الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«يوم الابتكار الهندسي».. إبداعات تواكب العصر وتخدم المجتمع

«يوم الابتكار الهندسي».. إبداعات تواكب العصر وتخدم المجتمع
15 يونيو 2013 13:55
تحفز جامعة خليفة طلابها على الابتكار وترسم لهم الخطوات الأولى التي تحدد مسارهم المهني، من خلال حثهم على ابتكار وتقديم مشروعات تخرج موسومة بلمساتهم الخاصة التي تبرز مواهبهم في مجال التكنولوجيا والطاقة المستدامة، والهندسة، والاتصالات، والعديد من المجالات البحثية التي تبث فيهم روح العمل الجماعي، وما من شك في أن المشروعات التي قدموها في «يوم الابتكار الهندسي»، بإحدى قاعات الجامعة في أبوظبي، مثلت لهم فرحة خاصة، فهم باكورة الجامعة، وأول دفعة تتأهب للتخرج، خاصة أن أغلبهم شارك في معارض محلية ودولية وبأفكار مبتكرة، ومشروعات مبشرة، تعبر عن حجم الجهد المبذول. (أبوظبي) - استقطبت مشروعات التخرج الطلابية بالجامعة العديد من الزوار الذين حرصوا على متابعتها والتحاور مع مقدميها حول مدى فاعليتها وطرق عملها، وكيف اشتغل عليها الطلاب حتى وصلت إلى هذه الدرجة من الاكتمال، واللافت في الأمر أن الطلاب كانوا في أعلى درجات النشاط والحيوية، وكانوا يجيبون عن الاستفسارات الموجهة إليهم بوضوح وتمكن في الوقت نفسه، مما قدم صورة طيبة عن هؤلاء الشباب الذين يملأهم الطموح في أن تجد مشروعاتهم وابتكاراتهم رواجاً في المجتمع، إذ إنهم اشتغلوا عليها من أجل أن يستفيد منها الناس، وتواكب التطورات الحضارية على الرغم من أنهم في أول الطريق. إنجاز علمي في مشهد يدعو إلى الدهشة يلتف عدد من طلاب جامعة خليفة في حلقات حول مشروعات تخرجهم، وخلف كل مجموعة لوحات تشرح ماهية هذه المشروعات، وكان الجميع في حركة متصلة من أجل إبراز الابتكارات التي أخذت منهم جهداً ووقتاً وفكراً، وعن هذه العروض الطلابية اللافتة، يقول نائب الرئيس الأول للبحوث والتطوير بجامعة خليفة الدكتور محمد إبراهيم المعلا: «يوم الابتكار الهندسي» يستعرض فيه الطلاب مشروعات تخرجهم، وكأنهم يحتفلون بإنجازاتهم التي اشتغل بعضهم عليها لمدة فصل دراسي كامل أو لمدة عام تقريباً، واللافت أن هذه المشروعات لم تكن عادية ينهي بها الطالب المرحلة الجامعية، لكنها قدمت ابتكارات حقيقية وأفكاراً جديرة بالالتفات إليها، فهي ثمرة عمل متواصل لتصل كل مجموعة في النهاية إلى إنجاز علمي يدعو إلى استثماره حتى لا تكون الدراسة الجامعة مجرد مناهج وتدريبات عملية، إذ إن الفرحة الحقيقية لا تكتمل إلا بتقديم فكرة مختلفة وعمل يخدم المجتمع وأفراده. ويضيف: جامعة خليفة تركز دائماً على أن يتخرج طلابها وهم على مستوى علمي يؤهلهم إلى خوض غمار سوق العمل بجدية، بحيث ينفذ كل دارس ما تلقى من علوم بالجامعة على أرض الواقع، ويحاول أن يضيف لما تعلم من هنا، ونستطيع أن نقدم أجيالاً تنتج وتتفاعل مع العصر وتتوافق مع مجريات التكنولوجيا الحديثة حتى تنمو لديهم ملكة الاختراع وتتطور شيئاً فشيئاً، ويوماً بعد يوم يجد الطالب نفسه متحفزاً لمواصلة العمل بأفكار تتجدد وفق المتغيرات التي تشهدها الساحة العالمية في الوقت الحالي، وهذه ليست مهمة سهلة على الإطلاق، لأنها تتطلب دارساً من نوع خاص. رعاية الموهوبين وحول الدعم الذي تقدمه الجامعة لطلابها، يوضح المعلا أن جامعة خليفة