الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الفاروق صاحب الدُرّة ومؤسس أركان الحضارة الإسلامية

16 يونيو 2011 22:34
أبوظبي (الاتحاد)- الخليفة الراشد عمر بن الخطاب، والذي أعطاه الرسول الكريم لقب الفاروق، لأنه بدخوله الإسلام فرق بين الحق والباطل، وأخذ المسلمون في الجهر بدعوتهم، بعد أن كانت تتم خفية، تجنباً للمواجهات مع قبيلة قريش، في بداية الدعوة حين كان الإسلام يخط طريقه ليضيء العالم بنور تعاليمه، على مدى أربعة عشر قرناً. وجاء لقب «الفاروق» بعد أن أسلم عمر ونطق بالشهادة بين يدي الرسول الكريم، فقد وافق الرسول صلى الله عليه وسلم رأي عمر المنادي بأهمية الجهر بالدعوة الإسلامية عندما قال عمر للرسول صلى الله عليه وسلم في دار الأرقم بن أبي الأرقم: ( والذي بعثك بالحق لتخرجن ولنخرجن معك )، عقب ذلك خرج المسلمون ومعهم عمر ودخلوا المسجد الحرام وصلوا حول الكعبة دون أن تجـرؤ قريش على اعتراضهم أو منعهم، فكانت تلك أول مناقب وإنجازات عمر بن الخطاب عند دخوله الإسلام والتي توالت بعد ذلك، ما جعله يستحق مكانة متميزة في تاريخ انتشار الإسلام وبناء الدولة الإسلامية القوية المترامية الأطراف. ويأتي ضمن تلك المناقل الإنجازات العديدة، أنه صاحب عديد من الأوليات، منها، أنه أول من سمى بأمير المؤمنين من الخلفاء، أول من وضع تأريخا للمسلمين و اتخذ التاريخ من هجره رسول الله صلى الله عليه و سلم ، أول من عسعس فى الليل بنفسه ولم يفعلها حاكم قبل عمر ولا تعلم أحد عملها بانتظام بعد عمر ، أول من عقد مؤتمرات سنوية للقادة والولاه ومحاسبتهم وذلك فى موسم الحج حتى يكونوا فى أعلى حالتهم الايمانية فيطمأن على عبادتهم وأخبارهم، أول من أتخذ الدرة ( عصا صغيرة ) وأدب بها .. حتى أن قال الصحابة والله لدره عمر أعظم من أسيافكم وأشد هيبة في قلوب الناس، أول من مصر الأمصار، أول من مهد الطرق و منها كلمته الشهيرة ( لو عثرت بغلة للعراق لسألنى الله تعالى عنها لما لم تمهد لها الطريق يا عمر). أما عن أولياته فى العبادة فهي عديدة، نذكر منها، أنه أول من جمع الناس على صلاه التراويح، أول من جعل الخلافة شورى بين عدد محدد، أول من وسع المسجد النبوي، أول من أعطى جوائز لحفظة القرآن الكريم، أول من جمع الناس على أربع تكبيرات في صلاة الجنازة. رؤية سديدة أما عن منجزاته الحضارية وهي غزيرة وكثيرة، فقد تنوعت بين زراعة واستصلاح الأراضي، وبناء المدن، إنشاء الدواوين لإدارة شؤون الولايات المختلفة الواقعة تحت الحكم الإسلامي، وغيرها من أمور الحكم التي وطدت أركان الدولة الإسلامية. ولم تسير هذه المنجزات بشكل عشوائي وإنما وفقاً لرؤية سديدة قامت على أركانها دعائم الحكم الإسلامي لقرون طويلة، نأخذ منها على سبيل المثال ما فعله في الزراعة وشق الأنهار وتمهيد الطرق. وأولى عمر اهتمامًا كبيرًا بتطوير الزراعة واستصلاح الأراضي وأصدر بهذا الشأن حكمًا عامًا بأن من يصلح الأراضي البور أينما وجدت في جميع أنحاء الدولة فإن ملكيتها تؤول له وإذا لم يصلحها في غضون ثلاث سنوات تسترد منه. أنهار إن اهتمام عمر بالزراعة والأرض جعله يهتم أيضًا بإدارة الري مثل إقامة السدود وبناء القناطر لتوزيع المياه وشق فروع للأنهار. ومن اهتماماته رضي الله عنه ما يسمى اليوم بـ(المنافع العمومية) أو البنية التحتية والحالة المعيشية للناس؛ ولهذا أمر بشق الأنهار التي توصل الماء إلى المدن مثل نهر أبو موسى، وكان طوله تسعة أميال، وكان سبب ذلك أن الأحنف بن قيس اشتكى إلى عمر ملوحة أرض البصرة فيضطر الناس لإحضار الماء من مسافة ستة أميال، فأمر عمر أمير البصرة أبو موسى الأشعري بأن يحتفر نهرًا لأهل البصرة يتفرع عن نهر دجلة. وحفر في دجلة أيضًا نهر معقل الذي يضرب به المثل (إذا جاء نهر الله بطل نهر معقل) وكلف بمهمة إعداده الصحابي معقل بن يسار، ولكن أعظم الأنهار وأكبرها فائدة ذاك الذي أمر به عمر أيضًا والذي اشتهر باسم خليج أمير المؤمنين وهو قناة تصل ما بين نهر النيل والبحر الأحمر، وكانت بداية هذه القناة في الفسطاط، ثم إلى بلبيس، ثم إلى البحر الأحمر وقد أنجز المشروع في ثمانية أشهر، فكانت السفن تنقل المؤن والبضائع من مصر إلى المدينة بيسر وسهولة، وبقى هذا المشروع ثم أهمل بعد القرن الأول من الهجرة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©