الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«الثقافة والعلوم» تحتفي بفيلم «أمل» والتجربة الإخراجية لنجوم الغانم

«الثقافة والعلوم» تحتفي بفيلم «أمل» والتجربة الإخراجية لنجوم الغانم
14 يونيو 2013 00:10
جهاد هديب (دبي) - نظمت لجنة السينما في ندوة الثقافة والعلوم في مقرها بالممزر بدبي، مساء أمس الأول، عرضاً خاصاً للفيلم الوثائقي «أمل»، للمخرجة والشاعرة نجوم الغانم، تلاه حلقة نقاش مع المخرجة، أداره الناقد أسامة عسل من مصر، بحضور بلال البدور نائب رئيس مجلس إدارة الندوة، وعدد من أعضائه، وحضور لافت من جمهور الندوة. وذلك بمناسبة فوز الفيلم مؤخرا بجائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان السينما لدول مجلس التعاون الخليجي الذي أقيم في الكويت بين الخامس والعاشر من مايو الماضي، إضافة إلى الجوائز الأخرى التي حازها الفيلم منذ إنتاجه عام 2011، من بينها الجائزة الأولى في مسابقة المهر الإماراتي في مهرجان دبي السينمائي الثامن، والجائزة الثانية في الدورة الخامسة من مهرجان الخليج السينمائي. ومن دون الإعلان عنه، تصريحا أو تلميحا، كان: لماذا فاز فيلم «أمل» الوثائقي بهذا العدد من الجوائز، ومن بينها الأخيرة؟ سؤال قد تردد بين ذلك الحضور القادم بدافع الفضول لمتابعة الفيلم من جهة وأولئك الذين يبحثون عن إجابة لهذا السؤال، وتحديدا من بين الشبّان المهتمين بالسينما، والذين شكّلوا جانبا لا يُستهان به من جمهور العرض. والحال أن حكاية الفيلم التي تتناول قصة الممثلة المسرحية السورية أمل حويجة التي عاشت في الإمارات خلال الفترة من العام 2000 وحتى عام 2011، كانت لافتة للاهتمام لكن طريقة تقديمها، أي السرد السينمائي لتفاصيل الحكاية بما تضمنته من تفاصيل درامية – شخصية تماما، إذا جاز التوصيف – كان لها دور حاسم في أن ينال الفيلم هذا القدر من الجوائز. حكاية أمل حويجة، بحسب الفيلم «أمل» هي حكاية امرأة مثقفة وفنانة، وتمتلك حساسية خاصة تجاه واقعها الاجتماعي، ولا تكّف عن الحلم بإقامة مشروع خاص يكفيها الحاجة إلى مؤسسات دولة لا تحترم الفنان إلا بقدر ما يقدم من تنازلات للسلطة على حساب قناعاته، وبالتالي عن فنّه وموقفه من العالم ومن المعرفة، فتختار أمل حويجة مغادرة دمشق، فيما المدينة والمرأة في أوْج إشعاعهما الدرامي، إلى الإمارات للعمل لمدة سنة ونصف فقط، غير أنها تستمر هنا لعشرة أعوام متتالية دون أن تنجح في تحقيق حلمها في الوقت الذي تستغرق فيها أبوظبي إلى حدّ أنها لا تعرف إلى أين تعود، فهل ما زالت دمشق هي دمشق التي عهدتها، خاصة أن انتفاضة الشعب السوري كانت قد اندلعت وتأزّم الموقف بين المثقف والسلطة إلى حدّ غير معهود من خمسين سنة أو أكثر. «أمل» يقول تفاصيل كثيرة على هذا الصعيد صراحة ومواربة. هذه الحكاية عن الألم والأمل والخيبات الشخصية والعامة المتلاحقة في السنوات العشر التي قضتها الشخصية الرئيسية للفيلم تنقلت بين أمكنة وأزمنة عديدة في الإمارات، وتحديداً أبوظبي والشارقة ودبي، ولعل