ترعى الموهوبين، وتهتم به، وتشجعهم على الابتكار، وتبث فيهم روح التعاون مع بعضهم بعضاً، فالمشروعات التي عرضت اليوم اشترك فيها مجموعات من الطلاب، كل قدم أفكاراً وتصميمات، في إطار من العمل الجامعي الذي يدعم بعضه بعضاً، ويذكر أن الجامعة ترعى الطلاب المتميزين عبر برامج الماجستير والدكتوراه وبرنامج الشيخ محمد بن زايد لمنح الدراسات العليا للمواطنين، «بحوث»، التي تقدم رواتب شهرية للطلاب المواطنين ويتحمل البرنامج أيضاً التكاليف الدراسية خارج الدولة، فضلاً عن امتيازات أخرى عديدة. ويشير إلى أن جامعة خليفة لديها برنامج مشابه للطلاب الوافدين يساعدهم على تزويد مهارتهم في البحث العلمي، وتوفير متطلباتهم العلمية، وتغطية مصروفات الماجستير والدكتوراه، ومساعدتهم في إتمام مشروعاتهم العلمية بخاصة المتفوقين منهم، فضلاً عن الجامعة، بشكل عام، تدعم مشروعات التخرج، من أجل تنمية روح الابتكار، وتشجيع الطلاب على تقديم أفكار جديدة. الطاقة البديلة منذ اللحظة الأولى لحضور الطلاب والطالبات إلى الجامعة، وغادة شوبير التي تدرس في قسم هندسة الاتصالات بجامعة خليفة فرع الشارقة، تحاول أن تهيئ المكان لمشروع تخرجه، وراحت تتشاور مع زميلاتها نورهان يحيى، وفاطمة عدلي، وروان الكرد، ورولا مهايني، اللواتي اشتركن معها في تنفيذه، عبر فصل دراسي كامل، وتذكر أن مشروع التحكم اللاسلكي باستخدام الطاقة الشمسية فكرته نبعت بعد تأمل عميق في كيفية استخلاص طاقة طبيعية من الشمس، لذا حرصت على وضع جهاز التحكم الذي يخزن الطاقة في إطار زجاجي، وحين يستقطب هذا الجهاز أشعة الشمس تغلي المياه الموجودة، فيخرج البخار، ومن ثم يحرك التربين الذي ينتج الطاقة. وتشير إلى أن أهم ما يميز هذا المشروع أنه غير مكلف، وهو يساعد في استخلاص طاقة نظيفة وبطريقة سهلة. وتقول: لكوني أدرس في مجال الاتصالات الهندسية فقد وجدت أن هذا المشروع سيقدم خدمة للمجتمع، خاصة أن العالم كله يتجه في الوقت الحالي نحو الطاقة البديلة، ويكفي أن الجهاز الذي ابتكرته مع زميلاتي في الجامعة يمكن تشغيله عبر «البلوتوث»، وأحرزنا المركز الأول عن هذا المشروع في مسابقة نظمتها جامعة زايد في دبي، والمركز الثاني في مسابقة نظمتها أيضاً جامعة الإمارات حول الطاقة الشمسة. بصمة الوجه وفي ركن آخر، وقف ناصر الرابحي يتابع جهاز الكمبيوتر الخاص به، والذي يعرض من خلاله مشروعه الذي حمل عنوان «نظام التعرف إلى الأشخاص عن طريق ثلاثية الأبعاد»، ويذكر أن هذا المشروع تحديداً شغله كثيراً، خصوصاً وأن النظام الموجود في المطارات، وفي بعض الأماكن الحيوية التي تعتمد على أجهزة لكشف بصمة الوجه بها بعض العيوب التي لا تظهر صورة الأشخاص بالدقة التي توصل إليها عبر التقنية الجديدة التي ابتكرها مع أحد زملائه في الجامعة، هو على الحمادي، ويشير إلى أنه وضع تصميماً للفكرة، ثم اشتغل عليها إلى أن توصل لهذا التطبيق، إذ إنه غير مستخدم في الإمارات، ويتمنى أن يتم تعميم مشروعه في المواقع المهمة بالدولة، حيث إن مكونات المشروع كاميرا ثلاثية الأبعاد وجهاز كمبيوتر، فضلاً عن الجهاز مشبع ببرنامج عليه بيانات متكاملة، ويتعامل مع وجوه الأشخاص بتلقائية وسلاسة. طائرة إماراتية من أمام نموذج لإحدى الطائرات المحلية الصنع، تابع عدنان سالم عبيد، يدرس في قسم هندسة الطيران، هذا