الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

عبدالله صالح: توافر الفرجة الراقية شرط لإقبال الجمهور على المسرح

عبدالله صالح: توافر الفرجة الراقية شرط لإقبال الجمهور على المسرح
20 يناير 2014 00:54
عبدالله صالح، أحد الفنانين الإماراتيين، الذين كرسوا حياتهم للفن، منذ بداياته الأولى في المسرح الشعبي بدبي عام 1978، فتعددت مشاركاته المسرحية والتلفزيونية والإذاعية، وتجاوزت سبعين عملاً ما بين التأليف والإخراج والتمثيل والغناء، وصدر له نحو من ثلاثين كتاباً، من ضمنها اثنان وعشرون مسرحية، وسبعة كتب في مجال البحث في المسرح والتراث الإماراتي، وله ثلاثة ألبومات غنائية، وغنى قصائده العديد من الفنانين الإماراتيين والخليجيين. مهرجان المسرح العربي «الاتحاد» التقته على هامش الدورة السادسة لمهرجان المسرح العربي في الشارقة، الذي اختتم الخميس الماضي، حيث قال عن انطباعاته عن العروض المتنافسة في المهرجان، إنها جيدة من دون شك، وترفد رصيد المسرح العربي بإبداعات جديدة، تسهم في تعزيز الثقافة المسرحية بقيمها الجمالية والفنية، مبدياً إعجابه بمجمل العروض المتنافسة، رغم بعض الملاحظات، التي يمكن أن تقال حول هذا العرض أو ذاك، حسب تعبيره. المسرح الإماراتي وفي رده على سؤال حول مستقبل المسرح الإماراتي، وما إذا كانت رسالته الجمالية والفنية تصل إلى المجتمع أم لا؟ قال إنها تصل إلى حد ما. خلال أيام المهرجانات والمواسم المسرحية، ملاحظاً، تعدد هذه المناسبات في الإمارات، مثل مهرجانات «أيام الشارقة المسرحية»، و«مسرح الشباب»، و«المسرح الخليجي» و«مسرح الجامعة»، و«مسرح الطفل» و«المينودراما». وأكد أنه خلال هذه الفترة «نشعر كمسرحيين» بأن الجمهور يتفاعل مع المسرح؛ ولكن صالح قال: «إن الإعلام مقصر سواء على مستوى عرض المسرحيات المحلية، أو على مستوى الترويج والدعاية لها». المسرح والمجتمع أما بخصوص انعدام تأثير الفن المسرحي على المجتمع بشكل عام، فعزاه الفنان عبد الله صالح لأسباب عدة، وقال: « في مقدمتها، إصرار القائمين على تنظيم المهرجانات المسرحية، على استقبال الأعمال النخبوية الفصحى وتشجيعها، أكثر من العروض الشعبية العامية، ما يساهم في تراجع إقبال الجمهور عليها، وغياب الحضور يقود إلى غياب التأثير، بالإضافة إلى محدودية الدعم المادي، ومن دون أن ننسى أن الثقافة العامة بالمسرح في المجتمع الإماراتي ما زالت ضحلة نسبياً قياساً بالمجتمعات العريقة بالفن المسرحي، كذلك غياب التخطيط الرسمي في تعميم الثقافة المسرحية، كما كان عليه الحال منذ بداية السبعينيات وحتى منتصف الثمانينيات من القرن العشرين، إذ فجأة غاب المتخصصون المتفرغون عن التأهيل المسرحي من وزارة الثقافة دون معرفة السبب، أضف إلى ذلك أنه في العقدين الأخيرين جنح معظم المسرحيين إلى اقتباس النصوص الغربية المترجمة، دون الوعي الحقيقي بقيمتها الفنية وحساسية المتلقي المحلي، ما جعل الجمهور يبتعد عن المسرح عموماً». القطاع الخاص وعندما سألناه عن سبب إحجام القطاع الخاص عن الإنتاج المسرحي؟ قال: «هناك بعض المحاولات مثل تجربة سلطان النيادي وأحمد الجسمي، بالإضافة إلى منتجين عرب وخليجيين». ويضيف «لكن معظم هؤلاء يصطادون النجوم من المسرح ليقدموهم في التلفزيون مضمون الربح»، مستثنياً من ذلك «نادي تراث الإمارات» الذي تعمل هيئته على اختيار مجموعة من العروض في مسرح الطفل. بالإضافة إلى خمسة أو ستة أعمال يتم اختيارها عن طريق جمعية المسرحيين وبدعم من مؤسسة سلطان العويس الثقافية لعرضها جماهيرياً وبشكل مجاني. أما بالنسبة إلى مدى إقبال الجمهور على العروض الخاصة. فأكد الفنان عبدالله صالح أن الجمهور المحلي يقبل على العروض التجارية، إذا توافرت بها شروط المتعة الراقية على المستويين الفني والجمالي، وهذا الأمر حصل مع أحمد الجسمي، حيث حول مسلسل «غريب عجيب» إلى مسرحية بعد عامين على عرضه تلفزيونياً، ولاقت المسرحية نجاحاً مقبولاً، حيث قدمت من عشرين إلى ثلاثين عرضاً برسوم وصلت إلى خمسمائة درهم ثمناً للتذكرة الواحدة. فنان في الليل وموظف في الصباح وختم الفنان عبدالله صالح بشيء من الحسرة، عندما قال: «عندما نتحدث عن عقبات أو عثرات، علينا أن نأخذ بالاعتبار أن الحديث يجري عن فنان بالليل وموظف في الصباح، لأن لقمة الفنان المسرحي الحقيقية مرتبطة بالوظيفة، أنا مثلاً أعمل بالمسرح منذ عام 1978، ومع ذلك دخلي بالعام لا يوازي دخل لاعب كرة في الشهر»، وأضاف متذكراً البدايات مع زملائه الرواد بقوله: «بدأنا نعد الديكور في المسرح بأيدينا، ونعد الأصباغ ونلون الدعاية في الشارع بأنفسنا، وكل ذلك على حساب راحتنا الشخصية، ومع ذلك لم تتح لنا الفرصة للتفرغ لجيلنا، راجين أن يؤخذ هذا الأمر في عين الاعتبار في الآتي من الأيام». أما عن مستقبل المسرح في الإمارات، قال صالح، إنه يستبشر خيراً بالجيل القادم، حيث بدأ الإيمان بأهمية المسرح يكبر ويتزايد على مستوى الدولة، ويمكن اعتبار شمعة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة رئيس الهيئة العربية للمسرح، هي أكبر دليل على هذا التفاعل، مضيفاً «وفي الحقيقة، فإن صاحب السمو الشيخ سلطان ليس متنفسنا فقط، وإنما نعود إليه في كل صغيرة وكبيرة، وبالتالي جيل الشباب متوافر لهم في المرحلة الحالية كل شيء، أفضل مما كان لنا في السابق، وخاصة على المستوى التقني، الذي يختزل الكثير من المتاعب، التي كنا نتصدى لها بأيدينا».
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©