الرئيس الباكستاني ينفي ضلوع حكومته في اغتيال بوتو

إسلام آباد - وكالات الأنباء: نفى الرئيس الباكستاني بشدة أمس ادعاءات بأن حكومته دبرت حادث اغتيال زعيمة المعارضة بنظير بوتو، وانتقد تنظيف موقع الجريمة بعد وقوع الاغتيال· وبينما تراجعت حدة الأزمة السياسية في باكستان غداة إعلان إرجاء الانتخابات التشريعية وطلب المساعدة الأجنبية في التحقيق حول اغتيال بوتو، وأعلن الجيش الباكستاني عن اعتقال 52 متشددا في وادي سوات· وقال مشرف في خطاب وجهه إلى الأمة ونقله التلفزيون إنه لا توجد أي محاولة للتستر على اغتيال بوتو وإن الصحافة الغربية تتحامل على باكستان بوصفها غير مستقرة، مشيرا إلى أن ترسانة بلاده النووية آمنة تماما· وقال مشرف في رده على سؤال حول ما إذا كانت أيدي حكومته ملوثة بدماء بوتو ''أنا لست إقطاعيا، ولست قبليا، لقد نشأت في أسرة مثقفة ومتحضرة جدا تؤمن بالقيم، والمبادئ، ولا تؤمن بقتل الأشخاص والاغتيال والخداع''، مشيرا إلى أن المتشددين المرتبطين بحركة ''طالبان'' وتنظيم ''القاعدة'' حاولوا اغتياله· وأكد ''لقد جرى تحذير بوتو باستمرار من وجود تهديدات من متشددين''· وأكد ''لا أعتقد إن الحكومة أو أجهزة الاستخبارات حاولت إخفاء أسرار حول اغتيال بوتو''، مضيفا أنه ''غير راض تماما عن التحقيق'' الجاري· وتطرق للمرة الأولى الى التقارير التي اشارت الى انه تم تنظيف مسرح الجريمة بسرعة بعد وقوع الاغتيال، فقال ''لست راضيا تماما، انني اتقبل ذلك، وأشاطركم الرأي حول تنظيف مسرح الجريمة''، لكنه استدرك ''انني متأكد من أنهم لم يقوموا بذلك بنية إخفاء أسرار أو أن تكون الاستخبارات أمرتهم بإخفائها''· وأكد أن فريق شرطة سكوتلانديارد البريطانية سيصل ''قبل نهاية الاسبوع''، لمساعدة المحققين الباكستانيين في التحقيق بالاغتيال مشيا مع طلب المعارضة، موضحا انه يضم خبراء من الشرطة الجنائية ''ليسد الثغرات التي نعاني منها في مجال الطب الشرعي''· وأضاف أنه أمر بنشر الجيش والقوات شبه العسكرية والشرطة في السند من الآن فصاعدا وحتى بعد إجراء الانتخابات التشريعية في 18 فبراير المقبل للتصدي للمخربين· وأكد أن باكستان تعيش مأساة حقيقية خلفتها أعمال العنف التي طالت جميع مرافق الحياة بسلب ونهب البنوك والمحلات التجارية وإحراقها وتدمير واحراق محطات الوقود والقطارات، مما عطل حركة المواصلات في أنحاء مختلفة من باكستان عدا عن مساعدة السجناء على الفرار· وذكر أنه طلب من رئيس مجلس الوزراء تشكيل لجنة لتقييم الخسائر وتعويض المتأثرين وتحديد هوية العناصر المخربة ومحاكمتها· وحول تأجيل موعد الانتخابات البرلمانية قال ان لجنة الانتخابات قررت عقدها في 18 فبرايرالمقبل معتمدة في قرارها على ما خلفته اعمال العنف من تخريب مراكز الاقتراع في اقليم السند، وأكد أيضا إنه يريد انتخابات حرة وعادلة وشفافة وسلمية· ودعا الى تعاون الجميع لمحاربة الارهاب مناشدا وسائل الاعلام الى تعرية ادعاءات بيت الله محسود قائد الميليشيات في وزيرستان، وفضل الله الذي يتزعم حركة نفاذ الشريعة في سوات· وفي السياق بدأت الازمة السياسية في باكستان تتراجع فيما يبدو في الوقت الذي تتطلع فيه الاحزاب للانتخابات التي يتوقع ان يحقق فيها حزب الشعب الباكستاني مكاسب أكيدة· ولم تحدث احتجاجات وتراجعت احداث العنف· أمنيا، أعلنت قوات الأمن الباكستانية اعتقال 52 شخصا موالين لمتشددي حركة ''طالبان'' باكستان في إقليم وادى سوات المضطرب· وذكر بيان للجيش الباكستاني إن قوات الأمن تمكنت من اعتقال 52 شخصا يشتبه في انتمائهم للجماعات المتشددة خلال عمليات تمشيط في منطقة شاكاردارا بوادي سوات صباحا· من ناحيته، أعلن تنظيم حركة ''طالبان'' باكستان أنه قرر تمديد المهلة الممنوحة للحكومة الباكستانية لسحب قواتها من إقليم سوات حتى 5 يناير الحالي، وقال مولوي عمر المتحدث باسم حركة ''طالبان باكستان'' إنه إذا لم توقف الحكومة الباكستانية عملياتها العسكرية في المنطقة فإن الحركة ستهاجم الحكومة في كل أنحاء باكستان وستكون حربا شاملة·