أخيرا وبعد طول غياب، استطاع بني ياس أن يفتح دولاب البطولات، ليحل كأس الخليج للأندية ضيفا عليه، وهو اللقب الذي خرج به السماوي هذا الموسم، بعد مشاركة في أربع بطولات محلية وخارجية، هي دوري المحترفين وكأس صاحب السمو رئيس الدولة وكأس المحترفين، إضافة إلى البطولة الخليجية للأندية.
وعلى الرغم من احتلال بني ياس المركز الرابع في جدول ترتيب دوري المحترفين، إلا أن هذا المركز لم يرض طموحات عشاق هذا النادي، حيث كان طموح الجميع في لقب محلي في ظل امتلاك النادي لمقومات البطولة، واتفقت الآراء على أن بني ياس كان بإمكانه تقديم أكثر مما كان بحصد لقب محلي على الأقل.
وحالت عوامل كثيرة دون وصول السماوي إلى الهدف المرجو بتحقيق لقب محلي، على رأس هذه العوامل ضعف القيادة الفنية من خارج الخطوط للمدرب التشيكي جوزيف تشوفانيتش الذي أثبت فشلا كبيرا في التعامل مع المواقف الصعبة التي مر بها الفريق، فلم يستطع بني ياس الفوز في المباريات الكبيرة أو بمعنى أدق أمام الفريق الكبيرة مثل العين والجزيرة والأهلي والوحدة، وهو الشيء الذي جعل بني ياس يخسر المنافسة على لقب الدوري على الرغم من اقترابه في بعض الفترات.
ولم يستغل التشيكي جوزيف تشوفانيتش الفرصة القوية التي منحها له جدول مباريات البطولة، حيث وضعه أمام فرق تعد من فرق المؤخرة والوسط في أول خمس مباريات وحقق فيها الفوز وكان يجب أن تعطيه دفعة معنوية أمام الكبار، لكن ذلك لم يحدث بسبب القراءة الفنية الضعيفة للمدرب وعدم قدرته على التعامل مع أحداث المباريات الصعبة بحنكة.
ولم يكن الضعف الفني من خارج الخطوط هو السبب الرئيسي وراء عدم تحقيق بني ياس للقب محلي، حيث حلت لعنة الإصابات على الفريق منذ البداية وحتى النهاية فلم يخض بني ياس أي مبارياة في الدوري بأربعة لاعبين أجانب، فإن حضر ثلاثة غاب واحد للإصابة ووصل مفعول الإصابات إلى حد غياب ثلاثة لاعبين أجانب عن صفوف السماوي في بعض المباريات.
وحاولت إدارة النادي إصلاح بعض الأمور باستقدام المصري محمد أبو تريكة ليدخل ضمن قائمة الفريق بدلا من مواطنه محمد زيدان الذي غاب بسبب الإصابة كما يقول، وبسبب ادعاء الإصابة كما تقول الإدارة السماوية، كما تعاقد النادي مع السويدي ويلهامسون لاعب الهلال السعودي السابق، بدلا من المغربي إسماعيل بنلمعلم الذي هرب ولم يستكمل عقده مع النادي.
ولم تترك لعنة الإصابات كلا من محمد أبو تريكة وويلهامسون، حيث تسببت في غيابهما لفترة طويلة، لم تجعل الأول يقدم المستوى المطلوب منه في البداية بسبب الغياب، وجعلت الثاني «يتعكز» كثيرا على تاريخه القديم لكي يثبت وجوده مع بني ياس.
وكما يقولون «رب ضارة نافعة»، حيث تسببت الإصابات المتكررة للأجانب في ظهور عدد من اللاعبين المواطنين بمستوى رائع، على رأسهم الموهوب نواف مبارك الذي أعاد اكتشاف نفسه من جديد، وكان سببا مباشرا في انتصارات «السماوي» على الصعيدين المحلي والخليجي.
وعندما قرر بني ياس عدم الالتفات للشأن المحلي بعد ضياع فرصة المنافسة على أي لقب ركز في الحدث الخليجي وتفوق ومر بنجاح من الدور الأول وعبر الثاني وفي الدور نصف النهائي كان الاختبار الأصعب أمام نجران السعودي ونجح فيه لاعبو بني ياس بالرد على الخسارة بهدف في السعودية بفوز بهدفين في العاصمة أبوظبي، وفي الدور النهائي كان أبناء السماوي على موعد مع السعادة بفوز مستحق على الخور القطري حمل بعده الفريق كأس البطولة عن جدارة واستحقاق.
