«كنا على ثقة بأن مشروع إفطار الصائمين عن روح الراحل الكبير الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله في رحاب مركز جامع الشيخ زايد الكبير، بأنه لن يقل نجاحاً واستقطاباً عن ما شهدناه خلال الشهر الكريم»، بهذه الكلمات عبر الدكتور علي بن تميم، رئيس مجلس إدارة مركز جامع الشيخ زايد الكبير، عن سعادته بنجاح الفعّالية الرمضانية التي استضافها الجامع طوال أيام شهر رمضان المبارك، والتي وصل عدد مرتاديها إلى أكثر من 700 ألف صائم، احتضنتهم باحات الجامع الكبير في أفق التعدد والتنوع الثقافي والثراء الروحي الذي يعدّ جامع الشيخ زايد الكبير من رموزه الكبرى في دولة الإمارات العربية المتحدة. فكان حجم الحضور اليومي وشموله مختلف الجنسيات، تعبيراً بليغاً عن ذلك، خصوصاً وأن الإفطار اليومي قد تحول إلى مناسبة للتلاقي الاجتماعي والروحي على مستويات أخرى تتجاوز الموائد الرمضانية وحدها، إلى ندوات ومحاضرات ودروس قرآنية وغيرها من الفعاليات المتكاملة التي تعكس دور الجامع كملتقى ثقافي إنساني يجمع حوله شتى أطياف المجتمع الإماراتي من مقيمين ووافدين من مختلف الأعمار والأجيال.
وفي هذا السياق يشير د. علي بن تميم إلى حجم الحضور الشبابي في فعاليات هذا الشهر الفضيل، «والذي لم يتمثّل في الحضور الشبابي المميز بين جمهور المفطرين فحسب، بل أيضاً من خلال عشرات المتطوعين ممن رغبوا في التعبير عن روح التآزر الاجتماعي والإنساني لديهم، وأيضاً عن التفافهم حول الجامع الرمز الذي يحمل اسم الوالد المؤسس والراحل الكبير، إذ كما قال كثيرون منهم مجرد أدائهم هذه الخدمة التطوعية الإنسانية في رحاب مركز جامع الشيخ زايد الكبير أضفى على عملهم المزيد من البهجة والحماسة وروح التضامن والإخاء». ويذكر أن أكثر من 300 متطوع عملوا طوال الشهر الفضيل على خدمة المفطرين ومساعدتهم من خلال خطة عمل مدروسة تستفيد من طاقة هؤلاء المتطوعين في الوقت الذي تفسح فيه المجال للتفاعل فيما بينهم والتلاقي حول الأهداف المراد تحقيقها من خلال هذه الإفطارات الجماعية.
ولعلّ من العناصر التي ساعدت على نجاح مشروع إفطار الصائمين في المركز، هو التنظيم الكبير الذي شهدته، والذي يبدأ بالحافلات المجانية التي أقلت المفطرين إلى باحات الجامع الكبير، ويستمر مع مساعدة آلاف الصائمين المتدفقين إلى الموائد الرمضانية، على الحركة في المكان بما لا يسبب لهم الإجهاد أو الإرباك، ولا يحدث فوضى في أروقة الجامع وميادينه المتعددة. وقد سهّل هذا التنظيم إقامة العديد من الفعاليات الإضافية مثل المحاضرات والدروس الدينية التي تخللت صلاة التراويح وحلقات تدريس القرآن للناشئة بين عمر 8 و13 عاماً، وغيرها من الفعاليات.
عن هذا النجاح الكبير الذي حققه مشروع إفطار الصائمين عن روح المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، يقول د. علي بن تميم أخيراً، «يشجعنا ويزيد من عزيمتنا وحماستنا لتنظيم المزيد من الفعاليات مستقبلاً، خاصة مع تحوّل الجامع أكثر فأكثر إلى وجهة حقيقية يتجه إليها الناس ناشدين من خلالها عيش تلك القيم الروحية والثقافية السامية، قيم التنوع والتعدد والتسامح، التي يجسدها مركز جامع الشيخ زايد الكبير خير تجسيد، ويشكر مركز جامع الشيخ زايد الكبير جميع الدوائر والهيئات الحكومية على تعاونهم في إنجاح مشروع إفطار الصائمين، ويخص بالذكر هنا القوات المسلحة ووزارة الداخلية ودائرة النقل و«الهلال الأحمر» والبلدية وشركة أبوظبي للتوزيع وهيئة الأوقاف وجميع المؤسسات الإعلامية.
عدد اليوم
