الأربعاء 8 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سامي يوسف: لست واعظاً ولا منشداً وأوظف قدراتي في خدمة الإسلام

سامي يوسف: لست واعظاً ولا منشداً وأوظف قدراتي في خدمة الإسلام
16 يونيو 2011 22:18
سامي يوسف، فنان شامل، يؤلف ويلحن ويغني، فضلاً عن اتجاهه في الفترة الأخيرة لإنتاج ألبوماته، حسن مظهره وأخلاقه ودفء قلبه جذبا الكثير إليه، في غضون 7 سنوات استطاع أن يمتلك قلوب وعقول الملايين في مختلف دول العالم، ومنذ أيام حضر للقاهرة لإحياء حفل في مركز شباب الجزيرة، تم تخصيص جزء من أرباحه للمساعدة في إعادة تأهيل الأطفال المصابين بمرض السرطان، وبهذا الحفل يكون أول مطرب عالمي يزور مصر بعد أحداث 25 يناير، كما زار واحة الصحة والأمل لأطفال مرضى السرطان بوادي النطرون. أكد سامي يوسف أنه لم يخطر بباله مطلقاً أن يكون مغنياً، رغم أنه تدرب على الموسيقى على يد والده الذي كان معروفاً عنه حبه للموسيقى والشعر وعزفه للعديد من الألوان الموسيقية، ومنذ ذلك الوقت بدأ لديه اهتمام بالتأليف والعزف الموسيقي، وأحب تلاوة القرآن، خصوصاً للقارئ المصري الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، وبعد ذلك درس الموسيقى في مؤسسات عديدة ومع مؤلفين وموسيقيين معروفين، من بينهم موسيقيون من الأكاديمية الملكية للموسيقى في لندن، وهي واحدة من أفضل المؤسسات الموسيقية في العالم، وبدأ في تأليف الموسيقي منذ صغره، وساعده على ذلك معرفته الواسعة بالنوتة في المقامات، وإلمامه بنظريات الموسيقى. “المعلم” نقطة تحول وقال إنه يعتبر ألبومه الأول “المعلم” نقطة تحول مهمة في حياته الشخصية والفنية، حيث كان له رد فعل هائل وكبير، وبسببه تغيرت حياته وصار في حالة ارتباك بهذه الردود الإيجابية، وقد تلقى عدداً من التعليقات الإيجابية من أناس من آسيا والعرب وعدد من غير المسلمين والكبار والصغار، إلى جانب عدد كبير من الدول التي لم يعرف كيف وصل إليها هذا الألبوم، فكان مندهشاً كيف يستمعون جميعهم إلى النشيد الواحد ويستمتع كل منهم به على طريقته. ونفى أن يكون ما يقدمه عبر ألبوماته إنشاداً دينياً، وقال: ما أقوم به من عمل ليس إنشاداً، وإنما هو فن موسيقي، تدخل فيه الآلات الموسيقية وغيرها، لهذا فهو يختلف عن الإنشاد من حيث ما يرافقه من آلات موسيقية، فهو غناء هادف. وأضاف: الدوافع في إقدامي على مثل هذا العمل استهداف جمهور غير المسلمين، وذلك بهدف دعوتهم إلى نداء الله والدعوة إليه، وكذلك الدعوة إلى حب الرسول صلى الله عليه وسلم، فضلاً عن حبي لمساعدة الآخرين على تنمية مواهبهم وتوجيههم في الاتجاه الصحيح. هذه هي رسالتي وعن الرسالة التي يحملها للعالم من خلال فنه قال: لست واعظاً دينياً، حيث لا أقدم مادة لجعل الناس يدخلون الإسلام، فهذا أمر بيد الله، والإسلام ليس في حاجة لهم، ولكنهم هم الذين في أمس الحاجة له، فهو رحمة، يعلمنا كيف نستطيع العيش بطريقة أفضل ويكون لنا طريق واضح وفهم منطقي لما هو صحيح وما هو خاطئ، وفي الوقت نفسه التخلص من الحقد والكراهية في قلوبنا لأن الإسلام يحرمهما، إلى جانب التعايش جنباً إلى جنب مع الأديان الأخرى لأننا نريد التكامل جميعاً، ويجب عدم الحكم على الدين بسبب أفعال بعض الناس، هذه هي رسالتي التي أضيف عليها أن أجعل الناس يعلمون كم هو جميل هذا الدين وأن الملايين من المسلمين أشخاص محترمون وطيبون، وأيضاً أن أجعل المسلمين فخورين بدينهم. وأضاف: يحزنني أن الناس لا يعطون الإسلام الاحترام الذي يستحقه، فهو دين جميل يصنع العظماء، سواء كانوا علماء أو فقهاء، وأنا لا أعتبر نفسي متحدثاً باسم الإسلام ويجب أن نفصل بين الدين والعمل الذي أقوم به، لأنني لا أحب خلط الأمور، أو الكلام في الدين باسم الغناء، أو العكس وكلاهما واضح للجميع. وأكد أنه ليس متقيداً بتقديم لون واحد