السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

دروب بالكلمة

دروب بالكلمة
13 فبراير 2009 01:14
للكلمات طاقة هائلة لا يضاهيها شيء، والتعمق في فهم الكلمة معناه الولوج إلى فهم أنفسنا أولا وفهم قوانين الكون التي تتحكم بنا· ويجزم كثيرون أن الإنسان يملك بالكلمة أقوى سلاح لتغيير كل ما حوله، لكنه يجهل حتى الآن كيفية استخدام هذا السلاح في جعل حياته أكثر روعة وبهجة· البعض يكذب، والكذب في صورته العميقة عبارة عن تغطية للألم والخوف بكلمات غير مبالية بالنتائج· ولكن عندما نتخلص من الخوف والألم الذي يقف خلف الكذب، سنتمكن من قول الحقيقة بكلمات واضحة وناصعة· فهل نحن نخاف من الكلمة؟ من قولها بصراحة؟ من الاستماع إليها إذا كانت صادقة؟ هل نكتمها في الجوف ونقول النقيض؟ بالطبع نعم· جميعنا أسرى لهذا الخوف، لكننا يمكن أن نتحرر منه بواسطة الكلمة أيضا وهذا هو المهم· بعض المدارس الفكرية والروحية أدركت هذا البعد العميق للكلمة وذهبت لاستخدامها في العلاج والارتقاء وتنمية الذات· فأنت عليك أن تختار الكلمات التي تدفعك إلى الأمام بدلا من الكلمات التي تعيقك· كلمات مثل ( أحب، سيكون، اعذريني، شكرا الخ) هي جاذبة للأمل وستقودك الى سعادة القلب· وبالمثل فان كلمات مثل (أكره هذا، يمكن أن، سأحاول، اشعر بالقلق··) تتحول تلقائيا إلى عوائق أمام اندفاعك لتحقيق حلمك· قل وتحدث بنهايات النتائج التي تريدها ولا تذكر العراقيل· استخدم صيغ الآن بدلا من المستقبل وانطق الكلمات التي تشعر انها نابعة من القلب وبالتأكيد ستراها تؤثر بقوة في جميع من حولك وستتحول الكلمات الى فعل إرادة لتحقيق أمنيات كبيرة كنت تراها في الماضي مستحيلة وصعبة· قانون آخر مهم في هذا البعد هو أننا نتبادل طاقة الكلمات· علينا دائما أن ننتبه لتأثير كلام الآخرين فينا· وان نمنع قدر المستطاع دخول الكلمات اليائسة الى قلوبنا· الثرثار مثلا لا يهدأ، ويظل يعطي الآخرين بإسهاب وبلا معنى في الغالب ولا يأخذ شيئا· ومثل هؤلاء هم الطامة التي تظلل أيامنا بغمامة اليأس وتحفر في دروبنا أنفاق المتاهة والحيرة· وفي أغلب الأحيان يكون الإصغاء الى الصمت الصافي أفضل وأنجع من الاستسلام الى كلام الثرثارين وما أكثرهم من حولنا في العمل وفي الإذاعات والشاشات وفي الصحف والمجلات الرخيصة· في ''الاتحاد'' وعبر هذه المساحة كل جمعة، سنتواصل بكلمات الأمل· نتبادل الضوء الصافي النابع من القلب لكي تزهر أرواحنا وتتلوّن أيامنا بأغنية الربيع· أما الفراغ الذي يفصل ما بين الكلمات، وما بين جمعة وجمعة فسيكون مساحة للتأمل في المرايا المستحيلة· akhozam@yahoo.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©