الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الخوف ليس من إنفلوانزا الطيور وإنما من تطور الفيروس

6 مايو 2006
الشارقة- تحرير الأمير:
ثمة أمر غريب يحيط بمرض أنفلونزا الطيور الذي يستقطب اهتمام وسائل الإعلام ويثير حالة من القلق غير المبرر بين المقيمين والمواطنين في الدولة فضلا عن المفاهيم الخاطئة التي يستند عليها العامة في هذا الشأن إذ يعتقد بعضهم أن تناول البيض وتناول الدجاج بكافة مصادره وأشكاله، قد يؤدي إلى الإصابة بالمرض ويعتقد آخرون أن الطيور الطازجة اقل خطورة من تلك المجمدة في حين أن عددا منهم ذهب إلى أبعد من هذا حيث استغنى تماما عن تناول أي مادة غذائية ذات صلة بالطيور وامتنع عن ارتياد المطاعم المتخصصة في تقديم الطيور المطبوخة!
وعلى الرغم من أن الدولة تسعى جاهدة من خلال حملة وطنية ومحلية للحد من دخول المرض إلى أراضيها وهي على أهبة الاستعداد لأي أمر طارئ إلا أن التخوف ما يزال سيد الموقف·
وحسب الإحصائيات الخاصة بمنظمة الصحة العالمية فإن عدد ضحايا الفيروس )و5َ 1( الأكثر ضراوة بين فيروسات أنفلونزا الطيور مقارنة بضحايا أمراض أخرى تكاد لا تذكر، كمرض الأيدز مثلا الذي حصد آلاف الضحايا في حين أن أنفلونزا الطيور لم يقض سوى على مائتي ضحية منذ ظهوره مجددا قبل 9 سنوات وحتى اليوم· فضلا عن الأمراض ذات المنشأ الحيواني والتي تنقل العدوى إلى البشر كمرض الكلب الذي تسبب في القضاء على نحو 50 ألف شخص في العالم· وجنون البقر وفيروس إيبولا والحمى القلاعية وحمى الوادي المتصدع والتدرن البقري، وحمى البحر المتوسط·
وردا على هذه الأفكار إزاء مرض أنفلونزا الطيور وتصحيح المفاهيم الخاطئة المرتبطة به، طرحنا هذه المخاوف وتلك الهواجس على عدد من المتخصصين·
لا يشكل خطرا مباشرا
تقول الطبيبة منى صلاح الدين أخصائية الأمراض الباطنية في مستشفى القاسمي: لقد اتجهت الأضواء إلى مرض أنفلونزا الطيور الذي تحول إلى هاجس لدى القاطنين في الدولة رغم أنه لا يشكل خطرا مباشرا على حياتهم وفي الوقت نفسه فإن 25 % من سكان الدولة يعانون من مرض السكري غير مكترثين بمضاعفاته على المدى البعيد من فشل كلوي وضعف إبصار وتجلطات بالدم، إذ يتناولون التمر والعسل ويدمنون على الأكلات السريعة·
وتضيف: عدد كبير من الناس يرفض أخذ التطعيم الخاص بالحمى الشوكية قبل التوجه إلى أداء فريضة العمرة أو الحج خوفا من الحرارة·
أمراض الحيوانات المنزلية
وقالت الدكتورة إن هناك العديد من الحيوانات التي تنقل أمراضا للإنسان إلا أن المرء لا يدرك خطورتها بل ويحتضنها في بيته مثل القطط والكلاب والقردة والبقر كذلك أمراض أخرى تغزو العالم كالسرطان والسارس والسل والملاريا وقد تمت السيطرة على بعضها·
وتعزو الطبيبة منى صلاح الدين الهلع العالمي إلى الرسائل الإعلامية المكثفة والى مدى تأثيرها على نفسية الناس·
وتدعو إلى ضرورة الفحص الدوري للحيوانات الأليفة وأخذها للتطعيم اللازم·
وباء عالمي