انتقال الكاميرا ورصدها لحركة حويجة الاجتماعية في هذه المطارح هو الذي ساهم في أن يكون السرد السينمائي بهذا الإغواء، خاصة أن المخرجة نجوم الغانم قد أعطت بطلتها المساحة ذاتها من الفيلم التي أخذتها هي لنفسها، حتى لكأن الفيلم هو من صنيع المرأتين، وهذا الموقف، الذي هو نتاج حساسية خاصة بمشاعر أمل حويجة، يُحسب بحق للمخرجة. ومن بين أكثر المشاهد تعبيرا عن قسوة الواقع والإحساس بالألم هي تلك اللحظة التي تتمدد فيها أمل حويجة على رمل الشاطئ، في حين يتسلق نمل أسود أصابعها التي انغرست رؤوسها في الرمل. كانت لقطة موجعة بحق. غير أن ذلك، ربما هو الذي أوقع الفيلم في ذلك الإيقاع الواحد، الهادئ والحزين، الذي طبع الفيلم بطابعه منذ بدايته الأولى وحتى انتهائه، إذ يشعر المرء بأنه ربما كانت هناك مفاصل معينة كان من الممكن أن تكون أكثر توترا دراميا. عن ذلك، قالت نجوم الغانم لـ «الاتحاد»: «لقد انبنى الفيلم على أساس لحظة عالية دراميا، كان الهدف من اختيارها أن تكون معبّرة عن ذلك التغيّر الفيزيائي والجسدي لدى أمل حويجة، هذا التغيّر الذي أثّر كثيرا على حياتها الفنية مثلما أثّر على قراراتها الشخصية أيضا في ما يتصل بما تريد أن تنجزه من خلال الفن». وأضافت «ربما من هنا جاء الإحساس بأن الفيلم يستمر ضمن إيقاع واحد من الألف إلى الياء، فقد كان ذلك مقصودا من وجهة نظري كمخرجة وما زلت أرى أنه يخدم فكرة الفيلم، ويبرز إلى أي حدّ أن أمل حويجة فنانة مميزة إنسانيا وثقافيا لافتين للانتباه». وعن أن الفيلم كان طويلا إذ استغرق الساعة ونصف الساعة، وكذلك كان من الممكن له أن ينتهي عند هذا الموقف أو ذاك، أشارت نجوم الغانم إلى أن هذا الأمر، في جانب منه، يعود إلى أمل حويجة التي كانت تتأرجح بين العودة إلى دمشق والبقاء هنا، خاصة بعد وفاة أمها الذي أثّر فيها كثيرا، بهذا المعنى كان من الممكن للفيلم أن ينتهي هنا أو هناك. إنما من جانب آخر فإن المعادل الفني للحكاية التي يجب متابعتها حتى النهاية، كان ينبغي أن يكون في سياق الخط الدرامي ذاته، ما يعني أن أي ارتجال في خلق نهاية للفيلم لن يفيد فكرته ولن يساعد في خلق خط درامي موازٍ، من دون أن لا يعني ذلك أنه لا يحق للمتلقي أن يعتقد بأن الفيلم ينتهي هنا أو هناك، ذلك أنني كمخرجة لي وجهة نظر في المسألة أيضاً». أما عن حياة أمل حويجة في الإمارات وتجربتها هنا، ورؤيتها النقدية للوسط المسرحي، تحديداً، والتي لم يتعمق فيها الفيلم بما يكفي، خاصة أنها مثقفة ولديها موقف نقدي تجاه ما يحيط بها، ختمت نجوم الغانم حديثها لـ»الاتحاد» بالقول: «ما كان يعنيني تماما وحصرا هو أن يلاحظ الجمهور أن أمل حويجة فنانة أصيلة ومثقفة بعمق، وليست مجرد امرأة عابرة في المشهد الفني، وتجدر بصناعة فيلم عنها، ولم تأت إلى هنا لمجرد كسب المال فحسب بل هي امرأة لها تاريخها الثقافي والفني، ولديها منجزها الإبداعي الشخصي، وكان الدافع الأساسي لديّ أن أكون أمينة مع هذه الفكرة عنها».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©