد هو تعويض عن الحرمان من الطعام. وفي أيام العيد يشعر ببعض الآلام لكثرة تناول الحلويات والمشروبات من عصائر ومشروبات غازية. أيام جميلة وتنتهي عمر محمد عبدالله يقول إن أيام العيد قد سبقتها أيام رمضان الذي كان جميلا بالتجمعات بعد صلاة التراويح، وفي ليال كثيرة كانت الأسرة تجتمع للسحور فيصبح الأهل أكثر تقاربا، وقد استعد لأيام العيد عن طريق مساعدة والدته ووالده له لاختيار أفضل الملابس وأيضا الصنادل المناسبة، وهو يعلم أن العيد أيام وتنتهي لكنها أيام جميلة لأن كل شيء فيها يدل على أنه عيد مهم لكل إنسان, وخلال هذه الأيام من العيد يخرج في أول يوم لزيارة الأقارب والسلام عليهم، وفي باقي الأيام يتم تخصيص أوقات للخروج للنزهة والتجوال، وهناك أيضا أوقات للذهاب إلى تلك المراكز التي توفر الألعاب الحديثة. أحمد محمد آل جودر يقول إنه سعيد جدا بأيام العيد، لأن الأيام في رمضان كانت إجازة في الصباح فكان يقضيها في النوم، وعندما يستيقظ لا يكون هناك إلا التلفزيون أو الألعاب الإلكترونية، ويترقب ما بعد الإفطار حتى يصبح كل شيء في حركة ونشاط، وأكثر ما كان يعجبه ، اللحظات التي تسبق الإفطار حيث ينتظر الناس سماع المدفع، ويتم تناول ألذ الأطعمة، أما في العيد فلا توجد موانع ولذلك يستطيع أن يتناول من كل ما تم تحضيره لأيام العيد من حلويات، كما يخرج بصحبة الأصدقاء للمرور على الأهل وربما يخرج مع والديه وأخوته في جولات للتنزه. يكمل أحمد أنه يحب الألعاب كثيرا كما يحب أن يصرف العيدية في شراء كل ما يحب، وأكثر ما يعجبه هو اللعب في مناطق الألعاب في المراكز، لأنها تعطي الفرصة لتجربة الكثير من الألعاب، وفي تلك المراكز يمكن أن يلتقي بالأصحاب والأصدقاء الذين ربما لم يلتق بهم من قبل رمضان عندما كان في المدرسة، ولكن لا بأس من توفير بعض الدراهم لأن أسرته تحب أن يتعلم التوفير، خاصة أن هناك أطفالا ليس لديهم من يمنحهم العيدية. ميثاء بن غليطة كانت شديدة الحياء ولذلك صعب التحدث اليها، إلا أنها عند مشاهدتها لبعض الفتيات اللاتي كن مبادرات في التحدث اليها، أصبحت مستعده للحديث فقالت إنها فرحة بأيام العيد، وقد كانت تحب أن تجرب فساتينها كل يوم قبل العيد إلا أن الأهل منعوها وأخبروها، أن بريق الفرحة سوف يختفي من الأثواب إن هي أخرجتها لتلبسها، وهي تحب العيد بسبب تلك الأثواب والفساتين الجميلة التي تم شراؤها أو خياطتها له، كما تحب العيد لأنها سوف يسمح لها بالخروج لزيارة الأهل والسلام عليهم، وذلك يعني أن تلتقي الكثير من الفتيات وهن سوف يشاهدن فساتينها وجلابيتها المطرزة. اللعب قبل الطعام أما فاطمة خالد فقد كانت كمن يستعد لتذكر ما سوف تقوله بعد ميثاء، وعندما سألناها عن معنى العيد بالنسبة لها، قالت إن يلبس الناس الثياب الجديدة ويخرجون للسلام على بعضهم ويضعون الطعام والحلويات من أجل الضيوف، ولكنها تحب الخروج للعب أكثر من الجلوس لتناول الطعام، وتفرح إن كان هناك زوار يأتون مع أطفالهم وخاصة إن كان فتيات، وهي تحصل على العيدية عند زيارة الأهل لمنزلهم وأيضا عندما تزور