ومن جانبه أوضح الدكتور أحمد منديل عميد كلية العلوم الصحية في جامعة الشارقة، أن الهلع العالمي يعود إلى التخوف من حدوث تغيير جيني يجمع بين الخاصة بالبشر والحيوان وتكون لديه خاصية الانتقال من إنسان إلى إنسان مما قد يتسبب في مرض جديد يصبح وباء عالميا، يهلك منه الآلاف من البشر·
وقال إن أنفلونزا الطيور له أضرار صحية واقتصادية واجتماعية حيث أدى هذا المرض إلى خسائر فادحة تقدر بالملايين للدول التي اجتاحها الفيروس أما من الناحية الاجتماعية فلابد من إقناع الأفراد الذين يربون الطيور كمصدر رزق لهم بالتوقف عن تربيتها في المنازل وهذا يحتاج إلى تغيير اتجاهات في السلوك العام·
ووصف د·جميل تركي استشاري الوبائيات ونائب مدير إدارة الطب الوقائي في الشارقة أنفلونزا الطيور بوحش على الأبواب مؤكدا أن الدولة على أهبة الاستعداد من خلال تشكيل فرق وطنية ورصد كافة الإمكانيات والموارد المادية والبشرية لمنع المرض من الدخول وردع الأخطار المحتملة من الانتشار لافتا إلى انه لم تسجل حالة إلى الآن·
مغالطات حول المرض
وذكر أن هناك العديد من المغالطات التي يرددها الجمهور إزاء أنفلونزا الطيور منها أن الناموس عامل مسبب لانتشار أنفلونزا الطيور، أو أن البيض يسبب المرض والعلم اثبت أن الدجاجة المريضة تقطع البيض لذا فإن البيض نقي 100%· وأوضح أن التجميد لا يعني بالأساس القضاء على الفيروسات·
وقال تركي: إن هناك العديد من الأمراض الخطيرة الأخرى ولكن الإعلام تمكن من لفت أنظار العامة نحو أنفلونزا الطيور بإطار لا يخلو من المبالغة·
أمراض أشد خطورة
أكد الدكتور أحمد منديل عميد كلية العلوم الصحية في جامعة الشارقة، أنه توجد بعض المفاهيم المغلوطة لدى الناس حول أنفلونزا الطيور أسهمت في المبالغة في التخوف من المرض، وأوضح أن هناك العديد من الأمراض الخطيرة الأخرى ذات المنشأ الحيواني مثل حمى الوادي المتصدع والتي ظهرت في كينيا ومصر والسودان والسعودية والحمى القلاعية وحمى البحر المتوسط·
كما أن هناك أمراضا اشد خطورة من أنفلونزا الطيور كالايدز مثلا، إلا أن للاعلام تأثيرا كبيرا على العامة فضلا عن انهم ينسجون حكايا وقصصا بعيدة عن المنطق·
وقال إن الإصابة بالمرض تتأتى عن طريق التعامل المباشر مع الطيور المصابة (الحية) وليس عن طريق تناولها· وحذر من تناول دجاج غير مطهي تماما مشددا على طهوه جيدا على 70 درجة مئوية·
التوعية بالمرض مستمرة
تقوم الجهات المعنية بجهود مستمرة للتوعية بالمرض، فقد نظمت اللجنة المحلية لمكافحة إنفلونزا الطيور مؤخرا ندوة بعنوان 'إنفلونزا الطيور بين الحقيقة والوهم' في النادي الثقافي العربي بالشارقة حضرها مجموعة من المختصين والمهتمين من الدوائر والإدارات المختلفة الاختصاصات في الدولة، وأدار الحوار في الندوة عبد العزيز عبد الله المدفع مدير عام هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة ورئيس اللجنة·
ودار في الندوة حوار منهجي حول واقع المرض، ودعا المشاركون فيها إلى ضرورة التعاطي بفهم بعقلانية مع هذه القضية، مؤكدين على أهمية عدم التضخيم الإعلامي والتعامل مع ما هو حاصل بموضوعية وبما يفيد محاصرة ما يمكن أن يحدث·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©