الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإجازة السلبية

15 يونيو 2015 22:27
انتهى الموسم الكروي لأندية الخليج ولعبت المنتخبات جولتها الأولى في التصفيات المؤهلة لكأسي العالم وآسيا، والحال مشابه في بقية منتخبات العالم بين تصفيات وبطولات قارية، وبعدها سيخلد جميع اللاعبين لإجازة مستحقة يعيدون فيها شحن طاقاتهم استعداداً لموسم قادم يتطلعون فيه لتحقيق إنجازات أفضل، حيث لا يتوقف طموح المحترف عند تحقيق لقب خاص به أو بالفريق لأن الجماهير والشركات الراعية والقنوات الناقلة تريد المزيد دوماً وأبداً. ولذلك أكتب اليوم عن تلك الإجازة التي يجب أن يكون المحترف فيها أكثر احترافاً من أوقات عمله كلاعب يصول ويجول في الملاعب الخضراء أمام الجماهير والكاميرات، لأن هذه الإجازة ستحدد قدرته على العطاء في الموسم القادم دون شك، ولا أبالغ حين أقول أن الفارق الحقيقي بين النجوم ليس في استعدادهم أثناء المعسكر الإعدادي للفريق قبل بدء الموسم، ولكن في كيفية قضائهم للإجازة الصيفية التي تفصل بين الموسمين. ربما يعتقد البعض أن مسمى «الإجازة السلبية» يعني الأشياء السلبية التي قد يقوم بها بعض النجوم فتؤثر على قدراتهم البدنية بداية الموسم القادم، ولكن الواقع أن هذا المسمى إشارة إلى عدم ممارسة كرة القدم والبعد عنها بشكل بدني وذهني لمدة أسبوعين أو ثلاثة على أقل تقدير، مع ضرورة الابتعاد عن مدمرات الصحة قدر المستطاع لضمان إعطاء البدن والذهن راحة خالية من المنغصات تمنح المحترف «الطاقة الإيجابية» التي يحتاجها ليبدأ الموسم القادم بقوة تفوق حالته عند توديع الموسم الماضي، بغض النظر عن النتائج التي حققها النجم على لنفسه وفريقه. «الإجازة السلبية» لنجوم الخليج جاءت في أفضل وقت ممكن هذا العام لتزامنها مع شهر رمضان المبارك، مما يضمن ابتعاد النجوم عن مدمرات الصحة المرتبطة بالسلوك مع بقاء الخطر قائماً من السهر والأكل، فمن الطبيعي أن يتغير جدول النوم للأسرة الخليجية في الشهر الفضيل - خصوصاً في الصيف - فيسهر الجميع لما بعد صلاة الفجر وتزداد أصناف الطعام الدسم على مائدتي الإفطار والسحور، ولكن المحترف الحقيقي الذي يعي مسؤوليته سيخبر أسرته بمتطلبات الاحتراف فيأخذ كفايته من النوم في الأوقات المناسبة ويكتفي بالأطباق الصحية في إجازته، فالمحترف يعلم أكثر مني أن «التوافق الذهني العضلي» نتاج منهج حياة متكامل يشمل البيت والنادي والملعب، ولعلي أكتفي بتذكير المحترفين في الخليج أن «الإجازة السلبية» أفضل وسيلة لتوليد «الطاقة الإيجابية»، وعلى منصات شهر الخير نلتقي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©