الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الرولة والسوق القديم بين احتياجات البسطاء واهتمامات الوجهاء

6 مايو 2006
تحقيق: أحمد مرسي:
سوق الرولة والسوق القديم في الشارقة يقعان متقابلان في منطقة واحدة، ولكنهما متناقضان في كل شيء؛ في بضائعهما، وأشكالهما، ومساحات محالهما التجارية، حيث لا يتسع السوق الأول لرواده، بينما يستوعب الثاني زبائنه، والاختلاف طال أيضا الديكورات التي تكاد تنعدم في الأول، في حين توحي بالرقي والفخامة في الثاني، والأمر يختلف كلياً أيضا في الشوارع الرئيسة والجانبية لكل منهما، ونوعية الزبائن المترددة عليهما، فالرولة مكان للبسطاء من محدودي الدخل الباحثين علي حاجياتهم الأساسية ذات الأسعار المعقولة، بعدما أشهر السوق القديم في وجوههم لافتة، دون أن يظهرها، كتب عليها 'ممنوع الشراء' لعدم مقدرتهم على تحمل ثمنها، بينما رحب بالوجهاء والمقتدرين وفتح لهم أبوابه على مصراعيها !
'الاتحاد' في جولتها بالسوقين عثرت على تفاصيل أكثر نعرضها في السطور التالية·
يقول المعوض حسن، يعمل صيادا، إنه يتردد على سوق الرولة بصورة مستمرة فهو الأنسب من بين الأسواق في أسعاره وتنوع معروضاته من الملابس القليلة التكلفة والأجهزة الكهربائية والهدايا مقبولة الثمن والتي تتناسب مع ظروف الوافدين خاصة عند شراء كميات كبيرة حال السفر إلى بلدانهم في الإجازات السنوية، مشيراً إلى أن غالبية المنتجات التي يضمها السوق ، وخاصة الملابس، هي من الخامات البسيطة مما جعل سعرها في متناول الجميع ·
حركة مستمرة
لا تعتبر منطقة الرولة سوقاً تجارياً فحسب بل ملتقى للأصدقاء ومتنفسا للجميع، بهذه الجملة عبر محمد العمري، يعمل بإحدى شركات المقولات في الشارقة، عن رأيه في السوق، مشيراً إلى أن المنطقة بشكل عام تتغير ملامحها بصورة مستمرة طوال ساعات اليوم فتكون مع ساعات الصباح الأولي المحطة الرئيسية لاستقبال الكثير من التجمعات العمالية تمهيداً لنقلهم إلى مقار أعمالهم بينما تأخذ دوراً آخر عند الضحى حيث تعج بالحركة والنشاط التجاري وتجمعات الباحثين عن العمل، في حين تختلف طبيعة النشاط الممارس في المساء ويكون المتنفس للبعض يمارسون فيه الكثير من الألعاب التي تخفف عنهم عناء العمل، بينما يفضل البعض الآخر الهدوء والاسترخاء في ساحته·
وأضاف أن السوق يتميز بعده ميزات تكسبه شهرة لدى ذوي الدخول البسيطة عن الأسواق الأخري تتمثل في تنوع معروضاته والمساحة الكبيرة له والتي تعطي فرصة أكبر للتجوال والاختيار وتجعل البسطاء يلجأون إليه في شراء حاجاتهم المعيشية سواء في إقامتهم في الدولة أو عند السفر إلى أوطانهم·
تجمعات غفيرة
من جانبه أوضح ظافر سليم، يعمل في أحد المحال التجارية في الرولة، أن السوق جذب إليه الكثيرين من الزبائن الذين يجدون فيه ما يحتاجون إليه من ملابس وأدوات كهربائية وهدايا تتوافق مع دخولهم المادية وظروف معيشتهم البسيطة، مشيراً إلى أن الإقبال على السوق يظهر بصورة واضحة في التجمعات الغفيرة التي يشهدها في عطلة نهاية الأسبوع·
صورة مختلفة
الصورة مختلفة تماماً داخل السوق القديم المقابل لسوق الرولة في نفس المنطقة فمعظم الزبائن من العرب والسائحين الأجانب، حيث يقول حمد خلف حمادة، من الكويت، إن أهم ما يميز السوق القديم في الشارقة تنوع المحال التجارية الخاصة بالعطور العربية والغربية ذات السمعة الطيبة في هذا المجال إضافة إلى التنوع أيضاً في محال الأزياء النسائية ذات الخامات الجيدة والتي تلاقي إقبالاً كبيراً من الخليجيات على وجه العموم·
من جهته ذكر عبد الرحمن أحمد العوسي، من الكويت، أن السوق القديم، كما يسمية أهل الإمارات، يستقطب السائح الأجنبي الراغب في معرفة خصوصية مواطني دول مجلس التعاون الخليجي بشكل عام حيث تتوافق المعروضات مع الاهتمامات الشخصية لهم في حبهم للعطور والدخون والملابس الخليجية، مشيراً إلى أن سوق الرولة يتناسب مع الباحثين عن الهدايا بسيطة التكلفة رخيصة الثمن لا تنتمي للماركات العالمية حيث تزيد من سعر الخامات مثلما هو موجود في السوق القديم·
سوق العرب
وأوضح أحمد بدر الدين، يعمل في أحد المحال التجارية، أن أكثر من 90 % من رواد سوق الرولة هم من الهنود والباكستانيين والبنغال حيث يجدون حاجياتهم الشخصية بما تتناسب وظروفهم المادية بينما يعتبر السوق القديم سوقاً للعرب بشكل عام والخليجيين بشكل خاص، منوهاً إلى أن حركة البيع تزداد بشكل كبير في فصل الشتاء لوجود سياح أجانب وكذلك لتردد العرب على السوق بصورة أوسع مما هي عليه في الأشهر الأخرى وهو واقع عكس حال سوق الرولة والذي تزيد فيه نسبة البيع في الصيف لكثرة اعتماده على المتسوقين العائدين بالهدايا إلى بلدانهم· وأضاف أن بعض الملاك قاموا برفع الإيجارات خلال الفترات الماضية سواء المتعلقة بالمحال أو الخاصة بالشقق السكنية مما أثر سلباً على السلع وجعل الغالبية يلجأون إلى زيادة أسعارها لتغطي مصروفاتها ورواتب العاملين فيها وتكاليف مساكنهم ومن ثم توفير مبلغ للربح حتى لا تتعرض المحال لخسائر متتالية في المستقبل·
من جانبه أكد طاهر أحمد، يعمل في أحد محال العطور، أن السمعة الطيبة التي حققها السوق في جودة المعروضات والخامات الجيدة المتقنة الصنع جعلت منه المكان المفضل للراغبين في التسوق وخاصة العرب حيث يفضل الكثيرون من مختلف إمارات الدولة الحضور إلى الشارقة والشراء من أسواقها، مشيراً إلى أن أسعار المعروضات في السنوات الماضية ساهمت وبشكل كبير في زيادة أعداد المترددين عليه·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©