الأربعاء 8 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ميكروميجاس

ميكروميجاس
14 يونيو 2013 20:17
أنا ميكروميجاس الكائن الفضائي القادم إلى الأرض. أعرف أن هناك ميكروميجاس آخر قام فولتير كاتبكم الشهير باختراعه، لكن أؤكد لك أنني ميكروميجاس آخر. ميكروميجاس ينتمي لهذا العصر بمشاكله. يجب أن أقول أولاً إن شكلنا يختلف عنكم كثيراً .. أنا مثلاً أبدو قريباً من الكائن الذي تسمونه أرنباً، لكن بهوائي على رأسي وبندقية ليزر في يدي. نزلت بطبقي الطائر قرب ساحة ضخمة يبدو أنها مكان اجتماع الشعوب لاتخاذ قرارات مهمة .. أو ربما هي معبد. أعداد غفيرة من البشر في هذا المكان فلا بد أنه بالغ الأهمية. عندما ألقيت نظرة من مكان خفي على طقوس الاجتماع، وجدت أن هناك مجموعة من البشر يطاردون جسماً مستديراً يشبه كوكبنا .. ومجموعة أخرى تحاول الاستحواذ على هذا الكوكب. هناك صوت عال يصف ما يحدث في مكبرات الصوت، وعندما نجح الرجال الأولون في انتزاع الكوكب ألقوه في شيء يشبه السايكلوترون يقف فيه أحدهم، فدوى الصياح الحماسي في المكان كله ... لا أفهم ما يدور هنا، لكن أرجح أن هذه طريقة إعدام .. لقد ألقوا بكوكب صغير في السايكلوترون لمجرد أن هذا يثير حماسة الجماهير. والمذيع يكرر بلا توقف: «رونالدو .. رونالدو». يبدو أن هذه هي الكلمة التي تصف عملية الإعدام أو ربما هي اسم إلههم. ذعر خرجت من هذا المكان الرهيب فاكتشفت أن الطبق الطائر غير موجود!. لقد سرقه أحدهم. فيما بعد عرفت أن هناك ظاهرة غريبة في هذا الكوكب هي سرقة المركبات، سواءً كانت سيارة أو طبقاً طائراً.. لقد كتب علي البقاء على هذا الكوكب كما حدث مع الزميل (إي تي) من قبل، لكن إي تي وجد أصدقاء يعيدونه لوطنه ووجد مخرجاً عظيماً يقدم فيلماً عن قصة حياته.. من أين لي بهذا الحظ الرائع؟ مشيت مذعوراً جوار الإفريز خائفاً من أن يراني أحدهم .. سوف أفرغ الليزر في أي شخص يحاول مهاجمتي. لاحظت ظاهرة غريبة في سكان هذا الكوكب هي أن كل واحد منهم يضع في فمه ماسورة عادم بيضاء ينفث منها الدخان الأبيض. لا أعرف السبب لكن يبدو أن هذه هي طريقتهم في الإخراج. هناك أماكن يجلس فيها عدد من الكائنات وكل منهم يدخل خرطوماً طويلاً في فمه، ثم يخرج كمية هائلة من دخان العادم الأبيض. ويبدو أنها عملية مؤلمة لأنهم يسعلون بلا توقف. تفحيط هنا تمشي السيارات بسرعة جنونية كأنها سيارات كوكبي الصاروخية. لا يمكن عبور الطريق للجانب الآخر، وسرعان ما تندفع نحوك سيارة مجنونة، ثم تصدر عواء عالياً .. إي ي ي ي !.. وتدور حول نفسها كالطبق الطائر ثم تندفع في اتجاه معاكس تمامًا لما كانت عليه. فيما بعد عرفت أن هذه الطريقة تدعى (خمسات) كما يقول المصريون أو (تفحيط) كما يقول الخليجيون أو (دريفت) كما يقول الغربيون .. المهم أنها خطيرة وكفى .. الغريب بعد هذا أن السيارة تنقلب وسائقها يموت فيبدي الناس ذهولهم بسبب ضربات القدر المفاجئة هذه!.. مع أن الغريب ليس أن يموت السائق بل أن يظل حياً.. اصطدمت بسيدة فانحنيت معتذراً وقلت لها في رقي وتهذيب: - «أنا ميكروميجاس من كوكب بلغور على بعد 75950336677 سنة ضوئية .. جئت أعقد معكم معاهدة سلام ..». لكن السيدة صرخت في هستيريا: - «فاااااااااااااااااااااااااار!» ووثبت في الهواء، وسرعان ما انقض على عدد من المارة يريدون أن يدوسوني بالأحذية. يبدو أن هؤلاء القوم لا يؤمنون بالسلام. هربت منهم إلى زقاق قريب .. كانت هناك مخلوقات غريبة الشكل في الزقاق وكلها مغطاة بفراء كثيف. قلت لهذه المخلوقات: - «أنا ميكروميجاس من كوكب بلغور على بعد 75950336677 سنة ضوئية.. جئت أعقد معكم معاهدة سلام ..» كان ردهم غريباً جداً هو: - «ميااااااو!» معاهدة سلام يبدو أنني أبدو لهذه الكائنات صالحا للأكل .. أطلقت طلقات كثيرة من مسدس الليزر لأرهبها ثم وجدت نافذة قريبة فدخلتها لأتوارى. ما حدث بعد ذلك هو أن امرأة ضخمة الجثة أمسكت بي من الهوائي الذي أحمله، وعلقتني في الهواء، ثم قالت وهي تلعق شفتها بلسانها: - «أرنب! ... عشاء ممتاز!» قلت لها إنني أريد عقد معاهدة سلام، لكنها كانت مشغولة جداً بسلق الماء وتقطيع بعض الجزر والبصل عليه، ثم وضعتني في الإناء. حاولت الفرار لكنها وضعت فوقي غطاء ثقيلاً، وأدركت أنني سوف ألفظ أنفاسي في هذا المفاعل الذري. لهذا أقول لأهل كوكبي إن كوكب الأرض غير صالح للسكنى .. غير صالح للتفاهم، فهو مليء بكائنات مرعبة غبية جائعة طيلة الوقت .. والمهمة الصعبة فعلاً هي ألا تؤكل حياً .. إنها نهاية ميكروميجاس فالوداع! د. أحمد خالد توفيق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©