فقط، وهو المناجاة والمديح، ومعظم الأغاني التي قدمها اجتماعية وتعالج قضايا كثيرة مثل الفقر والسعادة، فضلاً عن القضايا الإنسانية والاجتماعية، رغم ما يغلب على بعضها من حب الله والرسول. وأضاف أن نوع الفن الذي يقدمه ديني، وهو يروج للفن الجيد والموسيقى الجيدة والموضوع لا يخص بالضرورة التحدث باسم الدين، فالعالم الإسلامي يجب أن يعيد اكتشاف نفسه. تبرع بأجره وعن كيفية خدمة المغني لدينه ولأمته قال سامي يوسف: لكي يستطيع الإنسان أن يخدم دينه وأمته، يجب أن تكون لديه الموهبة، وإذا لم توجد الموهبة فليعمل شيئاً آخر، فلا أحد منا يستطيع أن يفرض على نفسه الغناء من دون أن يكون مغنياً، فالناس يحبون أن يكون الفنان ذا صوت متميز وأداءه جيداً، فإذا وجدت الموهبة عند الشخص يتوجب عليه الإخلاص والإتقان في عمله، وعليه أن يوظف هذه الموهبة في خدمة دينه، وعن طريق هذه الموهبة يمكنه أن يدعو إلى مكارم الأخلاق والرحمة ويعطي الناس فائدة كبيرة بما يقدمه لهم، فالإنسان يعمل بإخلاص من دون الانتظار للناس، والله سيوفقه. وأكد سامي يوسف سعادته البالغة بزيارة واحة الصحة والأمل للأطفال مرضى السرطان بوادي النطرون على طريق القاهرة الإسكندرية الصحراوي، قبل حفله بمركز شباب الجزيرة، إيماناً منه بأن كل فرد يستطيع أن يدعم الأعمال الخيرية ولو بابتسامة في وجه طفل من مرضى السرطان، والذين هم في حاجة ماسة إلى الشعور بالأمن والأمان والحب، مشيراً إلى أنه دور عظيم يجب ألا يتركه أحد. وأضاف أنه قام بدعم مرضى السرطان من خلال التبرع بأجره عن الحفل الذي أقامه بمركز شباب الجزيرة، كما أنه سيقوم بدعم التعاون بين الواحة وأطفال مرضى السرطان بالمنظمات العالمية المناطة بدعم مثل تلك الأنشطة الخيرية. بو خاطر والنقشبندي وعن المنشدين المفضلين له قال: يعجبني كثيراً أحمد بو خاطر من الإمارات، فصوته جميل جدا، وأشعر بإخلاصه من خلال أناشيده، وأيضاً الشيخ النقشبندي من مصر، ففنه ثري وقد أصبت بصدمة حين سمعت أناشيده لأول مرة، إذ لم أصدق أن هذه الأناشيد تم تسجيلها من عشرات السنين، فقد كان متطوراً جداً موسيقياً بالنسبة لعصره، وبالمقارنة بوقتنا هذا. وأكد أن أحلامه كثيرة، لكن أهمها مراعاة أكثر لبعضنا ولديننا، وأن يكون عندنا إدراك لهدفنا الأسمى وإلى أين نحن ذاهبون، وأن نراعي مشاعر الآخرين وهذه من صفات النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فهو أحب الناس من كل الأديان واهتم بهم ويجب أن نحب الناس لأننا جميعاً أبناء “آدم” عليه السلام. «متحدون في السلام» أقام سامي يوسف مؤتمراً صحفياً، تحدث فيه عن نجاح حفله الذي أحياه تحت شعار “متحدون في السلام”، بمركز شباب الجزيرة بالقاهرة، كما تحدث عن صدى أحداث 25 يناير في الخارج، وحرصه على القيام بهذه الزيارة لمصر في هذا التوقيت بالذات للتعبير عن سعادته بالأحداث الأخيرة التي رسمت صورة جديدة لمصر، خاصة أنه تأثر بشكل كبير بتلك الثورة الرائعة، فوضع أغنية لمصر تحت اسم “أنا أملك” أو “im your hope”، وجاء الفيديو كليب معبراً عن السعادة بالتغيير ليجسد تطلعات الشباب في كل أنحاء العالم. وأكد أن الشباب في العالم قادر على التغيير في كل المجالات، شرط أن يأخذ فرصته كاملة. وقال إن الموسيقى لغة عالمية تخترق قلوب الناس من دون أي تفرقة بين دين أو لون أو جنس أو سن، حيث يتأثر بها الجميع على السواء، وهو يحرص على ألا يحبس المعاني التي يقدمها في عقيدة أو شعب أو بلد. وأوضح أن إيمانه بأن البشر متحدون في السلام، يجعله يقول إن العالم به حضارة واحدة هي الحضارة الإنسانية، رافضاً حصرها في دين معين أو منطقة محددة، مثل القول إن تلك هي الحضارة الغربية أو الإسلامية أوغير ذلك، فهي حضارة إنسانية تجمع كافة البشر ليصبحوا جزءاً منها.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©