مع أسرتها أصدقاء أهلها البعيدين عن منطقتهم، وتحب أن تشتري في كل خروج شيء من الحلويات مختلفة عن تلك التي في منزلها، كما تحب اللعب مع الفتيات أكثر من اللعب في أماكن الألعاب. موزة خالد قالت إنها الشقيقة الكبرى، ولذلك فإنها وأختها متشابهتان في ملابسهما، وفي كل ما تم شراؤه للعيد، وذلك من أجل أن لا تحدث بينهن منافسة على الألوان والموديلات، وفي العيد تكون فرحة جدا بمشاهدة الفتيات وهن يرتدين أجمل الفساتين والجلابيات، وتفضل موزة أن تلبس الملابس الحديثة عند الذهاب إلى مراكز الألعاب ومراكز التسوق مثل التنورة والبلوزة أو فستان طويل مزركش، وعندما تزور الأهل والجيران فإنها تفضل الجلابية المطرزة وبها حبات أو أحجار الكريستال. الفرح بالجديد تكمل موزة حديثها أن أيام العيد بالنسبة لها هي الملابس الجديدة والسلام على الأهل، ومشاهدة الناس وهم فرحون بما لديهم من جديد، كما تعلمت في رمضان هذا العام، أن لرمضان حق وهو أن يقوم الأهل بإخراج أكياس من الأرز يهدونها للناس الفقراء, كما تعلمت أن إهداء الطعام للجيران هو رسالة وليس لأنهم بحاجة لطعام. عائشة محمد موسى صامت لأول مره هذا العام, وقد كانت قد واظبت على الصلاة منذ بداية العام 2010 وهي تبلغ الثامنة من عمرها، وقد ذكرت لنا أنها كانت تقول لأمها متى نذهب إلى العيد، وعندما قالت لها إن العيد ليس مكانا اعتقدت أن العيد شخصية كبيرة سوف تأتي لكل بيت وعليهم انتظاره والاستعداد لاستقباله بأبهى صورة، كما كانت تعتقد أن كل تلك الاستعدادات داخل البيوت من تنظيف السجاد قبل فترة طويلة، وتحضير الحلويات وشراء المزيد منها من أجل زيارة العيد. تكمل عائشة أن أجمل شيء بالنسبة لها في رمضان الماضي أنها كانت تقاوم الجوع، وتدخل للصلاة مع والدتها أو عماتها وجداتها، وكانت فرحة بتلك اللحظات التي جمعت العائلة في العيد الماضي، وهذا ما يحدث في كل عيد حيث يجتمعون في البيت العود، حيث الجد والجدة وتأتي كل الصديقات الصغيرات مع الأمهات، وهي تقول إنها تجلس مع كل الفتيات وأمهاتهن عند جدتهن، ويجلس الرجال في مجلس خاص، وفي أحيان كثيرة يجلسون مع بعض عندما لا يكون هناك رجال من خارج الأسرة. أماكن الفرح موزة محمد موسى الأخت الصغرى لعائشة قالت إنها كانت تعتقد أن العيد مثل المكان المقدس، خاصة أنها زارت مكة في رمضان الماضي، وهي تحب أن تلعب مع بنات عمها الصغيرات، وتحب أن تخرج كل يوم للعب في مركز الألعاب، والغريب أنها تحفظ أسماء المراكز التجارية الكبيرة في إماراتي الشارقة ودبي، وتحب أن تذهب لتلك المراكز من أجل اللعب. تقول موزة إن (السناتر) مراكز التسوق مكان جميل من أجل تناول الغداء أو العشاء، كما تحب في العيد أن تخرج بالسيارة مع والديها والأجداد في رحلات إلى البر أو البحر، ولكنها لا تحب أن تخرج لأخذ العيدية، ومابين كل جملة وأخرى تذكر موزة أسماء زميلاتها في المدرسة، وتقول إنها تنتظر أن تلتقي بهن قريبا في مركز الألعاب، كما كانت تنظر بفرح ودهشة للفتيات الصغيرات من حولها.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©