«الأجانب» بين المد والجزر
أبوظبي (الاتحاد) - أخذ ملف اللاعبين الأجانب حيزا كبيرا من اهتمامات المنتمين للقلعة السماوية، حيث كانت هناك حالة من المد والجزر في بعض الحالات، على رأسها المصري محمد زيدان الذي بدأ الموسم بتعرضه لإصابة أبعدته عن الملاعب لمدة شهر، وعاد بعدها بشكل جيد وقاد الفريق لفوز مستحق على النصر ولكن سرعان ما تدهورت العلاقة بينه وبين التشيكي جوزيف تشوفانيتش الذي اتهم اللاعب كما اتهمه الجهاز الطبي وإدارة النادي بادعاء الإصابة، وخرج اللاعب من حسابات الفريق تماما وحل بدلا منه مواطنه محمد أبو تريكة، وقبل زيدان كانت الصدمة الأولى بهروب المغربي إسماعيل بنلمعلم بشكل مفاجئ دون أي مقدمات، وكان بني ياس قد بدأ الموسم بالتعاقد مع ثلاثة لاعبين بجوار السنغالي سانجاهور المتواجد منذ أكثر من ثلاثة مواسم وهم: محمد زيدان واسماعيل بنلمعلم والاسترالي نيكولاس كارل الذي لم يقتنع به المدرب تشوفانيتش كثيرا، على الرغم من أنه كان أحد اختياراته، وهو الذي فضله على الأوزبكي جيباروف الحاصل على لقب أفضل لاعب في آسيا من قبل.
وفي فترة الانتقالات الشتوية كانت هناك تغييرات بخروج محمد زيدان ودخول أبو تريكة في صفقة كبيرة لفتت الأنظار للسماوي، وأيضا دخول السويدي ويلهامسون مكان إسماعيل بنلمعلم، لكن «وسلي» لم يثبت نفسه أمام الرأي العام وكانت هناك انتقادات كثيرة لأدائه خاصة أن الجميع كان يقارنه بفترة وجوده مع الهلال السعودي التي صال وجال فيها.
سانجاهور الهداف الدائم
أبوظبي (الاتحاد) -حافظ السنغالي سانجاهور مهاجم السماوي على لقبه كهداف للفريق للموسم الرابع على التوالي، وسجل سانجاهور 14 هدفا، وعلى الرغم من تسجيل سانجاهور لهذا العدد من الأهداف، إلا أنه كانت هناك حالة من الإجماع على أنه لم يظهر بمستواه المعروف عنه، حيث سبق أن فاز بلقب هداف الدوري قبل موسمين.
واعترف اللاعب نفسه بأنه لم يكن في حالته المعروفة عنه هذا الموسم، نظرا للظروف التي مر بها الفريق بشكل عام.
نواف مبارك موهبة تعود من جديد
أبوظبي (الاتحاد) - كشف الموسم المنصرم عن عودة قوية للاعب المخضرم نواف مبارك الذي قدم نفسه كموهبة إماراتية لا تزال تمتلك الكثير في جعبتها، وكان نواف مبارك سببا مباشرا في تحقيق السماوي لإنجاز البطولة الخليجية، وكذلك قدم مستوى رائعاً في الدوري للدرجة التي رشحه الكثيرون معها للفوز بجائزة أفضل لاعب مواطن.
واحتل نواف مبارك المركز الثاني في ترتيب هدافي بني ياس برصيد عشرة أهداف سجلها على مدار الموسم، على الرغم من غيابه في مباريات كثيرة لم يشارك فيها منذ انطلاقة الموسم.
أبو تريكة نموذج الاحتراف
أبوظبي (الاتحاد) - بالإخلاص والجد والاجتهاد حقق المصري محمد أبو تريكة محترف بني ياس ما جاء من أجله، حيث كـان سببـا مبـاشـراً في البطولـة الـوحيـدة التـي دخلـت دولاب بطـولات السـماوي بعد غيـاب أكثـر من 20 عاما، وعلـى الرغم من تعرض اللاعب للإصابة في بـدايـة مشواره مع الفريق، إلا أنه استعـاد عافيته وأصر على تقديم شيء لناديـه الذي تعاقد معه على سبيـال الإعـارة، وأخـذ على عاتقه مهمة تذليل المصاعب في البطولة الخليجية.
