عواصم-وكالات الانباء: تأجل موعد التوقيع على اتفاق السلام الذي اعده الاتحاد الافريقي لانهاء النزاع في اقليم دارفور غربي السودان مجددا بعد ان كان يفترض ان تنتهي المهلة الجديدة منتصف الليلة الماضية·
وقال عبد الرحمن زوما المتحدث باسم وفد الخرطوم ان الوسطاء قرروا تمديد مهلة التوقيع على الاتفاق لاربع وعشرين ساعة·
ومن جانبه اعلن نور الدين مزني احد المتحدثين باسم الوسطاء الافارقة انه ينتظر وصول رؤساء افارقة الى ابوجا بينهم الرئيس الحالي للاتحاد الافريقي الكونجولي دنيس ساسو نغيسو ورئيس المفوضية الافريقية المالي الفا عمر كوناري اليوم الاربعاء في اشارة ضمنية الى تمديد المفاوضات لاربع وعشرين ساعة على الاقل·
وكان الرئيس الاميركي جورج بوش قد حث في اتصال هاتفي له امس مع الرئيس السوداني عمر حسن البشير على ضرورة التوصل لأتفاق سلام فى ولايات دارفور·
واشار بوش الى ارسال ممثله روبرت زوليك مساعد وزير الخارجية الاميركى لمقر المفاوضات بابوجا لمتابعتها·
من ناحيته أكد البشير لبوش عزمه على التوصل الى اتفاق سلام ينهي النزاع الدائر منذ ثلاث سنوات·
وكانت فرص التوصل الى اتفاق سلام قد تضاءلت رغم تمديد المفاوضات لمدة 48 ساعة بسبب تصلب المتمردين·
وبعد انتهاء المهلة الاصلية عند منتصف الليلة قبل الماضية وافق وسطاء الاتحاد الافريقي على اعطاء الحكومة السودانية وحركتي التمرد في دارفور مهلة جديدة·
وكانت الحكومة قد اعلنت انها ستقبل مسودة الاتفاق التي تقع في 85 صفحة والتوقيع عليه من جانب واحد لكن المتمردين يقولون انهم لن يوقعوا قبل تلبية عدة مطالب تتعلق بالامن وتقاسم السلطة وتقاسم الثروة·
ويقول مراقبون ان جماعة المتمردين الثالثة وهي حركة العدل والمساواة كانت اكثر المجموعات الثلاث مرونة·
وقال الدبلوماسي 'بعض (المتمردين) لكن ليسوا كلهم بدأوا يدركون انهم في موقف حرج' مضيفا ان مغادرة علي عثمان طه نائب الرئيس السوداني لمقر المحادثات ربما ادى الى شعور المتمردين بنفاد الوقت·
وغادر طه العاصمة النيجيرية ابوجا التي تجري فيها المحادثات في اعقاب اجتماعات مع زعماء المتمردين وصفها دبلوماسيون بانها بالغة السوء·
وطبقا لاقتراح اميركي يتم اجراء تعديلات في بنود بالاتفاق تتعلق بنزع اسلحة الميليشيا الموالية للحكومة مقابل حصول المتمردين على خطة مفصلة لدمج بعض مقاتليهم فى صفوف قوات الامن السودانية·
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورمك 'في اي مفاوضات يجب ان تحتل موقعك عندما يحين الوقت المناسب للمشاركة بشكل شخصي على الارض·ونائب الوزيرة زوليك قرر ان هذه هي اللحظة المناسبة لمحاولة تحقيق الهدف·
ويقول مراقبون ان المتمردين يخاطرون باهدار تعاطف دولي كبير اما الحكومة التي ينظر اليها على نطاق واسع بانها الطرف السيىء فقد استخدمت اوراقها الدبلوماسية بشكل صائب تماما·
وقال عبد الجبار دوسا رئيس المفاوضين من جيش تحرير السودان ان الحكومة ليست جادة في تحقيق السلام·
لكن الاتحاد الافريقي الذي ينشر سبعة آلاف جندي من قواته في دارفور يقول ان كل الاطراف كثيرا ما انتهكت الهدنة·
من جهته كشف السمانى الوسيلة وزير الدولة بوزارة الخارجية السودانية النقاب عن تكوين لجنة بمستوى تنسيقى مع ولايات دارفور الثلاث بغية انفاذ الاتفاق وانزاله على أرض الواقع·مبينا أن حاملى السلاح وقفوا كثيرا عند ملف الترتيبات الامنية الامر الذى ادى الى تأخير توقيع المتمردين على الاتفاق·
وعبر الوزير السودانى عن أمله فى الوصول الى نقاط التقاء بشأن عملية استيعاب القوات وتحديد اعدادها، معتبرا التوقيع على الوثيقة بمثابة الخطوة الاولى للدخول فى مرحلة المشاركة واحداث السلام والاستقرار والتنمية فى دارفور· ونفى ان يكون هناك أى اتجاه لتعديل الوثيقة·
عدد اليوم
