الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

فهد خميس: نصيحة «مدرس».. كادت تجعلني لاعب طائرة !

فهد خميس: نصيحة «مدرس».. كادت تجعلني لاعب طائرة !
3 أكتوبر 2017 21:22
معتصم عبدالله (دبي) في مشوار العمر هناك محطات وصور ومشاهد وحكايات، نتوقف أمامها مع نجوم وأسماء وشخصيات، مروا من هنا وتركوا بصمات وسطروا أجمل الذكريات، نقلب في أوراقهم ونرصد شهادتهم على الرياضة، في حوار العمر. فهد خميس.. اسم من ذهب في كرة الإمارات.. مسيرة من الألقاب والبطولات والإنجازات.. معه عاش «الأبيض» الفرحة الأولى في «مونديال إيطاليا 1990»، ومعه أشرقت شمس الإنجازات على «قلعة الإمبراطور»، وتوج بالدوري 6 مرات. هو الهداف التاريخي للدوري حتى الآن، وهو هداف العرب وهداف الخليج. ما أكثر محطات الفخر في مسيرة «الفهد الأسمر» ولكن البداية من هنا. بين أحضان أسرة رياضية عمادها الوالد المرحوم خميس مبارك، والذي عُرف عنه تشجيع فريق النصر دون عصبية كبيرة، وبين أشقائه مبارك وعادل خميس لاعبي كرة السلة، إضافة إلى شقيقه الأصغر ناصر خميس، و«الولد الشقي» زهير بخيت «ابن خالته» اللذين لحقا به في الوصل بعد ذلك. نشأ وترعرع فهد خميس مبارك المولود في 24 يناير 1962 في بر دبي، وحين يستذكر فهد خميس أيام الصبا والطفولة الأولى ومدى تأثيرها على توجهه نحو الرياضة، يقول: أعتقد أن البيئة ككل في ذلك الزمان، كانت تشجع على الرياضة بشكل عام، وعلى ممارسة هوايات مختلفة ككرة القدم وغيرها في المدرسة والفريج، والتدرب بصورة شبه يومية على ملعب قريب من مصلى العيد في بر دبي. ويعتقد خميس، أن المدرسة لعبت دوراً كبيراً في بلورة هواياته الرياضية، ويضيف: قطعاً.. النشاط الرياضي المدرسي كان في قمة أوجه، وكنت في بداياتي الأولى بمدرسة «الشعب» في بر دبي، متنازعاً بين عدد من الهوايات، من بينها بالطبع كرة القدم، وكرة الطائرة التي أحببتها بشكل كبير وزاملت فيها عدداً من اللاعبين الذين تألقوا لاحقاً في المنافسات على مستوى اللعبة، أمثال جعفر الفردان وغيره، بل إنني كنت قريباً من التركيز على لعبة كرة الطائرة بشكل تام، بناء على نصيحة أستاذي محمد همام، ولكنني أحمد الله كثيراً أنني لم ألتزم بنصيحة أستاذي، وركزت جهودي على كرة القدم التي منحتني وأخذت مني. في سن العاشرة، قادت الأقدام الطفل فهد خميس، والذي سيصبح لاحقاً أحد أشهر المهاجمين في تاريخ الدوري الإماراتي، نحو نادي النصر، حيث سيطرت فكرة اللعب بشكل نظامي على كامل تفكيره وحواسه، وهو الأمر الذي وجد تشجيعاً من الأب، من دون فرض وصاية بالتوجه إلى نادي معين، ويضيف فهد موضحاً: في حقبة السبعينيات كان النصر والأهلي هما الأشهر في دبي، بحكم الأقدمية والألقاب «خاصة النصر الذي تأسس في 1945»، واستحواذهما على كل الأضواء، حيث «العميد» في بر دبي، والأهلي في المقابل على مستوى «بر ديرة»، وبجانب هذه العوامل