الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

فرنسا تحلم باستقطاب المؤسسات المالية بعد خروج بريطانيا

فرنسا تحلم باستقطاب المؤسسات المالية بعد خروج بريطانيا
3 أكتوبر 2017 22:14
باريس (د ب أ) عندما زار وزير مالية فرنسا «بنيامين جريفو» لندن في وقت سابق من الشهر الحالي، لم يحاول إخفاء السبب الحقيقي للزيارة، وهو أنها رحلة تسويقية تستهدف إقناع المؤسسات المالية في حي المال في لندن «سيتي» بالهجرة إلى باريس بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وقال وزير المالية والحليف المقرب للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في تصريحات لصحيفة «لوموند» الفرنسية، إن هذه «الرحلة تم تنظيمها كرحلة توضيحية، تماماً كما يلتقي رئيس تنفيذي بمساهمي شركته لإقناعهم باستراتيجيته». وتلقي فرنسا بكل ثقلها في المنافسة من أجل استقطاب المؤسسات المالية من بنوك وشركات تأمين وشركات وساطة مالية، وغيرها إلى باريس عندما تقرر الرحيل عن لندن بعد استكمال عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، في ظل منافسة شرسة من مراكز مالية أوروبية أخرى، مثل فرانكفورت في ألمانيا وأمستردام في هولندا، وقال رئيس وزراء فرنسا إدوار فيليب، مؤخراً: «نريد أن تصبح باريس المركزي المالي رقم واحد الجديد لأوروبا بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي». يذكر أن البنوك والعديد من المؤسسات المالية العاملة في لندن ستحتاج إلى تسجيل فرع قانوني لها داخل الاتحاد الأوروبي، حتى تواصل العمل داخل الاتحاد بعد خروج بريطانيا، وتتنافس مدن باريس وفرانكفورت ودبلن وأمستردام ولوكسمبورج في استقطاب المصرفيين الذين سيغادرون لندن، في الوقت الذي يرى فيه الفرنسيون أن رئيسهم الجديد ورقة رابحة في هذا السياق، بفضل سياساته التفضيلية لصالح الشركات. ويقول أرنو دي بيرسو، الرئيس التنفيذي لمؤسسة «يورو بليس» المعنية بالترويج لباريس كمركز مالي لوكالة الأنباء الألمانية، إن انتخاب «ماكرون» لرئاسة فرنسا يساهم بشدة في تحسين صورة فرنسا الدولية. وأضاف «حتى قبل شهور قليلة كنا نواجه مشكلة، وهي أن صورة فرنسا كانت غير جذابة في ظل القواعد والنظم والضرائب المقررة لديها»، وكانت التغييرات الأولية قد جاءت في عهد الرئيس الاشتراكي السابق فرانسوا أولاند، رغم أنه كان قد اعتبر القطاع المالي عدواً عام 2012، ومنذ قرار بريطانيا الخروج من الاتحاد الأوروبي في يونيو 2016، وحد فرنسا من اليمين واليسار صفوفهم في لحظة تكاتف نادرة من أجل الترويج لباريس كمركز مالي أوروبي. من ناحيتها، قطعت حكومة الرئيس ماكرون الجديدة خطوات أبعد في هذا الاتجاه، حيث أعلنت خفض ضريبة الشركات إلى متوسط هذه الضريبة على مستوى الاتحاد الأوروبي، إلى جانب إلغاء ضريبة الثروة على الأسهم، وتم إنشاء مكتب مركزي بالفعل يقدم المشورة للشركات الأجنبية الراغبة في الانتقال إلى باريس، كما يجري التخطيط لإنشاء مدارس دولية لخدمة عائلات المصرفيين القادمين إلى باريس، مع إبراز خدمة القطار السريع «يوروستار» بين لندن وباريس كميزة إضافية للعاصمة الفرنسية، خاصة أن باريس نفسها مدينة ذات شهرة عالمية كبيرة. وتقول ماريا سيلي جيولو، رئيسة شركة «دي فاكتو» العامة، التي تدير حي «لا ديفينس» التجاري في باريس: «اعتقد أن باريس هي الحاضرة الأوروبية الوحيدة القادرة على منافسة لندن، فيما يتعلق بكثافة هياكلها الاقتصادية الموجودة ونمط الحياة فيها كمدينة كبيرة، هناك مشاعر قوية تسيطر على الحي الاقتصادي الكائن في غرب باريس، ويجري حالياً بناء أو التخطيط لبناء 7 أبراج جديدة في الحي، لكن باريس ستجد نفسها مضطرة لبذل المزيد من الجهد لمنافسة مدينة فرانكفورت الألمانية بشكل خاص، والتي يوجد فيها مقر البنك المركزي الأوروبي. في هذا الصدد، قال جون كريان، البريطاني المولد رئيس مجموعة «دويتشه بنك» الألمانية، إن السباق انتهى بالفعل بفوز فرانكفورت، ويعتقد المصرفيون الألمان إن وجود مقر البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت سيكون عاملاً حاسماً في قرارات المؤسسات المالية التي تستعد لمغادرة لندن، ووفقاً لمؤشر المراكز المالية العالمية، تأتي لندن في المركز الأول كأفضل مركز مالي، في حين تحتل باريس المركز التاسع والعشرين، وميونخ المركز السابع والعشرين، وفرانكفورت المركز الثالث والعشرين، غير أن الأمر لم يحسم بعد، فالكثير من البنوك تفضل الانتظار لترى نتيجة مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وطبيعة العلاقات التي ستربط بينهما، قبل اتخاذ قرارها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©