الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الاستيطان يبدد حلم الدولة الفلسطينية

14 يونيو 2013 00:21
بروقين (وفا) - يلف ضباب البحر الكثيف المشهد وراء التلال ويحجب الرؤية عن الساحل الفلسطيني وبعض البنايات العالية التي يمكن لأي مستوطن يهودي أن يشاهدها إذا اشرع نافذته على الصباح البحري لإسرائيل. لكن شروق الشمس على جبال الضفة الغربية، يوضح العمل المتواصل لإقامة المزيد من المباني الاستيطانية. وعبر التلال المؤدية إلى محافظة سلفيت، التي يتجاوز عدد المستوطنات اليهودية فيها عدد القرى الفلسطينية، تقود الشوارع المتداخلة الموصلة إلى المستوطنات إلى نتيجة هي: انحسار حظوظ الفلسطينيين في إقامة دولتهم إذا استمر التوسع الاستيطاني. في سلفيت، القريبة من حدود الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1948، يسوي المستوطنون رؤوس الجبال لبناء المزيد من المباني. لكن في بروقين غرب سلفيت يقول سكان إن إسرائيل سرعت من استغلال الأراضي المحيطة بقريتهم لتوسيع مستوطنة «بروخين». ومن نافذة المجلس البلدي، يمكن لأي زائر أن يستطلع كيف تضيع القرى الفلسطينية المحاطة بزحام البناء الاستيطاني. وقال رئيس المجلس المحامي نافذ بركات «إنهم يجهزون على ما تبقى من أرض. الحياة أصبحت مستحيلة وسط هذه المستوطنات». وقال عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» محمد اشتية إن الاستيطان يقتل «حل الدولتين» ويحول من دون إقامة دولة فلسطينية مستقلة ضمن حدود عام 1967. ويظهر ذلك على أرض الواقع جلياً، إذ يتواصل البناء في عدد من المستوطنات. فقريباً من بروقين، يظهر عمال يعملون بجد على تشطيب بنايات جديدة في مستوطنة «عالي زهاف». وقال بركات «لم يتوقفوا أبداً عن البناء. لا حاجة إلى أن يعلنوا عن ذلك»، فيما كان يحاول قياس المساحة المتوقع أن يتم البناء عليها مقابل قريته. وثمة عدة كيلومترات مربعة ستكون جاهزة منذ الآن للبناء وتوسيع «بروخين». ويبدو أن البناء على أرض الواقع يقوض أي أمل في إقامة كيان جغرافي فلسطيني غير مشوه وغير مقطع الأجزاء، كما أبلغت القيادة الفلسطينية رعاة عملية السلام المتوقفة منذ أواخر عام 2010 بسبب الاستيطان. يتحدث السكان في سلفيت عن «أمل ميت» في الاحتفاظ بأرضهم القريبة من المستوطنة الجاري توسيعها، وقد خسروا خلال العقود الماضية نحو 8 آلاف دونم من أراضيهم تحولت إلى مستوطنات. وقال بركات «استولوا في بداية الأمر على رؤوس الجبال وواصلوا الامتداد وانتشروا». ويؤكد سكان بروقين ان التوسع الجديد سيصل إلى حدود منازل القرية مباشرة. وقال حمد خاطر «عندما استولوا على أرضي، شقوا فيها طريقاً ووضعوا برجا للمراقبة وباشروا البناء». ففي بروقين وغيرها من القرى يسري تشاؤم مخيف من تبدد حلم الخلاص من الاستيطان. وقال بركات «مع كل واجهة جديدة تبنى في المستوطنات نفقد الأمل أكثر». في الصباح، تتوفر فرصة للاستمتاع بالأجواء اللطيفة على الساحل الممتد على طول الغرب، لكن مع مرور الساعات التي يتواصل فيها العمل ببناء المستوطنات، تكتظ مفارق الطرق بسيارات المستوطنين الذين يسيطرون على أراض جديدة من المفترض أن تكون قواعد جغرافية للدولة الفلسطينية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©