وبحكم ميول الوالد «الزرقاء»، إضافة إلى قرب مقر النادي من سكن العائلة، توجهت إلى نادي النصر للعب بفرق الأشبال، واستمر الحال نحو عامين حتى 1976. قضى نجمنا الصغير فترة قصيرة في أحضان «قلعة العميد» ما بين التدريبات المستمرة، واللعب في أوقات ثانية على مستوى «الفريج»، قبل أن يفاجأ بتوقف نشاط اللعبة على مستوى «النادي الأزرق» في ظل سفر الفريق الأول إلى معسكر خارجي بالتزامن مع بداية فصل الصيف، وتوقف نشاط اللعبة على مستوى الناشئين في المقابل، ويعلق فهد على تلك اللحظة الفارقة في مشواره قائلاً: كان من الصعب الابتعاد عن لعب الكرة طيلة فترة الصيف، وحينما أطلعت شقيقي مبارك خميس بشأن توقف التدريبات في النصر نصحني وقتها بالتوجه إلى «زعبيل» والالتحاق بالوصل. لم يتردد الشاب الصغير في الأخذ بنصيحة شقيقه الأكبر، ليتوجه صوب «زعبيل»، والتي بدت ملاعبها مألوفة بالنسبة إليه في ظل ارتباطه بتشجيع «الزمالك»، وهو الاسم القديم الذي أطلق على دبي ونادي الوصل، ويتابع فهد خميس: لم أستغرق وقتاً طويلاً في التدريبات مع فريق الناشئين بالوصل، فبعد نهاية الأسبوع الأول، التقى بي سعيد حارب الأمين العام الحالي لمجلس دبي الرياضي، وطلب مني إحضار جواز السفر والجنسية، من أجل القيد بصورة رسمية في فريق الناشئين، وأعتقد أن تلك اللحظة مثلت البداية الحقيقية لارتباطي الرسمي مع الوصل، علماً بانني شجعت «الزمالك»، قبل التحاقي بصفوفه، ولم أتأثر بميول الوالد الذي ترك لنا حرية الاختيار. المسيرة السلسة لبدايات مشوار فهد خميس، لم تخل من شعوره بالإحباط، وهو ما ترجمه موقفه الأول، حينما تم استبعاده من قائمة الناشئين الذين تم ضمهم لمعسكر الفريق الأول الخارجي، وقال فهد: قبل بداية المشاركات وخلال الإعداد الصيفي للفريق الأول في معسكره الخارجي الأول بألمانيا الغربية، ضمت إدارة النادي عدداً من لاعبي فريق الناشئين للفريق الأول في المعسكر، ولم أكن ضمن قائمة المختارين، ذلك الموقف كان بمثابة الإحباط الأول في مشواري، لكنه ساهم في بناء شخصيتي. وعقب عودة الفريق أيضاً كنت دائم التفكير في موعد فرصتي الأولى في المشاركة على مستوى الناشئين، خاصة أن الفريق وقتها ضم مجموعة من الأسماء أبرزهم عبيد خلفان المهاجم الأساسي، في حين كنت احتياطياً. نقطة الانطلاق عام 1981 دبي (الاتحاد) لم يسعف الحظ فهد خميس باللعب لمنتخب الناشئين، وجاءت مشاركته الأولى مع المنتخبات مع فئة الشباب تحت إشراف المدرب الإيراني حشمت مهاجراني، والذي سعى في ذلك الوقت لبناء مشروع لمنتخبات المستقبل، ويقول فهد عن تلك الفترة المهمة في بداية مشواره: كنت واحداً من بين مجموعة كبيرة من اللاعبين، أمثال عبدالرحمن محمد، مبارك غانم، عبدالله سلطان، عبدالله موسى، عبدالقادر حسن، فهد عبدالرحمن وغيرهم، وجاءت أولى مشاركاتي مع المنتخب في دورة الصداقة الودية، والتي أقيمت بالإمارات في 1981، وقدم