السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العمانيون يستقبلون العيد في منزل العائلة الكبير

العمانيون يستقبلون العيد في منزل العائلة الكبير
9 سبتمبر 2010 23:55
يفضل العمانيون قضاء العيد في ولاياتهم وفي بيت العائلة الكبير تحديداً، وترجع هذه النظرة إلى أن طعم العيد وسط الأهل والتواصل الاجتماعي له طعم مختلف، ويترقب الأهالي هلال عيد الفطر بكل شوق بعد صيام شهر رمضان المبارك وبعد أن يتم التأكد من رؤية هلال شوال يقوم الأهالي بالتحضير للعيد السعيد. يقول أسعد يوسف “تتجمع غالباً العائلات في منزل واحد ويتعاون الجميع في إعداد العرسية وهي وجبة الإفطار صباح كل عيد، حيث يتم تحضير هذه الوجبة من الأرز والدجاج أو اللحم كما تعد الترشة وهي عبارة عن خليط من الخل والزبيب والثوم وفي وقت إعداد هذه الوجبة يظهر مدى تلاحم المجتمع، حيث يقوم الجميع بالمساهمة في إعداد هذه الوجبة التي أحياناً يتم إعدادها حتى ساعات متأخرة من الليل”. مصلى العيد يقول محفوظ السعدي، من ولاية السويق “تتنافس السيدات على إعداد ألذ الأطباق، وبعد إعداد الوجبة يلتقي أهالي البلدة بعضهم في المساجد ويقومون بتناول العرسية، وخلال ذلك يتم تبادل تهاني وتبريكات العيد والتسليم على الأهل والأصدقاء، ويقوم الرجال بتوزيع العيدية على الأطفال وتوزيع العيدية يستمر لعدة أيام”. ويضيف “بعد تناول وجبة الفطور يذهب الجميع عادة إلى مصلى العيد بينما تكون هناك مجموعة من الباعة حيث يقوم الأطفال بشراء الألعاب والحاجيات تعبيراً عن فرحتهم بالعيد، وبعد الانتهاء من صلاة العيد يذهب الناس لزيارة أهاليهم وأقربائهم كما يقوم البعض بعد العودة من المصلى بزيارة الأهالي وتناول الحلوى والقهوة مع أهلهم ويقومون باستقبال المهنئين”. ويقول خالد العامري “في ثاني أيام العيد يقوم الأهالي بذبح الأغنام والأبقار وعادة يتم التشارك بين مجموعات، كما يتم أيضاً إعداد اللحم المقلي ويكون وجبة الغداء معظم الأحيان وفي نفس اليوم يتم إعداد المضبي (المشاكيك)، ويضيف “يتم أيضاً الاستعداد لإعداد الشواء لليوم الثالث وهي عملية مسلية حيث يتم إعداده بطرق خاصة حتى يصل إلى مرحلة الأكل، وفي هذه العملية تخرج جموع المواطنين مرة أخرى حيث يتجمع أهالي الحارة على تنور واحد يتناوبون على تجهيزه وبعد المغرب تتم عملية دفنه في التنور الخاص الذي أعد لهذا”. ويقول خالد الخروصي، من الرستاق “في ثالث أيام عيد الفطر المبارك يتم فتح التنور واستخراج الشواء منه وهو عبارة عن يوم عيد عادي تختلف الأنشطة فيه، بالإضافة إلى كل ذلك هناك تظاهرة أخرى تعد من نتاج العيد وهذه هي العزوة وهي عبارة عن سوق صغير تباع فيه بعض الأغراض وغالباً للصغار”. مظاهر الفرح يقول بدر مراد، من ولاية صور إنه بعد الاستعدادات المبكرة من شراء مستلزمات العيد الشخصية والمنزلية وشراء ذبائح ومع قدوم العيد السعيد، تبدأ المظاهر الاحتفالية بإطلاق الأعيرة النارية معلنة انطلاق الفرحة والبهجة، حيث يذهب الرجال مبكرين مرتدين الملابس الجديدة والجميلة إلى مصلى العيد لتأدية صلاة العيد وهي أول مظاهر الاحتفال بالعيد، وبعد الصلاة والاستماع إلى خطبة العيد يلتقي الجميع يسلمون ويهنئون بعضهم بعضاً بالعيد وشفاههم ترتسم عليها الفرحة الصادقة، ويقدم الجميع للصغار العيدية التي تبهج النفس وتعطي انطباعاً ببداية العيد بالنسبة لهم فيما تذهب النساء والأطفال إلى ساحة العيود بالقرب من المصلى الذي يشهد تجمع الأهالي من صغار وكبار لتبادل التهاني، حيث يحرص الجميع على حضور العيود مع أطفالهم وحتى الأطفال أنفسهم يكونون حريصين على الحضور والمشاركة، ويقوم الأطفال بشراء حلويات العيد مثل القشاط والزلابية وغيرها بالإضافة إلى الألعاب والهدايا وسط جو من الفرح والابتهاج وإقامة الرقصات والأهازيج الشعبية، حيث يخرج المواطنون شيباً وشباباً نساء ورجالاً فرحين ومستبشرين في محبة ووئام وتراهم في