الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«البارسا» يُضرب مع كاتالونيا دفاعاً عن حقوق الإقليم

3 أكتوبر 2017 20:21
بدأت كاتالونيا بما فيها نادي اف سي برشلونة، إضرابا عاماً اليوم الثلاثاء للدفاع عن «حقوقها» والتنديد بعنف قوات الأمن على هامش استفتاء تقرير المصير الأحد المحظور في حين تتسع الهوة على ما يبدو أكثر مع مدريد. وتأتي هذه التعبئة الكبيرة التي تتخللها تظاهرات، بعد يومين من تنظيم الاستفتاء. واقتحمت الشرطة الأسبانية والحرس المدني مئة مكتب تصويت لمصادرة صناديق الاقتراع ومعداته، لكن ذلك لم يحدث من دون عنف. وفتح الاستفتاء الذي شارك فيه عدد كبير من الكاتالونيين الأزمة السياسية الأعمق التي تمر بها أسبانيا منذ إرساء الديمقراطية فيها في 1977. واعلن قادة كاتالونيا التي تبلغ مساحتها 30 ألف كلم مربع ويقطنها 16 بالمئة من سكان اسبانيا، انهم ينوون جديا إعلان الاستقلال بعد التأكد من فوز مؤيدي الاستقلال في الاستفتاء بأكثر من 90 بالمئة من الأصوات بحسب نتائج غير نهائية. وكانت نقابات صغيرة دعت في الأصل لهذا الإضراب. لكن بعد أعمال العنف الأحد التي تطلبت تقديم مساعدة طبية لأكثر من 800 شخص، قررت النقابات الكبيرة الانضمام إلى الإضراب لإظهار وحدة الصف في مواجهة هذه الاعتداءات. كما دعت للإضراب الجمعيات والأحزاب الداعية لاستقلال كاتالونيا والتي تملك قدرة كبيرة على التعبئة. وقال رئيس كاتالونيا كارليس بيغديمونت التي يسعى من خلال الإضراب أن يظهر أن المجتمع يدعمه في صراعه مع سلطات مدريد للحصول على الأقل على استفتاء لتقرير المصير، «أنا مقتنع بأن دعوة الإضراب ستلقى تجاوباً كبيراً». وعمليا فإن الإضراب مقرر في ميناء برشلونة والجامعات العامة ووسائل النقل ومتحف الفن المعاصر والأوبرا وحتى الكاتدرائية الشهيرة «ساغرادا فاميليا». ويريد المنظمون أن يكون الإضراب تظاهرة «سلام». ويأتي الإضراب بعد تعاظم الحراك الاجتماعي في الأسابيع الأخيرة في كاتالونيا. وبعد الاعتقالات وعمليات التفتيش التي استهدفت تنظيم الاستفتاء منتصف سبتمبر، وعدت الجمعيات الداعية للاستقلال بـ «تعبئة دائمة» للمجتمع ضد ما وصفته بـ «قلة الاحترام» و«الإهانة» الدائمتين من قبل مدريد. في المقابل تصم الحكومة الإسبانية المحافظة إزاء الانتقادات وتندد من جانبها بـ «التلاعب» بالحشود. ورسالة الإضراب موجهة أيضاً إلى المجتمع الدولي لطلب مساعدة كاتالونيا على «ضمان حقوق» مواطنيها. وطلب رئيس كاتالونيا الاثنين «وساطة دولية» في النزاع بين برشلونة ومدريد. ولزم رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي الصمت. واجتمع راخوي الاثنين مع قادة الحزب الاشتراكي وحزب المواطنة (وسط معارض لاستقلال كاتالونيا) لبحث «التحدي الخطير الذي تطرحه» هذه الأزمة. وتنامت مشاعر الاستقلال في كاتالونيا منذ 2010 بعد أزمة اقتصادية وإلغاء جزئي من المحكمة الدستورية لوضع كان يمنح كاتالونيا سلطات اوسع. ومنذ 2012 تزايد عدد الكاتالونيين الذين يطالبون مدريد بتنظيم استفتاء لتقرير المصير من أجل حسم النقاش، وذلك على الرغم من انقسام سكان كاتالونيا إزاء الاستقلال. لكن حكومة راخوي لا ترغب مطلقاً في الخوض في الأمر مشيرة إلى أن هذا الخيار غير منصوص عليه في الدستور. لكن الاتحاد الأوروبي طلب الاثنين من راخوي أن يعتمد الحوار. وعبرت الأمم المتحدة عن رغبتها في اجراء تحقيق حول أعمال العنف في حين عبرت برلين وباريس عن دعمهما لوحدة مملكة أسبانيا. واعلن البرلمان الأوروبي انه سيجري نقاشاً الأربعاء حول الوضع في كاتالونيا. لكن في البلاد يبدو أن الهوة تتعمق اكثر لتتجاوز الإطار السياسي. ففي برشلونة اضطر 200 من عناصر الحرس المدني لمغادرة فندقهم بعد تجمع ليلي لمتظاهرين أمام الفندق وتوجيه شتائم ورمي زجاجات. وفي مدريد تعرض اللاعب جيرار بيكيه إلى صيحات استهجان من الجمهور في اول ايام معسكر تدريب للمنتخب الأسباني الذي يلعب ضمنه منذ سنوات. وهتف بعض الجمهور «بيكيه... اسبانيا بلادك» في حين جابت صورة دموع اللاعب أنحاء العالم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©