الابتكار الذي شارك فيه مع زملائه بالجامعة، خليفة التميمي، وسعود المزروعي، وعلى العلي، وهاشم الأغا، ويوسف المرسي، وعبد الله المالكي، وإسماعيل المرزوقي، وحنان الحوسني، وفاطمة الخوري، وهند المهيري، وعائشة المهيري، وفاطمة اللحسني، في مسابقة تتبناها منظمة أميركية بشكل سنوي، وذلك منذ عامين، وهناك أدى ثلاث مهام، الأولي تحريك الطائرة لمدة ثلاث دقائق لمعرفة مدى توازنها، والثانية تثبيت صاروخ في المنتصف وتحريك الطائرة مدة زمنية، والمهمة الثالثة تمثلت في وضع صاروخين تحت الجناح وأعلى الطائرة وتحريكها لمعرفة مدى دقتها في الحركة والتنقل من مكان إلى آخر. الزيارة الذكية وفي مشروع تخرج آخر، يهدف إلى تنشيط السياحة داخل الدولة، نفذته آمنة الحمادي، وفاطمة محمد، ودينا عطية، تذكر الحمادي أن الهدف منه هو محاولة تمكين أي شخص من الزيارة الذكية إلى أي مكان تراثي في الدولة عبر تخزين بينات كاملة حول الأماكن التاريخية بالصورة والمعلومة. وتبين أن هذا المشروع قابل للإضافة، ويمكن تعديله، وتسعى الحمادي مع زميلاتها لتسويقه عبر الشركات، خصوصاً وأنه لاقى قبولاً من الحضور الذين تابعوا الطلاب في «يوم الابتكار الهندسي» موجات صوتية مجموعة أخرى من الطلاب، قدموا مشروع تخرج غريب من نوعه، وهم هدى ناصر سومر، وعائشة الحوسني، ونورهان السيد.. وعن فكرته تقول الحوسني: صممنا بطاقة ذكية متعددة الاستعمالات بحيث تعد بمثابة مؤقت للأجهزة، ويمكن أيضاً العمل على تشغيله في اتجاه واحد، وهو ما نعكف حالياً على دراسته، وتشير إلى أنها شاركت مع زميلتيها في مسابقات عديدة، ولفت هذا المشروع نظر بعض التقنيين، لأنه يعمل بالموجات الصوتية. سيارة محلية الصنع في غمرة عرض المشروعات والحوارات التي تدور بين الطلاب وبعضهم بعضاً، فجأة ظهرت سيارة يقودها أحد طلاب جامعة خليفة، وحين توقف بها قليلاً أعرب عن سعادته لكونها منتجاً إماراتياً، حيث إن مجموعة كبيرة من الطلاب شاركوا في صنعها، فضلاً عن خوضهم منافسة عالمية في ولاية واشنطون الأميركية بمسابقة «باها»، ضمن 100 مشروع من مختلف دول العالم، وهم خلف النعيمي وكلثم طحنون، وروضة المرر، وروضة البلوشي، وإبراهيم المرزوقي، ومحمد النعيمي، ويوسف فورة، وأحمد آل علي، وفراس نصر، ويونس لاري، وشمسة عويس، وشمة الخميري، ومالكة بن طرش، وأحمد الخروجي، وأحمد المشغوني، وعامر الزيدودي، وميزة هذه السيارة أنها قادرة على التعامل مع التضاريس المختلفة، وتكلفت 40 ألف درهم إماراتي، بدعم من شركة الإمارات للأبحاث والتكنولوجيا «إيرث». مناقشة خلف الكواليس جلست إيمان عزام خلف الطلاب الذين تباروا في عرض مشروعات تخرجهم، واستلقت على كرسي، وبجانبها مريم العلي، إذ تدرسان في قسم الهندسة الطبية الحيوية، وتقول مريم: أردت أن أناقش زميلتي في تطبيق مشروعنا بشكل علمي، خارج نطاق الحرم الجامعي، حيث تتلخص فكرة المشروع حول دمج ثلاثة أجهزة طبية في جهاز واحد يساعد مرضى السكر على معرفة التغيرات التي تطرأ على حالة القدم ومستوى الضغط ودقات القلب أيضاً، وتوصلنا من خلال المناقشة إلى أننا من الممكن أن نطبق هذا المشروع على المرضى في المستشفيات، وفي النهاية وافقتني إيمان على الفكرة، وسوف نواصل عملنا في المراكز الطبية والمستشفيات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©