السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

"زغبة رمضان" و"قنينة البركة".. طقوس رمضانية موريتانية

"زغبة رمضان" و"قنينة البركة".. طقوس رمضانية موريتانية
2 يوليو 2014 17:47
تتنوع العادات والتقاليد لدى الموريتانيين خلال شهر رمضان بسبب التعدد والتنوع الثقافي الذي يطبع هذا الشعب. وتنطلق إجراءات التحضير للشهر الفضيل بتنظيف المساجد وفرشها بالسجاد، بالإضافة إلى تجديد أثاث البيوت وشراء أوان جديدة للمطبخ، استعدادا لتنظيم إفطارات عائلية. يستقبل الموريتانيون شهر رمضان بالفرح والابتهاج والسرور، ومن عبارات التهنئة المتعارف عليها "يعملكم تصوموه دائر عن دائر" أي جعلكم الله ممن يصومه عاما بعد عام و"الله أبرك إعلين وإعليكم هذا الشهر". ومن العادات التي تميز الموريتانيين عن غيرهم "زغبة رمضان" التي تعد عادة مقدسة لدى الموريتانيين عبر الأجيال منذ مئات السنين. وعن هذه العادة، يقول الأستاذ والباحث الاجتماعي أحمد يعقوب بزيد "إن الموريتانيين يعزفون عن حلاقة شعر رؤوسهم طيلة شهر شعبان، وفي ليلة غرة رمضان يتوافدون على الصالونات لحلاقة شعر الرأس بشكل كامل، تيمناً بما تقول الذاكرة الجمعية للشعب الموريتاني (إن الحلق ضروري حتى ينبت لكل شخص شعر رمضان)". وأضاف بزيد "إن هذه العادة متوارثة منذ مئات السنين ولا تزال تحظى بتقدير كبير في نفوس الموريتانيين". ويقسم الموريتانيون رمضان إلى: "عشراية الخيل" و"عشراية الجِمال" و"عشراية الحمير" ويعنون بذلك: أن الأولى تمر بسرعة الخيل، أما الثانية فإنها تمر بسرعة الجمال، أما الثالثة فتمر بسرعة الحمير. وعن عادات الإفطار، يقول الصحفي الموريتاني أبو أحمد المقيم في أبوظبي "يكون كأس (أتاي) وهو الشاي الأخضر بالنعناع جاهزا، لأنه المشروب الساخن المفضل لدى الموريتانيين. ويؤدي عدم تناوله طيلة اليوم إلى صداع شديد قد يفضي إلى إفطار الصائم في بعض الأحيان". وأضاف أبو أحمد "لا تختلف الوجبات الموريتانية في شهر رمضان كثيراً عن بقية الشهور، إلا أن مشروب (بصام) ذا اللون الأحمر، الذي يصنع من أعشاب ونباتات محلية يطغى على مائدة رمضان، بعد أن كان شبه مختفيا خلال بقية السنة، حيث يقول الموريتانيون إنه منعش ومزيل للعطش، كما تبرز وجبة (أطاجين)، وهي خليط من اللحم والبطاطا والبصل كوجبة خفيفة يتناولها الموريتانيون قبل التوجه إلى صلاة العشاء والتراويح. أما الوجبة الرئيسية، فقد تكون (كسكسي) باللحم أو (مار والحوت) أي الأرز بالسمك. وهما وجبتان مغذيتان تساعدان على تحمل الجوع أثناء الصيام". ومن العادات الغريبة، يضيف أبو أحمد "عودة الرجال المسافرين إلى عائلاتهم لقضاء أيام عيد الفطر حتى وإن كانوا خارج البلاد. لدرجة أن الزوجة، في بعض المناطق، تعتبر أن عدم قدوم الزوج في عطلة العيد هو بمثابة طلاق". وأوضح أبو أحمد "تحرص كل المساجد على ختم القرآن الكريم أثناء أداء صلاة التراويح. ويكون ختم القرآن ليلة السابع والعشرين، التي يعتقد الكثير من الموريتانيين أنها ليلة القدر. ويجلب الناس القناني والأواني المليئة بالماء إلى المسجد في هذه الليلة للحصول على بركة ختم القرآن، حيث ينفث الإمام باتجاه تلك القناني عقب ختم القرآن". ومن المعتقدات المنتشرة في موريتانيا أن الجن يطلقون ليلة السابع والعشرين. لذلك، تقل الحركة في هذه الليلة. بل وتكاد تنعدم في القرى النائية ذات الحجم الصغير. وفي هذه الليلة، يتبادل الموريتانيون طلب السماح من بعضهم. ومن العادات المرتبطة بالشهر الكريم، تبادل الوجبات الغذائية بين العائلات، كما تكثر الدعوات والزيارات العائلية على وجبة الفطور. ويكثر الإنفاق، حيث ينظم إفطار جماعي في كل مسجد يتولى أهل الحي غالبا مصاريفه لتمكين المحتاجين من صيام الشهر. ولعل أبرز مميزات شهر رمضان في موريتانيا، ذلك المزيج بين العمل الروحاني الذي يعيد الإنسان إلى دائرة الرحمة وتذكر وحدانية الخالق والمواظبة على الشعائر والعمل الخيري الاجتماعي الذي يجعل من شهر الصيام اللحظة الوحيدة التي يتذكر فيها الغني، الفقير. يذكر أنه في صبيحة يوم العيد، يخرج الأطفال بملابسهم الجديدة في الأحياء يطرقون الأبواب، طالبين من الكبار "ديونة" وهي هدية العيد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©