الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

سلطان القاسمي أسس حالة من التفاعل الثقافي تجاوزت حدود الزمان والمكان

سلطان القاسمي أسس حالة من التفاعل الثقافي تجاوزت حدود الزمان والمكان
15 يونيو 2011 23:30
أقام بيت الشعر بمقره في منطقة التراث بالشارقة القديمة مساء أمس الأول، ندوة تناولت الدور الثقافي لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وجهود الشارقة الثقافية محلياً وعربياً، وخلق التواصل مع الثقافات السائدة في العالم، وهو الأمر الذي جعلها عاصمة للثقافة العربية والإسلامية. وتحدث في الندوة كل من: الإعلامي السوري عبد الوهاب السمّان، والدكتور عمر عبد العزيز مدير النشر بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، والإعلامي التونسي عبداللطيف الزبيدي، وقدمها وأدار الحوار مع الجمهور الدكتور العراقي بهجت الحديثي مسؤول بيت الشعر. وقد استهل عبد الوهاب السمان كلمته بالقول “إن الزعيم الحقيقي هو مَن يرفع بيوتاً لا عماد لها بالكلمة الطيبة وبالتسامح، مثلما فعل ويفعل صاحب السمو حاكم الشارقة مسلِّماً بكل مقولات الحضارة الإنسانية”. ليعود بذاكرته إلى نهاية الستينيات، وإلى ما كانت عليه الشارقة آنذاك، عندما لم تكن شبكة الطرق التي تربطها بالإمارات الأخرى قائمة إلا بعد قيام الاتحاد، ونشأة مؤسسات الدولة بكافة أشكالها، كما تطرق السمان إلى الوضع الثقافي آنذاك، والدور الذي لعبه صاحب السمو حاكم الشارقة في تأسيس البنية التحتية للثقافة حتى قبل توليه الحكم، حيث أشرف على نشأة جريدة الخليج لتكون منبراً ثقافياً، وإذاعة الشارقة التي شاء لها أن تكون حاضنة إعلامية ثقافية. ولفترة ما بعد تولي صاحب السمو مقاليد الحكم، أشار السمان إلى مواصلته جهوده في هذا الاتجاه، حيث أولى اهتمامه لمجالات ثقافية مختلفة، كالمتاحف والمكتبات والمهرجانات بتخصصاتها المتنوعة، وكذلك إسهام معرض الشارقة الدولي للكتاب في أن تصبح الشارقة عاصمة للكتاب العربي، وذلك فضلاً عن إنشاء المساجد ذات الطابع المعماري المميز بهندسته وزخارفه، وكل ما من شأنه أن يمنح المصلي مزيداً من الدعة والخشوع، بحسب ما أشار السمّان الذي ختم بتثمين جهوده في إنشاء حركة مسرحية ضمت مواطنين وعرباً مقيمين، ما جعلها تصبح حركة مسرحية متقدمة عربياً. ومن جهته قال الدكتور عمر عبد العزيز “لقد جعلت جهود صاحب السمو من الشارقة معادلة ثقافية أساسها حالة من التفاعل الثقافي التي تجاوزت حدود الزمان والمكان باستعادة عناصر من التراث العربي والإسلامي من جهة والتفاعل مع التراث الإنساني من جهة أخرى”. وفي هذا السياق، تحدث عبد العزيز عن دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة بوصفها جهازاً ثقافياً يشرف على عدة مؤسسات تشرف بدورها على فعل ثقافي متحول في الزمن وثابت لجهة مقدرته على الحفاظ على الخصوصية فكانت هناك سلسلة من الأنشطة التي تعبر عن هذه الرؤية، وكل التفريعات المرتبطة بها. ثم تحدث عن تجربة شخصية فأشار إلى أن الدائرة كانت تصدر خمسة كتب سنوياً عند إنشائها، أما الآن فما يتم إصداره يزيد على المائة كتاب، فضلاً عن المطبوعات الدورية وسواها من إعادة نشر أبحاث مهمة، يتم تداولها أثناء الملتقيات والمؤتمرات الثقافية التي تقيمها الدائرة، مؤكداً أن القائمة طويلة من الأنشطة المحكومة لآليات عمل تعيد نفسها عبر هذه الرؤية بطريقة بسيطة. كما تناول عبد العزيز الجوائز التي تمنحها الشارقة محلياً وعربياً، ودورها في العمل على تحفيز استبصار واستكشاف آفاق الثقافة العربية، ما جعل آفاق الثقافة العربية جديدة ومختلفة على الدوام، حيث الشارقة منبر هذه الآفاق. ورأى أن هذا النوع من الأنشطة الذي تشرف عليه الدائرة فتح الباب للحضور الفردي والتفعيل الإيجابي لهذا الحضور الذي لم يكن ليحدث لولا الاختيار لما هو فاعل ثقافياً وفكرياً في التاريخ الذي هو هاجس موصول بالمعرفة، ويشكل جوهر الرؤية الثقافية لدى صاحب السمو حاكم الشارقة، حيث بوسعنا أن نستلهم أهمية الحالة الثقافية المتقدمة كدالة كبرى على الحراك التاريخي للمجتمع، إذ تشكل منظومة متكاملة ترسخ من فكرة المكان، عندما يكون تعبيراً عن دلالات كبرى، بحسب ما ذكر الدكتور عمر عبد العزيز. كما تحدث عبد اللطيف الزبيدي عن استشراف مستقبل الثقافة العربية بدلالة الشارقة وبوصف هذا الاستشراف حلماً أو فكرة تمتد على مدى العالمين العربي والإسلامي مبيحاً الانطلاق من فرضية مفادها هذا التساؤل: مَن يملك إحصائية عن عدد المثقفين في بلاده؟ ليقدم أرقاماً عن أعدادهم إسلامياً في إطار مقاربات إحداها متفائلة والثانية متوسطة التفاؤل، أما الأخيرة فكانت مقترحاً.ليخلص من محاولة الاستشراف هذه بأنه مهما بلغ الرقم، فإن حلمه الذي من الممكن تحققه يتمثل في خلق مؤسسة تكون جامعاً لهؤلاء المثقفين وتعرفهم بجهود بعضهم بعضاً مؤكداً أن الحركة الثقافية في الشارقة متميزة بفضل أنها قد أرسيت على أسس ثقافية، غير أن خلق مثل هذه المؤسسة يمنح هذا الحراك الثقافي بعداً آخر يحتاج إليه العالم العربي والإسلامي.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©