ملابسهم العمانية التقليدية ورقصاتهم الشعبية المتوارثة عن الآباء والأجداد والتي تعبر عن فرحتهم بمقدم عيد الفطر. انطباع خاص يقول الشيخ أحمد الخليلي، مفتي عام السلطنة “تحتفل السلطنة بعيد الفطر مع الدول الإسلامية بعد أيام مفعمة بنور العبادة وبركات شهر رمضان الفضيل، والقلوب قد ملئت بهجة وسعادة والفرحة قد رسمت على الشفاه وقويت معاني السمات الطيبة التي تتجلى فيها روح المحبة بين أفراد المجتمع، حيث يجتمع شمل الأصدقاء وتشتد قوى الترابط الأسري وصلة الرحم”. ويضيف أن للعيد انطباعاً خاصاً في نفوس المواطنين فهو أعظم هدية من الخالق عز وجل لعباده فتتجلى فيه المعاني والعبارات الجميلة التي يحيي الجميع بها بعضهم بعضاً في صباح العيد، بعد تأدية الصلاة سواء في المسجد أو المصلى وكذلك في المنزل، وهذه المشاعر الصادقة تنبع بحرارة من خلال التصافح والقلوب تهفو إلى الله عز وجل لأن يعيد هذه المناسبة الجليلة عاماً بعد عام، والجميع يتمتعون بثوب الصحة والعافية، مما يدل على روح الترابط والتكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع وهو بكل معانيه السامية فرحة غامرة للقلوب وألوان تمتزج فيها كل الطيبات والروحانيات العظيمة، كما نجد في العيد العادات والتقاليد متشابهة في معظم ولايات السلطنة المرتبطة بالحاضر والماضي، فهناك من يعمل وجبات المشاكيك والتنور والعرسية بالإضافة إلى الاحتفالات والأهازيج والرقصات الشعبية وسباقات الخيول والجمال. الإقبال على الأسواق يقول إسحاق المعمري، من ولاية الكامل والوافي “يستعد المواطنون في مختلف محافظات وولايات السلطنة، قبل حلول العيد بعدة أيام لاستقبال تلك المناسبة العطرة؛ فتقام هبطات المناداة التي تشهد حركة بيع وشراء غير عادية على مختلف أنواع السلع والمواد الغذائية وبيع مختلف أنواع المواشي والأغنام والأبقار”. ويضيف “يتوافد معظم الناس إلى هذا المكان قبل حلول العيد بعدة أيام وخاصة يومي الخميس والجمعة فتزدهر حركة البيع والشراء، وكل شيء متوافر من احتياجات العيد من مختلف السلع والبضائع والمواد الاستهلاكية والملابس الجاهزة والأحذية والكماليات والعطور، فيما تقوم مصانع ومحال بيع الحلوى بتجهيز كميات كبيرة من الحلوى العمانية نظراً للطلبات المتزايدة عليها مع قدوم العيد”. ويقول بائع الأغنام سمير صديق إن مواقع بيع الأغنام والأبقار يتزايد عليها الإقبال وتتفاوت الأسعار إلى ما بين مرتفعة إلى معتدلة مرتبطة بالعرض والطلب، كذلك نجد أن مواقع الملابس الرجالية والنسائية والكماليات وملابس الأطفال تشهد تدفقاً كبيراً وخاصة من النساء والأطفال. ويقول فهد عبدالله “بعض الولايات تقوم بإعداد وجبات العيد مثل “المقلي” في كل بيت والأهالي جتمعون لتناول هذه الوجبة بصورة جماعية، أما في اليوم التالي فيتم إعداد وجبات المشاكيك والعرسية والشواء التي تعد من الأكلات المفضلة على مائدة الأسر العمانية في مختلف مناطق وولايات السلطنة”. الخدمات الصحية وضعت الأجهزة البلدية في اعتبارها توفير الخدمات البلدية خلال أيام العيد الفطر وبخاصة الحالات الطارئة من خلال تناوب العاملين على التواجد بمقار البلديات، لتقديم هذه الخدمات، ودعا مدير عام الراقبة الصحية والصرف الصحي المواطنين لضرورة التعاون مع الأجهزة البلدية لضمان الحفاظ على المظهر العام الحضاري للمدن والقرى، وضرورة الاستفادة من الخدمات الصحية ذات المستوى العالي في الكفاءة والأداء والمقدمة من قبل مسالخ البلدية الموزعة على مختلف ولايات السلطنة، بهدف ضمان سلامة الصحة العامة وتأمين التخلص الصحي السليم من المخلفات مؤكداً ثقة الوزارة بتعاون المواطنين التام في الالتزام بالقواعد الصحية والوقائية حفاظاً على النظافة العامة ومنعاً لتكاثر الحشرات وانبعاث الروائح غير المستحبة من مخلفات الذبح الذي يتم خارج هذه المسالخ.
المصدر: مسقط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©