الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الروس يتحدون الغرامات ويتظاهرون ضد النظام

الروس يتحدون الغرامات ويتظاهرون ضد النظام
13 يونيو 2012
موسكو (وكالات) - شارك عشرات آلاف المحتجين في مسيرة مناهضة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو أمس وهتفوا “روسيا ستكون حرة” رغم التهديدات بفرض غرامات ثقيلة عليهم يمكن أن تصل في بعض الأحيان إلى راتبهم السنوي، وفي تحد للمداهمات التي طالت منازل قادة المعارضة الروسية أمس الأول. وسارت الحشود التي كانت ترفع الأعلام الروسية في شوارع موسكو انطلاقا من ساحة بوشكين عند بدء المسيرة، وقدرت الشرطة أعدادهم بنحو 18 ألف متظاهر. وقللت سلطات المدينة بشكل كبير من أعداد المشاركين في تظاهرات سابقة. إلا أن قائد المعارضة سيرجي ادالتسوف قدر عدد المتظاهرين بأكثر من 100 ألف متظاهر، رغم أن مراسلي وكالة فرانس برس في الموقع قالوا إن العدد لا يتعدى عشرات الآلاف. وهتف بعض المتظاهرين بشعارات مثل “روسيا بدون بوتين” وحملوا رموزا ساخرة ميزت الجو الفكاهي للاحتجاجات التي عمت موسكو هذا الشتاء. وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس أنه لن يدع اضطرابات اجتماعية تؤدي إلى إضعاف روسيا. وقال بوتين في حفل استقبال لمناسبة العيد الوطني الروسي “كل ما يضعف روسيا ويقسم المجتمع غير مقبول بالنسبة إلينا.. أي قرار أو إجراء يؤدي إلى تقلبات اجتماعية واقتصادية غير مقبول”. وأضاف “كل ذاكرتنا السياسية الوطنية تثبت ذلك”. وتابع “في بلد شاسع ومتعدد الاتنيات مثل روسيا، فإن المبدأ الجوهري هو التطور التدريجي”. وغاب عن المسيرة جميع قادة الاحتجاجات تقريبا نظرا لأنهم قيد التحقيق بعد أن احتجزتهم السلطات في سعيها لوقف المسيرة. وتعد هذه أول احتجاجات حاشدة تجري بعد أن تمكن الحزب الحاكم من دفع البرلمان إلى إقرار قانون يرفع قيمة الغرامات على المحتجين إلى 300 ألف روبل (9000 دولار) وهو ما يساوي أجر الروسي العادي لمدة سنة. وتأتي هذه المسيرة التي سيعقبها تجمع، بعد يوم من مداهمات قامت بها الشرطة لمساكن عدد من قادة المعارضة في إطار تحقيق جنائي في أعمال العنف في تظاهرة سابقة. وقام رجال الأمن بكسر أبواب منزل المدون المناهض للفساد اليكسي نافالني، وقائد حركة تضامن ايليا ياشين، ومقدمة البرامج الشهيرة كسينيا سوبتشاك التي انتقلت إلى المعارضة. واستهدف كذلك في المداهمات زعيم جبهة اليسار سيرجي اودالتسوف، اليساري المتطرف الذي أضرب عن الطعام عدة مرات احتجاجا على اعتقاله. ورد المتظاهرون الثلاثاء على الأساليب القاسية التي تتبعها السلطات بملصق كتبوا عليه “لا لـ 1937” في إشارة إلى حملة القمع التي شهدتها روسيا في عهد الزعيم السابق جوزف ستالين، ولافتة كتب عليها “أوقفوا القمع، أنتم تحولوننا إلى ثوريين”. وأفرج عن نافالني وياشين وسوبتشاك بعد التحقيق معهم من قبل لجنة التحقيق صباح أمس. وقال فلاديمير ماركن المتحدث باسم لجنة التحقيقات إن “المحققين يريدون معرفة دور هؤلاء في تنظيم التظاهرة الحاشدة يوم 6 مايو”. وأضاف لاحقا إنه جرى التحقيق مع قادة الاحتجاجات على أنهم شهود عيان وليس مشتبه بهم في الاضطرابات. وتتعلق التحقيقات بالمعارك الدموية التي اندلعت بين شرطة مكافحة الشغب والحشود التي كان معظمها من الشباب أثناء تجمع في موسكو عشية تنصيب بوتين رئيسا للمرة الثالثة في السابع من مايو. وأثارت مشاهد رجال الشرطة وهم يحملون الهراوات ووراءهم مبنى الكرملين، غضب الحكومات الغربية، ووجهت صفعة لبوتين في اليوم الذي عاد فيه إلى السلطة بعد أربع سنوات من عمله رئيسا للوزراء في ظل الرئيس السابق ديمتري مدفيديف. ورفض اودالتسوف مذكرات استدعاء للتحقيق معه، وشارك في المسيرة بدلا من ذلك، وقال إنه يتوجب عليه المشاركة لأنه أحد منظمي المسيرة. وقال في بداية المسيرة وقد بدا شاحبا بعد اعتقاله عدة مرات مؤخرا “سأذهب للتحقيق طواعية وسأجيب عن جميع الأسئلة”. ودفعت المداهمات التي قام بها شرطيون مسلحون بالبنادق صباح أمس الأول على منازل قادة المحتجين، بمستشار بوتين لحقوق الإنسان ميخائيل فيدوتوف إلى التحذير من قمع المتظاهرين. وقال “اعتقد أنه من أجل الانسجام الاجتماعي والإصلاحات السياسية والتحديث، فإن هذا هو اسوأ ما يمكن أن يحدث. وصرحت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فكتوريا نولاند للصحفيين إن واشنطن “قلقة للغاية من المضايقات التي يتعرض لها رموز المعارضة السياسية الروسية عشية التظاهرات المزمعة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©