الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

في انتظار المطر

28 يناير 2017 22:42
ما أنْ تبدأ روائح الشتاء بنسماتها العليلة الباردة التي تحمل معها أيضاً بشائر الخير من السحب الممطرة، حتى تبدأ وتزداد معها لحظات الشوق والانتظار لسقوط الأمطار التي تملأ الكون بهجة وبهاءً. ما أسعدنا بالمطر، عندما ينهمر مدراراً ليسقي الأرض ومن عليها، فتبدو الأرض في حلة من الاخضرار والجمال الطبيعي، فتنتعش الكائنات الحية، وتزدهرُ معها الحياة. ما أجمل ذكرياتنا مع المطر بالماضي، عندما كنا صغاراً وكانت الأمطار تهطل بغزارة، ولا تنقطع عـنا صيفاً أو شتاءً، فكانت الأرض متشبعة بمياه الأمطار، حيث توجد المياه وتكثر في الأماكن المنخفضة من الأودية، وتشكل عيوناً وبركاً مائية متفاوتة في العمق، كان بإمكاننا العوم والسباحة في بعض تلك البرك المائية، وكم كنا نتسابق في السباحة في مياهها العذبة. وما أحوجنا اليوم إلى الأمطار الغزيرة التي تغسل همومنا، وتشعل أشواقنا، فالأمطار في منطقتنا الخليجية قليلة، وغالباً ما تكون في فصل الشتاء، وهي النعمة الكبرى من المولى سبحانه وتعالى التي ننتظرها بفارغ الصبر، ويَمُنُ بها المولى الكريم على عباده ومختلف الكائنات الحية، فلا حياة من دون المياه، ومنها مياه الأمطار التي تروي العباد والبلاد. هذا العام، تأخرت الأمطار، وطال انتظارنا لهذه النعمة التي تُحيي فينا الأمل، وتسعد بها أروحنا وقلوبنا، وتبتهج لها العيون عندما نراها تتساقط وتنهمر حباتها «الفضية» الجميلة على الأرض العطشى. والحقيقة أن قلوبنا مثل الأرض ظمأى، يكاد يقتلها الظمأ وتمتلئ بالرجاء في رحمة الله التي تسكن وتطمئن بها القلوب والأرواح. ما أجمل الكون بالأمطار، فترى ما في الكون كله، من المخلوقات والكائنات، يبدو في حلة قشيبة من الجمال والروعة، حيث تـنشطُ وتزدهر حركة المخلوقات، كالشجر والحجر، والطيور والحيوانات والبشر، فالكل من خلال تلك الحركة، يُسبِحُ لخالقه شكراً وثناءً على هذه الرحمة الإلهية المباركة. وما أحوج أرضنا لهذه الأمطار، ونظراً لقلة الأمطار في منطقتنا، وكثرة استخدام المياه الجوفية التي تعتمد في مخزوناتها على الأمطار، فإن هناك على المستوى العالمي، خاصة من قبل دولنا الخليجية، جهوداً تبذل منفردة ومشتركة، من أجل زيادة المخزون الجوفي من المياه، وذلك من خلال إقامة محطات الاستمطار الصناعي، عبر تنفيذ مشاريع برامج وبحوث علمية تساعد على الاستمطار الصناعي. همسة قصيرة: ما أسعدني بغيث قربك؟!
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©