الأربعاء 8 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سعادة الفطر

10 سبتمبر 2010 00:01
في العيد تسمو النفوس وتتسامى، متغاضية عن أخطاء الآخرين، وتصفو القلوب بطرد الحقد والغلّ من شغافها، وتشفّ النفوس بالعودة عن الخطيئة والخطأ. العيد يوم التسامح والسماح والفرح مع الآخرين، فلا عيد مع الوحدة والغربة.. نسمي العيد بعد رمضان «عيد الفطر السعيد» لأن الناس يسعدون بفطرهم بعد شهر من الطاعة في رمضان الكريم، فالخالق سبحانه وتعالى، إذ رأى عباده المخلصين، وهم يحرمون أنفسهم الطعام والشراب، ويبتعدون عن فعل المنكرات، ويقبلون على فعل الخير، ويحس الأغنياء منهم بالفقراء، ابتغاء مرضاة الله، أحب أن يكافئ عباده بفرحة وسعادة الفطر في أيام العيد، فيسعد الفقراء بصدقة الفطر من الأغنياء، والأغنياء بإدخال السرور إلى قلوب فقرائهم. العِيد كل يوم فيه جَمْعٌ، واشتقاقه من عاد يَعُود كأَنهم عادوا إِليه؛ وقيل: اشتقاقه من العادة لأَنهم اعتادوه، والجمع أَعياد لزم البدل، ولو لم يلزم لقيل: أَعواد كرِيحٍ وأَرواحٍ لأَنه من عاد يعود. وعَيَّدَ المسلمون: شَهِدوا عِيدَهم؛ قال العجاج يصف الثور الوحشي: واعْتادَ أَرْباضاً لَها آرِيُّ كما يَعُودُ العِيدَ نَصْرانيُّ فجعل العيد من عاد يعود؛ قال: وتحوّلت الواو في العيد ياء لكسرة العين، وتصغير عِيد عُيَيْدٌ تركوه على التغيير، كما أَنهم جمعوه أعياداً ولم يقولوا أَعواداً؛ قيل: والعِيدُ عند العرب الوقت الذي يَعُودُ فيه الفرح والحزن، وكان في الأَصل العِوْد فلما سكنت الواو وانكسر ما قبلها صارت ياء، وقيل: قلبت الواو ياء ليَفْرُقوا بين الاسم الحقيقي وبين المصدريّ. إِنما جُمِعَ أَعيادٌ بالياء للزومها في الواحد، ويقال للفرق بينه وبين أَعوادِ الخشب. سمي العِيدُ عيداً لأَنه يعود كل سنة بِفَرَحٍ مُجَدَّد. المتنبي: عيدٌ بأيّةِ حـــالٍ عــــُدتَ يا عيــدُ بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيـــكَ تجْديدُ أمّا الأحِبّةُ فالبَيْـــــــداءُ دونَهُـــمُ فَلَيتَ دونَكَ بِيداً دونَهــــَا بِيدُ وَكَانَ أطيَــبَ مِنْ سَــيفي مُعانَقَةً أشْبَاهُ رَوْنَقِـــهِ الغِـــيدُ الأمَاليدُ لم يَترُكِ الدّهْرُ مِنْ قَلبي وَلا كبدي شـــَيْئاً تُتَيّمُـــهُ عَـينٌ وَلا جِيــدُ إذا أرَدْتُ كُمَيـْتَ اللّــوْنِ صَافِيــَةً وَجَدْتُهَا وَحَبيبُ النّفسِ مَفقُودُ ماذا لَقيتُ منَ الدّنْـــيَا وَأعْجَـــبُهُ أني بمَا أنَا شاكٍ مِنْهُ مَحْسُـــودُ ما يَقبضُ المَوْتُ نَفساً من نفوسِهِمُ إلاّ وَفــي يَدِهِ مِــــنْ نَتْنِهَا عُـــودُ محمود درويش: مطر ناعم في خريف بعيد والعصافير زرقاء.. زرقاء والأرض عيد. لا تقولي أنا غيمة في المطار فأنا لا أريد من بلادي التي سقطت من زجاج القطار غير منديل أمي وأسباب موت جديد. مطر ناعم في خريف غريب والشبابيك بيضاء.. بيضاء والشمس بيّارة في المغيب وأنا برتقال سلّيب، فلماذا تفرين من جسدي وأنا لا أريد من بلاد السكاكين والعندليب غير منديل أمي وأسباب موت جديد. إسماعيل ديب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©