المنتخب وقتها مستويات جيدة منذ مباراته الأولى أمام ماليزيا وصولاً للتتويج، وعلى المستوى الشخصي نلت لقب الهداف، وتلك البطولة تحديداً قدمتني إلى الجمهور وعرفت الناس بي. ومنحت بطولة الصداقة فهد الفرصة في التعريف بإمكاناته وقدراته الهجومية، قبل العودة إلى ناديه الوصل، وقال: عدت إلى الوصل وأنا أفضل حالاً، وأشعر بأنني سأقدم مستويات جيدة على مستوى خط الهجوم، ولكن كان للكابتن زكي عثمان مدرب الفريق رأي آخر، حيث أعادني لخط الوسط، ولعبت حسب حاجة الفريق في موسمي الأول 1980 - 1981. المركز المفضل بـ «قرار رايت»! دبي (الاتحاد) رغم حبه للعب في الهجوم المركز المفضل، إلا أن الفرصة لم تسنح لفهد خميس للعب في هذا المركز طوال فترات بداياته مع الوصل على مستوى الناشئين وحتى الفريق الأول، فدائماً ما كان اللعب في الوسط هو خيار المدربين الذين تعاقبوا على الفريق، قبل أن يزداد تعلقه وشغفه باللعب في مركز رأس الحربة مع قدوم المدرب أيان رايت. ويقول فهد: رايت أو مستر «ماجيك» كما كنا نطلق عليه، كونه يردد كلمة «ماجيك» دائماً، هو من وضعني في المسار الصحيح كمهاجم، حيث بدأ بتلقيني مهارات «رأس الحربة» بالشكل الصحيح بداية من تحركات المهاجم في منطقة الجزاء، والقفز واستخدام ضربات الرأس، والتكنيك الخاص بحماية المهاجم للكرة وتسخير البنية الجسمانية وغيرها، وهو ذات المدرب الذي منحني فرصة اللعب مع الفريق الأول لنادي الوصل حينما تولى المهمة في 1978 وكنت واحداً من بين مجموعة من لاعبي الناشئين الذين تم تصعيدهم للفريق الأول. «ضغط العيون» أصاب الأطباء بالحيرة! دبي (الاتحاد) «فهد هل أصبت بالعمى»، وهل هناك من يقودك؟، تردد صدى هذا السؤال كثيراً من الأهلي والأصدقاء على مسامع فهد خميس خلال وجوده مع منتخب الإمارات للشباب تحت قيادة المدرب حشمت مهاجراني في معسكر إعدادي بيوغسلافيا في عام 1982، كأولى الأزمات التي واجهته في مشواره الكروي، ويحكي خميس عن تلك الحادثة، قائلاً: شائعة إصابتي بالعمى مطلع عام 1982 كانت قاسية جداً، حينها كنت قد انضممت للمنتخب مجدداً تحت قيادة مهاجراني، وكان من المقرر إقامة معسكر إعدادي في يوغسلافيا السابقة، شعرت بالتهاب حاد في العيون قبل المعسكر بنحو يومين وخضعت لبرنامج علاجي بالمستشفى تضمن حقن لجفون العين، ومن بعدها رافقت المنتخب في المعسكر، قبل أن تعاودني الآلام لأغيب عن التدريبات، وتزامن ذلك ما شائعة إصابتي بالعمى للدرجة التي تلقيت فيها الكثير من الاتصالات بغرض الاطمئنان على صحتي. وأضاف: عقب العودة من المعسكر خضعت لفحص ثانٍ، تحت إشراف الدكتور مصطفى عبيد، والذي بذل جهوداً مقدرة في علاجي، وأذكر جيداً مدى استغراب الأطباء من إصابتي، وأنا ما زلت شاباً في بداياته بضغط العيون، كانت فترة حرجة في مستهل مشواري ولكنني تجاوزت الأمر سريعاً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©