وكان السبب المباشر في صعود الفريق للمباراة النهائية بالهدف القاتل في مرمى نجران السعودي في الدقيقـة الخامسـة من الوقت بدل الضائع، وكذلك كان سببا مباشرا في حصد اللقب بتسجيله هـدف التـقـدم في اللقاء النهائي أمـام الخـور القطري، وكذلك صناعة الهدف الثاني.
وترك محمد أبو تريكة أثرا كبيرا في نفوس جماهير النادي وإدارته ولاعبيه بما قدمه من سلوك نموذجي للاعب المحترف، فكان اللاعب مثالا للإلتزام في مواعيد التدريبات وتنفيذ تعليمات المدربين، وتقديم كل ما في وسعه من أجل تحقيق الأهداف المطلوبة لهذه المرحلة.
عودة للمسرح القاري
أبوظبي (الاتحاد) - استطاع بني ياس أن يجمع في رصيده 47 نقطة في 26 مباراة في الدوري، احتل بها المركز الرابع بفارق الأهداف عن الجزيرة صاحب المركز الثالث.
وسوف يتيح هذا المركز للفريق الظهور على الساحة القارية من خلال الدور التمهيدي للبطولة الآسيوية للأندية أبطال الدوري، إذا لم تحدث أي تغييرات في نظام مشاركات الأندية الذي وضعه الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.
وكان السماوي قاب قوسين أو أدنى من حصد المركز الثالث لكن الجهاز الفني بقيادة المدرب المواطن سالم العرفي فضل التركيز في البطولة الخليجية، وخاض المباراة الفاصلة مع الجزيرة بالصف الثاني من اللاعبين.
ووصل عدد الأهداف التي سجلها السماوي إلى 50 هدفا سجلها خلال مشواره بالدوري بمعدل 1.9 هدفاً في المباراة، وتلقت شباكه 37 هدفاً، أما عدد البطاقات الصفراء التي حصل عليها الفريق فقد وصل إلى 55 بطاقـة صـفراء حصل عليها لاعبو بني ياس، ويعد محمد جابر وثامر محمد الأكثر حصولاً على البطاقات بـ 7 إنذارات لكل منهما، فيما حصد الفريق 5 بطاقات حمراء.
قيادة وطنية خارج الخطوط
أبوظبي (الاتحاد) - أعطت إدارة بني ياس الفرصة كاملة للمدرب التشيكي جوزيف تشوفانيتش الذي لم يستطع استخدام الأدوات التي كانت متاجة له بوجود مجموعة من اللاعبين المتميزين ضمن صفوف السماوي، وتولى القيادة الفنية بعد تشوفانيتش المدرب المواطن سالم العرفي. وحقق العرفي إنجازاً هو الأول مرة في تاريخ النادي وحصل معه على بطولة الأندية الخليجية، ويعد العرفي مدرب السماوي وقت الشدائد وبمثابة المنقذ في المحطات الصعبة وتولى المهمة هذا الموسم للمرة الثانية بعد إقالة تشوفانيتش، وكان قد تولى المهمة الموسم الماضي عقب البرازيلي فييرا، ويحسب له إنجاز الحصول على كأس رئيس الدولة لاعباً وقائداً للفريق وبطولة الخليج مدرباً. وكان العرفي قد أكد في نهاية الموسم أنه مدين بالشكر للفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان رئيس النادي على ثقته الكبيرة في قدراته، ودعمه غير المحدود له، مؤكدا أن دعم إدارة النادي كان السبب المباشر في تحقيق الإنجاز الأفضل في تاريخ النادي الحديث بالحصول على البطولة الخليجية لأول مرة في تاريخ السماوي.
وأكد أن هناك بعض الأمور التي أجبرت بني ياس على الخروج من دائرة المنافسة على البطولات المحلية، على رأسها الإصابات التي لحقت بعدد كبير من نجوم الفريق، وعلى رأسهم الأجانب في أوقات كان الفريق في أشد الحاجة لمجهوداتهم.
عدد اليوم
