السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الجنرال يفقد بصره في كلباء للمسرحيات القصيرة

الجنرال يفقد بصره في كلباء للمسرحيات القصيرة
2 أكتوبر 2017 23:07
عصام أبو القاسم (الشارقة) تواصلت مساء أمس الأول عروض الدورة السادسة من مهرجان المسرحيات القصيرة الذي تنظمه إدارة المسرح بدائرة الثقافة في الشارقة ويحتضن فعالياته المركز الثقافي بمدينة كلباء، حيث شهد الجمهور في بداية الأمسية مسرحية «استعد» (داخل المسابقة) من تأليف التركي عزيز نيسين، وإخراج شعبان سبيت. ويصورّ العمل، عبر سلسلة من الذكريات لجنرال سابق وقد صار كهلاً وفقد البصر، كيف يتأثر الإنسان ويتغير منظوره للحياة نتيجة لما يصادفه في يومياته المعيشية من أحوال وخبرات؛ فالجنرال الأعمى، الذي يقدمه العرض وهو في نزهة إلى البحر رفقة حرسه الشخصي القديم، الذي بقي معه بأمر إداري برغم انتهاء خدمته، يشعر بالشك في الوجهة التي يسوقها إليها حرسه مستغلاً ضعف نظره. ومن هنا، يبدأ في استعادة أيام عزه حين كان عسكرياً مهاباً، وهو يتذكر ضحاياه والمعارك التي خاضها والنجاحات التي حققها حتى استحق صفته العسكرية الأخيرة، ولكنه أيضاً يتذكر أمه وظروف نشأته الأولى راسماً صورة مزدوجة في وجهها الأول مساره المهني الظافر، وفي وجهها الثاني سيرته الحياتية المعقدة. وفي حلوله الإخراجية اعتمد شعبان سبيت على فضاء شبه خال إلا من حركة الممثلين، وعكست الصيغ التي اقترحها لأسلوب الأداء، على نحو معبر، البعد النفسي لشخصيتي « الجنرال» و» الحارس الشخصي». وجسد سبيت نفسه دور الجنرال، على نحو اظهر تمثله له تمثلاً تاماً. وفي ما يتعلق بالمشاهد الماضوية المضمنة في النص لإضاءة حياة الجنرال السابقة عمد المخرج إلى بناء لوحات تمثيلية «استعادية»، حتى يخفف العرض من ثقله السردي ويعمق مناظره المرئية. أما العرض الثاني الذي شهده الجمهور فجاء تحت عنوان «الاستاذ» (خارج المسابقة) كتبه يوجين يونسكو وأخرجه وشارك في بطولته علي سراج، الذي أشادت الندوة النقدية بجرأته المبدعة. والعرض يسخر من المنطق الذي يحكم انجذاب عامة الناس لبعض المشاهير؛ إذ يبين كيف أن بعضهم يمكن أن يتعلق بأحد «المشاهير» من دون حتى أن يعرفه أو يفهمه، وذلك من خلال شخصية الاستاذ الذي يصدف أنه سيمر بساحة عمومية وما أن يسمع بالأمر المارة حتى يسارعوا إلى أخذ مواقعهم لانتظار مروره، على نحو يُظهره يونسكو عبثياً وبلا معنى. المسرح والعالمية: هيمنة ثقافية أم تواصل حضاري؟ تواصلت فعاليات الملتقى الفكري المصاحب لمهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة، تحت عنوان «المسرح العالمي.. المفهوم وحدوده»، بمداخلة للناقدة المصرية هبة بركات التي قالت إن مصطلح «المسرح العالمي» فضفاض، وإن تعبير «العالمية» ارتبط بالمشهد الثقافي الغربي، مبينة أن النقد الأوروبي كرس كتابات مبدعيه بوصفها «إبداعات خالدة وإنسانية وعالمية» ودفع العالم دفعاً إلى اعتبارها كذلك، وذلك بهدف الهيمنة على المجتمعات الأخرى ثقافياً. من جانبه، ركز المخرج الكويتي نصار النصار على أن الجودة الفنية ومعرفة الآخر هي خطوات لازمة لأي عمل مسرحي يسعى إلى أن يكون عالمياً. فيما ركز رابح هوادف، من الجزائر، على إبراز التأثيرات التي أحدثتها الثورة التكنولوجية العابرة للحدود، على المناظر الجمالية والبنيات التقنية للعرض المسرحي، لتتخلق بيئة مسرحية دولية، متشابهة في جوانب عديدة. أما سفيان عطية ( الجزائر)، فلقد ذكر أن مضامين الأعمال الفنية هي التي تمنحها أبعادها العالمية، بينما قدم حسين نافع (الأردن) نبذة تاريخية حول مفهوم «العالمية» في الآداب والفنون، وذكر أنه لا يعتبر « المحلية» عتبة لـ « العالمية» كما يردد البعض.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©