الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تراجع الفائض التجاري الصيني إلى 20 مليار دولار خلال أغسطس

تراجع الفائض التجاري الصيني إلى 20 مليار دولار خلال أغسطس
10 سبتمبر 2010 22:51
قفزت الواردات الصينية بنسبة 35,2% في أغسطس بالمقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي متجاوزة توقعات السوق بأن ترتفع بنسبة 26,1% ونموها في يوليو بنسبة 22,7%. وتباطأ معدل النمو السنوي للصادرات إلى 34,4% في أغسطس من 38,1% في يوليو ولكنه اقترب من توقعات بأن يبلغ 35%. وترك ذلك الصين بفائض تجاري يبلغ 20 مليار دولار وهو مازال ضخماً ولكن أقل من 28,7 مليار دولار في يوليو وأقل من متوسط توقعات المحللين بأن يبلغ 27,1 مليار دولار. وحد الارتفاع غير المتوقع في الواردات من الفائض التجاري الصيني، ذي الحساسية السياسية، قبيل جلسة في الكونجرس الأسبوع المقبل بشأن ما إذا كان سيعاقب بكين لما يعتبره الكثيرون في واشنطن سعراً منخفضاً لا يعكس القيمة الحقيقية لليوان. وقال وانج هو الاقتصادي في شركة “جوتاي” و”جونان” للأوراق المالية في شنغهاي إن بيانات الواردات إلى جانب بيانات مبيعات السيارات القوية تشير إلى أن الاقتصاد الصيني بلغ ذروة هبوطه في أغسطس وسيبدأ في الارتفاع. وأضاف وانج “بما أن النمو الاقتصادي في أوروبا والولايات المتحدة تباطأ منذ الربع الثاني من العام فإن الصين قد تعود مرة أخرى لقيادة الانتعاش العالمي”. وتأثرت البورصات في آسيا بطرق متفاوتة بهذه الأنباء التي خففت من الشعور الإيجابي الذي بني على المعلومات الجيدة المتعلقة بسوق الوظائف الأميركية ومراجعة إيجابية للنمو في اليابان. وفي شنغهاي، أغلق المؤشر المرجعي بزيادة 0,26% مع تعويض الخسائر المسجلة مع افتتاح البورصة. وأشارت معطيات أخرى إلى أن جهود الصين للتحكم بسوق العقارات بدأت تعطي ثمارها مع ارتفاع طفيف في أسعار المنازل الشهر الماضي. وتوقع المحللون أن يرتفع الفائض التجاري الصيني إلى حوالي 30 مليار دولار في أغسطس ليكون بذلك الأكثر ارتفاعاً منذ يناير 2009، ولكنه عوضاً عن ذلك تراجع إلى 20,30 مليار دولار بعد أن بلغ 28,7 مليار دولار في يوليو. وبلغ إجمالي الصادرات الصينية في أغسطس 139,3 مليار دولار بزيادة 34,4% بالمعدل السنوي، ولكن بتراجع عن يوليو حين سجلت زيادة بلغت 38,1% مع رقم قياسي من 145,52 مليار دولار خلال ذلك الشهر. وفي هذه الأثناء، ارتفعت الواردات في أغسطس بمعدل 35,2% الذي فاق كل التوقعات مسجلة 119,27 مليار دولار. وهو ما يشير إلى أن التباطؤ في الاقتصاد الصيني ليس حادا بالدرجة التي كان يخشى منها. وكان المحللون توقعوا أن تبلغ الزيادة 25%. وتعهدت الصين هذا الأسبوع بتسهيل استيراد السلع في إطار سعيها إلى معالجة مشكلة الفائض التجاري مع شركائها الرئيسيين وخصوصاً الولايات المتحدة. وقال المحلل لدى بنك اسكتلندا الملكي “رويال بنك اوف سكوتلاند” بن سمفندورفر إن تراجع الصادرات يدعم حجج الصين التي تؤيد زيادة طفيفة في سعر صرف اليوان مقابل الدولار. وأضاف “سيرون في ذلك بالطبع سبباً لمواصلة سياستهم الحالية التي تقوم على زيادة طفيفة جديدة في سعر صرف اليوان”. وقال المحلل الاقتصادي رن شيانفانج من “غلوبال انسايت” والمقيم في بكين إن هذه الأرقام “تدعم موقف الصين المؤيد لإعادة تقييم طفيفة لعملتها”. وأعلنت الصين في يونيو الماضي أنها ستخفف الضغط على اليوان وتتيح تداوله بحرية أكبر مقابل الدولار، بعد ضغوط كثيفة من الولايات المتحدة وأوروبا وغيرهما من الشركاء التجاريين المطالبين بزيادة سعر اليوان. ومنذ ذلك الحين، تحسن سعر صرف اليوان بأقل من 1% مقابل الدولار، ما أثار استياء المشرعين الأميركيين الذين يريدون اتخاذ إجراءات في وجه ما يعتبرونه ممارسات صينية تجارية غير منصفة. ويعتقد بعض الاقتصاديين أن اليوان يصرف بأقل من قيمته الحقيقية بنسبة 25 إلى 40%، وأن ذلك يعطي المصدرين الصينيين ميزة غير منصفة، لكن الصين تعتبر أن هذه المزاعم “لا أساس لها”. ويمارس المشرعون الأميركيون ضغوطاً لإصدار قانون يتيح لوزارة التجارة فرض عقوبات على الصين وغيرها من الدول التي تقوم بخفض قيمة عملاتها. وسيمثل وزير التجارة الأميركي تيموثي جايتنر الأسبوع الحالي أمام لجنة في مجلس النواب للرد على أسئلة بشأن الخطوات الجديدة للضغط على الصين بشأن سياسة صرف العملة. وتراجع العجز التجاري الأميركي مع الصين إلى 25,92 مليار دولار في يوليو من 26,15 مليار دولار في يونيو. ويقول المحللون إن هذا سيضعف الحجج القائلة بأن اليوان الضعيف هو الذي يتيح للصين إغراق السوق الأميركية بالسلع الرخيصة. وأشار المحلل الاستراتيجي لدى بنك كندا الملكي “رويال بنك اوف كند” براين جاكسون إلى أن الأرقام الخاصة بالصين “تظهر مرونة كبيرة” رغم تباطؤ النمو في الولايات المتحدة والمشكلات المالية في أوروبا. وأضاف جاكسون أن “هذا يشير إلى أن التباطؤ في النمو في الصين لا علاقة له بعوامل خارجية وإنما داخلية”، مشيراً إلى جهود الحكومة لخفض أسعار العقارات والقروض المصرفية. وبدأت هذه التدابير تؤتي ثمارها والدليل على ذلك التراجع المستمر في أسعار العقارات الشهر الماضي. وارتفعت أسعار المنازل في 70 مدينة رئيسية بنحو 9,3 % في أغسطس بالمعدل السنوي، وفق ما أعلن المكتب الوطني للإحصاءات أمس، مقارنة مع 10,3% في يوليو.
المصدر: بكين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©