حاتم فاروق (أبوظبي)
عبدالله عبد الجليل الفهيم رئيس مجلس إدارة مجلس الرقابة في مجموعة الفهيم، يحمل لواء العائلة في عالم الأعمال، ويقود المجموعة التي أصبحت واحدة من كبريات الشركات العائلية في دولة الإمارات ومنطقة الخليج العربي.
لم يدخر الفهيم جهداً في توسيع أعمال ونشاط مجموعة الفهيم، فهو من الجيل الثاني، الذي تعلم الانضباط والمثابرة من حياته العسكرية، الذي انتقل بعدها للعمل في التجارة والأعمال والاستثمار، متخذاً من سيرة والده، عبدالجليل الفهيم الذي بدأ 1958 بتأسيسه متجراً صغيراً في مدينة العين لتجارة المواد الغذائية والأقمشة، قبل أن يتحول هذا المشروع البسيط إلى مجموعة تجارية عملاقة تتألف اليوم من نحو 13 شركة تعمل في مجالات متعددة»
يقول عبدالله خلال لقائه مع «الاتحاد»، إن المجموعة تعكف حالياً على تأسيس عدد من الشراكات العالمية التي تعمل في قطاع الطاقة النظيفة مواكبة في ذلك خطط وإستراتيجيات أبوظبي، مشيراً إلى أن المجموعة تلعب حالياً دوراً جوهرياً في تنمية وتطوير الاقتصاد في الدولة والإمارة.
وأضاف «تستثمر المجموعة بصورة استراتيجية في مجالات التنمية الصناعية والسفر والسياحة والتطوير العقاري، الذي يجعل منها أحد المساهمين الرئيسين في رؤية أبوظبي الاقتصادية 2030 بهدف تطوير اقتصاد الإمارة بشكل أكثر استدامة وتنوّعاً»، لافتاً إلى أن المجموعة مستمرة في تنفيذ استراتيجيتها الهادفة لتوفير الرخاء للأجيال القادمة في المجالات كافة.
وأوضح الفهيم، أن المجموعة بدأت مؤخراً العمل على إعداد الجيل الثالث من العائلة لتسلم مقاليد الإدارة من خلال الخبرة في ممارسة الأعمال التجارية التي اشتهرت بها المجموعة منذ 4 عقود مضت، مؤكداً أنه لمس رغبة أكيدة من أفراد العائلة من الجيل الثالث في تكملة مشوار الآباء والأجداد، وهو ما جعل مجلس إدارة العائلة يقوم بتعين كل من خالد الفهيم ومحمد الفهيم في مجلس إدارة المجموعة، فضلاً عن تعيين كل من طلال الفهيم ومحمد عبد الجليل الفهيم في مجلس إدارة الشركات التابعة للمجموعة.
وحول أهم المشاريع والخطط المستقبلية للمجموعة، قال «نسعى بشكل حثيث إلى إدخال نظم حوكمة الشركات في المجموعة تدريجياً حتى الوصول إلى الجيل الثالث من أفراد العائلة، كما نعمل بخطط واثقة في تكوين علاقات راسخة ومستدامة مع موظفي المجموعة الذي تعدي عددهم في الوقت الراهن 1450 موظفاً»، مؤكداً أن خطط المجموعة المستقبلية تمضي مواكبة لتوجيهات حكومة أبوظبي، خصوصاً فيما يتعلق بدعم الشراكات وبروتوكولات التعاون مع الشركات العالمية العاملة في قطاع التكنولوجيا المتقدمة.
وأكد رئيس مجلس إدارة مجلس الرقابة في مجموعة الفهيم، أن أهم ما يميز سوق دولة الإمارات العربية المتحدة في الوقت الراهن النظرة التفاؤلية التي تسود الأسواق المحلية وهو ما يشير بوضوح إلى دعم الحكومة المحلية، وتوفيرها مختلف سبل النجاح لشركات القطاع الخاص، فضلاً عن المشاريع الحكومية العملاقة التي تنطلق في مجالات البني التحتية والعمران بشتي أشكاله، منوهاً بأن اقتصاد إمارة أبوظبي يمضي نحو النمو المستدام مدعوماً بالجهود الحكومية لتسهيل الأعمال والميزات التفضيلية التي تمنحها الإمارة للشركات والكيانات العاملة على أرضها.
