أشاد الرئيس السوداني عمر حسن البشير بالمشاعر الأخوية والروابط المتينة التي تتميز بها العلاقات التاريخية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية السودان الشقيقة، مثمناً الدور الذي تبذله قيادة البلاد الرشيدة في ظـــل توجيهـــات صاحب السمو الشيخ خليفـــة بـــن زايـــد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' تجاه تعزيز الروابط ومواكبة الظروف والمستجدات على الساحة الانسانية في السودان لخدمة الجهود الإغاثية ودعم خطط التنمــــية والمســـاهمة بدور مؤثر للعودة الطوعية للنازحين·
كما ثمن البشير الدور الذي تقوم به هيئة الهلال الأحمر سعياً لتحسين الأوضاع في جنوب السودان ودارفور وغيرها من المناطق، مؤكدا أثر مثل تلك الجهود الإنسانية النزيهة وأهميتها في الوقت الراهن·
جاء ذلك خلال استقبال البشير بقصر الرئاسة في الخرطوم الدكتور علي عبدالله الكعبي رئيس مجلس إدارة هيئة الهلال الأحمر، والسفير عيسى عبدالله الباشا النعيمي سفير الدولة بالخرطوم، وأحمد يوسف غيث السويدي الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر، وسليم الجنيبي نائب الأمين العام لشؤون الإغاثة والمشاريع في الهيئة بالوكالة·
ونقل الكعبي خلال اللقاء تحيات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ''رعاه الله''، مؤكدا أن الدور الذي تضطلع به هيئة الهلال الأحمر والجهود التي تسعى الى تحقيقها على الساحة الإنسانية في السودان يأتي تنفيذا لتوجيهات قيادة البلاد الرشيدة وبدعم قوي من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبمتابعة دؤوبة من سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس هيئة الهلال الأحمر·
وقال الكعبي إن الهيئة تسعى وفي ضوء نهجها لدعم المشاريع التنموية بالسودان، الى الوقوف على أفضل السبل لتوفير الدعم الممكن للمشاريع الطموحة التي تخدم القطاع التعليمي والصحي والمشاريع الزراعية لخدمة المسيرة التنموية وتقديم الدعم لخطط العودة الطوعية للنازحين إلى قراهم التي هجروا منها في ظل الظروف التي شهدتها بعض المناطق والتي تشكل ظروفها عبئا يتطلب تضافر الجهود سعيا لتحقيق الاستقرار انطلاقا من دوافع إنسانية خالصة·
وأضاف أن الهيئة ستقوم في إطار السعي لتحسين الوضع الإنساني بنقل حمولة طائرتين من المواد الغذائية تضم أكثر من 60 طنا من المساعدات الإغاثية دعما للجهود القائمة لتوفير الإمدادات اللازمة للنازحين في مناطق تواجدهم بالمخيمات والمعسكرات، بما في ذلك المواد الغذائية والمستلزمات الطبية الأساسية والأدوية·
ولفت الكعبي إلى أن هيئة الهلال الأحمر تعمل حاليا على إيجاد نماذج للمشاريع التنموية في المجال الزراعي على غرار مشروع ''زايد الخير'' في مدينة وادراوة، باعتبارها نموذجا للمشاريع الإماراتية المتميزة في مجال استصلاح الأراضي الزراعية في السودان·
وفي هذا الإطار أعلن وفد ''الهلال الأحمر''، الذي يزور ولاية شمال دارفور السودانية، أنه يدرس مشاريع إنشاء قرى نموذجية للنازحين، مشيراً إلى أنه اعتمد مشروع بناء مدرسة ''نخيل الإمارات''·
ووصل وفد هيئة الهلال الأحمر الذي يزور السودان حالياً الى مطار الفاشر في زيارة لولاية شمال دارفور ضمن المساعي الرامية لبحث الأوضاع الإنسانية والاحتياجات الراهنة للأهالي والسكان وتقديم المزيد من الجهود الإغاثية وتنفيذ بعض المشاريع الإنمائية تعزيزاً لفرص الرقي بمستوى معيشة عامة الشرائح ودعم خطط العودة الطوعية للنازحين·
