الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

ندوة ترصد تحولات تجربة فتحية النمر في كتابة الرواية

ندوة ترصد تحولات تجربة فتحية النمر في كتابة الرواية
14 يونيو 2013 00:10
عصام أبو القاسم (الشارقة) ـ استضاف نادي القصة التابع لاتحاد كتاب وأدباء الإمارات مساء أمس الأول ندوة حول رواية «طائر الجمال» للكاتبة الإماراتية فتحية النمر، تكلم فيها بصفة اساسية الكاتب المصري عبدالفتاح صبري مدير تحرير مجلة الرافد الشهرية وذلك بحضور عدد من أعضاء الاتحاد ورواد المنتدى الذي يُنظم مساء كل أربعاء بمقر النادي في قناة القصباء بالشارقة. وفي مستهل حديثه أشاد صبري بمثابرة الكاتبة فتحية النمر وحرصها على متابعة تجربتها في الكتابة الروائية، مشيرا إلى انها راكمت منجزا مهماً في فترة وجيزة، وبدا كأنها عنيت خلاله بتتبع «قصة الحب في المجتمع الإماراتي» أكثر من أي شيء آخر. وتكلم صبري عن صورة جريئة للمرأة تقدمها أعمال النمر مجتمعة، وقال ان في ذلك: تحد واضح للخطاب الذكوري الذي طغى لوقت ليس بالقصير في المنتج السردي الإماراتي». في استعراضه أجواء الرواية الجديدة التي صدرت ضمن منشورات وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع 2013، ذكر انها تحكي عبر تقنيتي»الحوار والبوح»، عن زوج ، ضعيف الشخصية، يطمح إلى الاقتران بفتاة بيضاء بضة ولكن سعيه إلى هذه الزوجة المشتهاة لا ينتهي إلى تحقق؛ فالزوجة الأولى التي يجد نفسه مضطرا للزواج منها، نسبة لفقرة، تبدو متسلطة وباردة وهي لا تشبه في شكلها تلك التي يتمناها، اما الزوجة الثانية وهي من أب إماراتي وأم آسيوية، فأنها تبدو له غامضة ولا يقدر على معايشتها؛ وأخيرا يتزوج فتاة تقليدية ولكن من دون أن يراها، وكل أمله أن تأتي صورتها على صورة تلك المأمولة بيد انه يكتشف انها أقلّ جمالاً ..! هكذا يتنقل الزوج بين الزيجات، وكل علاقة جديدة له هي بمثابة دعامة في البناء العام للرواية.. تتوسط بها النمر لتبرز مواضع المجتمع وتقاليده وقيمه. وخلص المحاضر إلى جملة من الملاحظات حول موضوع الرواية التي صدرت أخيراً ومن ذلك: ظاهرة تدهور العلاقات الزوجية في المجتمع، فكل اقتران بين رجل وامرأة لا يصمد كثيراً، ثمة «تناقض مجتمعي» في التعامل مع المرأة، فالرجل يرغب في الارتباط بها ولكنه يعاملها بفوقية ويعمد إلى اذلالها وهو ما تبرزه الرواية، الاهتمام بالأولاد الذكور على حساب الفتيات. وتطرق صبري إلى بناء الشخصية في الرواية وتقنيات السرد التي اعتمدتها النمر وقرأ العلاقة ما بين روايتها الاخيرة ورواياتها السابقة «السقوط إلى أعلى»، «مكتوب»، و«للقمر جانب اخر»، مشيرا إلى ان السمة السردية البارزة في «طائر الجمال» هي ضآلة الاحداث. وفي أولى المداخلات من الحضور تحدث الناقد العراقي صالح هويدي عن اشكالية نشر الكاتبة لرواياتها في أوقات متقاربة وقال انها ستخرج ضمن «رؤية واحدة « كما ان كل رواية جديدة تنقص من حظ التي سبقتها في القراءة والمتابعة، ولكن هويدي استدرك قائلا «على ان هذا التراكم يعبر عن جرأة لدى الكاتبة». من جانبه، تحدث الناقد الجزائري رشيد بوشعير عن المرجعية السيكولوجية التي تشتغل بها الكاتبة منذ تجاربها الأولى، وقال «هذه الرواية الجديدة تتأسس على عقدة أوديب فالزوج يتصور فتاة احلامه في صورة أمه» ولفت بوشعير إلى أن الرواية تنطوي على رؤية نقدية لبعض الظواهر الاجتماعية. وتساءل الكاتب الجزائري محمد طلبي عن محاكاة الرواية للواقع وفي هذا الإطار استغرب تناول الكاتبة لظواهر تجاوزها المجتمع الإماراتي الذي بات نموذجاً عالياً للمجتمعات الحضرية في الوطن العربي، فيما اتفق الكاتب الاماراتي محسن سليمان مع الرأي الذي مفاده أن طرح روايات عدة للكاتبة في وقت وجيز قد يخصم من رصيدها في التلقي والتفاعل. وفي تعليقها على المداخلات قالت الروائية التي حصلت على بكالوريوس فلسفة جامعة الإمارات 1985، انها مهتمة برصد الظواهر الاجتماعية وبخاصة في المجتمع العربي الذي تعرفه جيدا، وذكرت انها تواظب على القراءة والكتابة بلا انقطاع حتى تتطور أدواتها وقراءاتها تشمل الأدب والعلوم الانسانية في عمومها وتقول «لقد بدأت بالنقد وكنت أقدم تلخيصات لما اطالعه في بعض الصحف والمجلات».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©