وتعمل مجموعة الفهيم في عدد من القطاعات الاقتصادية الحيوية، منها الاستثمار والتطوير العقاري والفندقي وتجارة السيارات والطاقة، حيث تمتلك المجموعة حالياً عقارات رئيسة في أبوظبي والعين ودبي والشارقة من خلال تقسيم العقارات، وشركة للاستثمار العقاري الإمارات.
وقال الفهيم، إن شركة الاستثمار العقاري بالمجموعة التي تأسست عام 1979، وتدير حالياً مجموعة من المشاريع السكنية ومراكز التسوق والفنادق ذات المستوى العالمي وأبراج المكاتب التجارية، مشيراً إلى أن نطاق عمل الشركة يشمل الاستثمار العقاري والتطوير والتصميم والبناء والإدارة والتأجير والأنشطة المرتبطة بها، فضلاً عن المشاريع الفاخرة والمساكن والفلل والشقق المفروشة رفيعة المستوى وأبراج المكاتب الأنيقة ومجموعة من الفنادق المتميزة ومراكز التسوق الشعبية.
وأضاف أن المجموعة شهدت تطورات جذرية خلال العقود الخمسة الماضية كان أهمها بنهاية عقد الستينيات عندما قرر الأب عبد الجليل الفهيم التنحي عن إدارة الشركة نظراً لانخراطه في العمل العام، وهو ما جعله يقوم بتعيين ابنه الأكبر محمد ليقود الشركة تحت إشرافه، وذلك لضمان انتقال القيادة إلى الجيل الثاني بسلاسة، مشيراً إلى أن المجموعة كانت لديها في تلك الفترة ثلاثة موظفين فقط.
وقال «منذ وفاة الوالد المؤسس للمجموعة عام 1996، واصلت مجموعة الفهيم التطور والنمو، لتصبح من المجموعات التجارية الرائدة في البلاد. وعلى مدى ثلاثة أجيال، وبمساهمة شخصية من كل فرد من أفراد الأسرة، سجلت المجموعة نجاحاً ملحوظاً من خلال المثابرة وتعزيز الأعمال التي زرعها الوالد عبد الجليل الفهيم». وأضاف «من خلال وجودها الفعال حصلت المجموعة على عدد من الجوائز التميز من جائزة الشيخ خليفة عامي 2014 و2015»، منوهاً بأن هذا التقدير جاء مواكباً لتضامن أفراد المجموعة واستمرارها في المساهمة في تطوير الشركة ومجتمع إمارة أبوظبي ككل. وأوضح أن روح الريادة جعلت المجموعة تدعم بقوة برامجها المتعلقة بالمسؤولية الاجتماعية للشركات، التي هي جزء لا يتجزأ من المؤسسة، مؤكداً أن المجموعة تسعى باستمرار للنمو وبناء على مكانتها، باعتبارها مساهماً رئيساً في التنمية الاجتماعية والاقتصادية في دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل عام.
وبخصوص قطاع السيارات، قال عبد الله عبد الجليل الفهيم، إن شركة «الإمارات للسيارات» وكيل سيارات «مرسيدس بنز» في أبوظبي، تمثل حالياً أكثر العلامات التجارية المعروفة في قطاع السيارات بالسوق المحلي من خلال تقديم أعلى مستويات الخبرة التكنولوجية لعملائها عبر شبكة واسعة من صالات العرض ومراكز الخدمة وقطع المستودعات ومنافذ البيع بالتجزئة، منوهاً بأن نجاح هذه الشركة جاء من حرصها الدائم على التحدث مع الشركاء التجاريين والتزامها بالنمو المستدام.
ونمت مبيعات شركة الإمارات للسيارات التابعة لمجموعة الفهيم من سيارات مرسيدس-بنز خلال الفترة من يناير الى أكتوبر 2016، مقارنة للعام الماضي بمعدل 2% ولبعض الفئات تتراوح النمو ما بين 15% و 41% للسيارات ذات الدفع الرباعي.
عدد اليوم
