محمد حامد (دبي) - باق من الزمن 24 ساعة على انطلاق منافسات كأس القارات بالبرازيل، ومع الاقتراب كثيرا من ساعة الصفر كان من اللافت على مدار الأيام الماضية ارتفاع وتيرة الاهتمام الإنجليزي على المستوى الإعلامي ببطولة كأس العالم للقارات، بمشاركة 8 منتخبات تمثل 6 قارات، ليس من بينهم منتخب إنجلترا “الأسود الثلاثة”، حيث تواصل القنوات التلفزيونية الناقلة للحدث في بريطانيا، ومواقع الإنترنت والصحف الإنجليزية التنويه عن البطولة، وتحليل حظوظ المنتخبات المختلفة وسط حالة من الاهتمام اللافت، ويبدو أن الأمر لا يرتبط بالضرورة بمشاركة “الأسود الثلاثة” في الحدث العالمي الكبير، فالاهتمام الجماهيري له ما يبرره، حيث يتطلع أنصار اليونايتد على سبيل المثال إلى الاستمتاع بأهداف نجمهم خافير هيرنانديز حينما يقود منتخب المكسيك، وتتجه أنظار جماهير تشيلسي صوب البرازيلي الموهوب أوسكار وهو ينتزع الأضواء من نيمار نجم البارسا.
ويدين المنتخب الإسباني بالكثير للدوري الإنجليزي، فقد وقع اختيار فيسينتي دل بوسكي على 8 لاعبين يمثلون “لاروخا “ في مونديال القارات ينشطون في أندية البريميرليج، وهو مع يعني أن الدوري الإنجليزي كاد يعادل البارسا في مد الإسبان بالعناصر الدولية، كما انه يتفوق على فريق الريال في هذا الجانب، وسوف يكون لهؤلاء النجوم تأثير كبير في التشكيلة الإسبانية الأساسية وفقاً للمؤشرات التي سبقت انطلاقة البطولة، وهؤلاء النجوم هم فرناندو توريس، وخوان ماتا، وسيزار أزبليكوينتا من تشيلسي، ودافيد سيلفا وخيسوس نافاس من مان سيتي، بالإضافة إلى عنصرين من أرسنال وهما سانتي كازورلا وناتشو مونريال، ومع هؤلاء جميعاً اختار دل بوسكي حارس ليفربول بيبي رينا ليحمي عرين لاروخا جنباً إلى جانب مع إيكر كاسياس وفيكتور فالديز.
وبعيداً عن المنتخب الإسباني واستفادته الكبرى من البريميرليج فإن المنتخب البرازيلي يضم 3 لاعبين وهم دافيد لويز وأوسكار من تشيلسي، والحارس خوليو سيزار حامي عرين كوينز بارك رينجرز، وبذلك يصبح اهتمام عشاق تشيلسي ببطولة القارات كبيراً في ظل وجود 6 عناصر يمثلون الفريق مع منتخبات إسبانيا والبرازيل ونيجيريا، حيث يتواجد قائد النسور الخضراء جون أوبي ميكل في صفوف البلوز أيضاً.
كما يمثل مان يونايتد في البطولة خافير هيرنانديز مهاجم المكسيك، ورفيق دربه في الفريق الانجليزي شينجي كاجاوا لاعب المنتخب الياباني، وإلى جوار كاجاوا سوف يسطع نجم لاعب ياباني آخر ينشط في البريميرليج وهو مايا يوشيدا لاعب ساوثهامبتون.
ويعد منتخب أوروجواي أحد أكبر المستفيدين من دوري الإنجليز، في ظل وجود المهاجم لويس سواريز في صفوف ليفربول، وهو الذي ارتقى مستواه كثيراً في صفوف الفريق الأحمر، ودخل قائمة هدافي الدوري الإنجليزي، ويعقد أنصار الأوروجواي الكثير من الآمال على مهاجم ليفربول الذي يملك القدرة على تهديد دفاعات أي فريق في العالم، وإلى جواره يتواجد رفيق دربه في ليفربول والمنتخب الأورجوياني سيبستيان كوتس، ولاعب ثالث وهو راميريز متوسط ميدان ساوثهامبتون.
الألماني ينافس
يحسب للدوري الألماني انه قدم بطل القارة العجوز “بايرن ميونيخ” والطرف الآخر في النهائي “بروسيا دورتموند” في الموسم المنتهي، في مفاجأة استيقظ العالم عليها ليعترف الجميع بأن البوندسليجا يستحق منافسة الدوري الإنجليزي والإسباني والإيطالي على لقب الدوري الأقوى في العالم، وفي مونديال القارات سيكون العالم على موعد جديد مع توهج نجوم الدوري الألماني، والذي يمثله 13 لاعباً في البطولة، حيث يحتل المرتبة السادسة في قائمة أكثر الدوريات مداً لمونديال القارات باللاعبين، يأت ذلك في الوقت الذي يغيب “المانشافت” عن المشاركة في البطولة، وهو ما يجعل منها حالة أقرب إلى المنتخب الإنجليزي والبريميرليج.
لماذا إيطاليا وتاهيتي
وجاءت صدارة الدوري الإيطالي لقائمة أكثر بطولات الدوري تمثيلاً في بطولة كأس العالم للقارات لتكرس الحقيقة التاريخية التي تقول أن نجوم الكرة الإيطالية يفضلون البقاء في دوريهم، كما أن منتخب إيطاليا يعتمد بصورة شبه مطلقة على العناصر المحلية التي تنشط في صفوف أندية الكالشيو، وخاصة اليوفي والميلان، وباستطلاع القائمة الإيطالية المشاركة في البطولة، يتضح أن 22 لاعباً يلعبون لأندية إيطالية، فيما وقع إختيار تشيزاري برانديلي على لاعب واحد فقط محترف خارجياً وهو حارس المرمى الاحتياط سلفاتوري سيريجو الذي يلعب لفريق باريس سان جيرمان الفرنسي.
قوائم “المحلية”
ويحتل دوري تاهيتي المرتبة الثالثة في قائمة أكثر الدوريات تمثيلاً باللاعبين في البطولة في ظل عدم حصول أي لاعب على فرصة للاحتراف الخارجي، عدا لاعب واحد فقط وهو ماراما فاهيرا الذي يلعب لفريق نانسي الفرنسي، وعدا ذلك هناك 22 لاعباً ينشطون في الدوري المحلي في تاهيتي.
ويتمتع أكثر من منتخب بصبغة شبه محلية، وهو ما يجسد فكر الجهاز الفني في الاعتماد على اللاعبين المحليين على الرغم من توفر عناصر محترفة خارجياً، ويجسد هذا النموذج منتخب المكسيك “15 لاعباً محلياً”، والمنتخب البرازيلي “12 لاعباً محلياً”، ثم اليابان بـ 9 عناصر ناشطة في دوري المحترفين الياباني، ونيجيريا “8 لاعبين”، حيث أكد ستيفين كيشي أنه على قناعة تامة بضرورة منح الفرصة للعناصر المحلية التي تتألق في دوري بلاده.
عدد اليوم