وقام وفد الهيئة بجولة تفقدية لاستطلاع الأوضاع الإنسانية في ولاية شمال دارفور شملت مخيمات النازحين والتجمعات البشرية للتعرف إلى احتياجات الأهالي الذين رحبوا من جانبهم بزيارة الوفد·
من جهته، أعلن الكعبي بدء الهيئة خطة تنموية لتقديم الدعم في المجال التعليمي وتعزيز جهود العودة الطوعية للأهالي ضمن سلسلة من الجهود تعكف الهيئة على دراسة تسويقها لتلقى دعم المحسنين بالدولة تعبيراً عن روح التضامن مع الأشقاء في درافور·
وأكد أن هيئة الهلال الأحمر تدرس سبل تنفيذ مشاريع لتأسيس قرى نموذجية تلبي الحاجة للخدمات الأساسية التي تفتقر لها بعض المناطق لتكون بيئة جاذبة تساهم في العودة الطوعية للنازحين·
وأوضح الكعبي أن الهيئة في إطار جهودها لدعم المشاريع التعليمية إعتمدت مشروع بناء مدرسة ''نخيل الإمارات'' على مساحة 1500 متر مربع بديلاً عن مدرسة النخيل بولاية شمال دارفور التي أخذ عدد من المعلمين فيها على عاتقهم تعليم أبناء المنطقة تحت أشجار النخيل في ظل عدم وجود مبنى دراسي قائم بذاته وعدم وجود أي إمكانات تذكر لأداء رسالتهم النبيلة بما في ذلك نقص المناهج وعدم وجود وسائل تعليمية·
وكان وفد هيئة الهلال الأحمر زار موقع المشروع ضمن المناطق التي تفقدها لبحث احتياجات الأهالي من الدعم الإغاثي والمشاريع التي تلبي الطموحات، كما اطلع الوفد على احتياجات الأهالي في مخيم أبوشوك الذي يؤوي حالياً 38 ألفاً من أصل 50 ألف لاجئ عاد منهم 12 ألف لاجئ إلى قراهم الأصلية، وتفقد الوفد الأوضاع المعيشية لأهالي مخيم السلام الذي يؤوي 48 ألف نازح·
وأشاد عثمان محمد كبر، والي شمال دارفور، استقباله بمقر ولاية شمال دارفور أعضاء وفد هيئة الهلال الأحمر برئاسة علي عبدالله الكعبي رئيس مجلس إدارة الهيئة، بالدور الذي تقوم به دولة الإمارات تحت القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' تجاه دعم الأوضاع الإنسانية ومؤازرة الشعب السوداني في كافة الظروف·
وأعرب والي شمال دارفور عن أمله في أن تساهم زيارة وفد هيئة الهلال الأحمر في تحقيق آمال وطموحات الأهالي في تنفيذ مشاريع تساهم في تحسين الوضع الإنساني خاصة في ظل التوجه إلى تقديم الدعم في المجالات الإنسانية التنموية التي تخدم الأهداف الأساسية على المدى البعيد وتحقق الاستقرار بشكل يتلاءم مع مستوى الطموح والتطلعات·
إلى ذلك، وفي وقت لاحق من يوم أمس، وصل إلى القاهرة وفد هيئة الهلال الأحمر برئاسة الدكتور علي بن عبدالله الكعبي رئيس مجلس إدارة الهيئة وعضوية كل من أحمد يوسف أحمد غيث السويدي الأمين العام لـ''الهلال الأحمر''، وسليم الجنيبي نائب الأمين العام لشؤون الإغاثة والمشاريع·
وأوضح السفير أحمد علي ناصر الميل الزعابي سفير الدولة لدى جمهورية مصر العربية ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية في تصريح له أن زيارة وفد ''الهلال الأحمر'' تأتي في إطار التنسيق والتشاور بشأن استمرار عمليات تسليم وشحن المساعدات الإغاثية الإماراتية إلى أهالي قطاع غزة، مضيفاً أن وفد ''الهلال الأحمر'' يهدف من خلال زيارته للقاهرة إلى تعزيز الشراكة الإنسانيةئمع ''الهلال الاحمر'' المصري·
عدد اليوم
